شمس نيوز/القدس المحتلة
تزايدت التحذيرات الإسرائيلية من تنامي حركة مقاطعة إسرائيل في العالم، آخر هذه التحذيرات كان من خلال الوثيقة السرية التي وزعتها وزارة الخارجية الإسرائيلية على سفراء إسرائيل حول العالم وسُرّبت للإعلام الإسرائيلي، حيث حذرت من تنامي مقاطعة إسرائيل خلال عام 2015، الأمر الذي من شأنه أن يمس باقتصادها وبمنظومتها الأمنية، وحذرت من تواصل وتفاقم "المد السياسي ضد إسرائيل".
كما حذرت الوثيقة من إمكانية مطالبة الإتحاد الأوروبي بتعويضات لقاء الأضرار التي لحقت بمشاريع أقامها في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتنامي مقاطعة المؤسسات المالية العالمية لإسرائيل، خصوصاً بعد قيام بنوك وصناديق استثمار وتقاعد كبيرة من الدنمارك والنرويج وإيرلندا وهولندا وغيرها بوقف تعاملاتها مع بنوك أو شركات إسرائيلية متورطة في الاحتلال. وأشارت الوثيقة إلى تزايد ظاهرة مقاطعة الشركات العالمية لمشاريع بنى تحتية إسرائيلية بعد أن قامت شركات ألمانية وهولندية بالإنسحاب من مشاريع لإقامة خطوط سكك حديد ومن مشاريع في قطاع المياه، وتزايد المقاطعة الأكاديمية والثقافية وقيام جمعيات أكاديمية أوروبية وأمريكية بقطع العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية.
وعلى الصعيد ذاته، جاءت تصريحات كل من رئيس وزراء الاحتلال السابق، ايهود باراك، والرئيس السابق للموساد، شابتاي شافيت، لتعكس مدى القلق في المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية من تنامي حركة مقاطعة اسرائيل ، التي تعتبرها جهات رسمية إسرائيلية "خطراً استراتيجياً تتسع دائرته باضطراد .
فقد حذر إيهود باراك في مقابلة مع صحيفة هآرتس من أن إسرائيل صارت عرضة للمقاطعة أكثر من ذي قبل، وأنها تتطور تدريجيا وقد تصل إلى "نقطة تحول" قريباً، وأن مكانة إسرائيل في مجتمع المنظمات العمالية حول العالم في وضع خطير للغاية.
أما الرئيس السابق للموساد شابتاي شافيت فقد عبّر عن خشيته، لأول مرة في حياته، على مستقبل "المشروع الصهيوني" ككل، بفعل تدهور العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية، برأيه، وتنامي حركة المقاطعة العالمية ، وذلك في مقال نشره في صحيفة (هآرتس)، قال فيه: "تمكن الفلسطينيون من تحقيق إنجازات مهمة على المستوى العالمي. إن الجامعات في الغرب، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، هي حاضنات للقادة المستقبليين لتلك الدول. إننا نخسر الدعم لإسرائيل في العالم الأكاديمي. وتتزايد أعداد الطلبة اليهود الذين يبتعدون عن إسرائيل. ونمت الحركة العالمية لمقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارت منها وفرض العقوبات عليها وانضم إليها عدد غير قليل من اليهود".
وفي ذات السياق، أقر التقرير السنوي الذي قدمه "منتدى التنسيق لمكافحة اللاسامية"، وهو إطار صهيوني مؤثر، إلى الحكومة الإسرائيلية مؤخراً، بتوسع نشاطات حركة المقاطعة بشكل غير مسبوق. وأشار إلى أن "هدف هذه المجموعات [المؤيدة للمقاطعة] هو عزل إسرائيل في نهاية المطاف من الحلبة الدولية وتحويلها لدولة منبوذة من خلال شيطنة إسرائيل، وتوفير منصة فكرية وبلاغية لتعزيز سياسة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات في الأوساط الأكاديمية، الاقتصاد، الثقافة، الرياضة والأمن".
وعبرالتقرير عن استيائه بسبب إنشاء شبكة من المحامين وضعت قائمة من المطلوبين بين ضباط الجيش الإسرائيلي انتشرت في المملكة المتحدة، هولندا، إسبانيا، بلجيكا والنرويج، حيث تسمح القوانين المحلية بإصدار مذكرات توقيف ضد مواطنين أجانب يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب.