حالة من الغضب بدت واضحة على سكان غزة، عقب حادث السير المؤسف الذي أدى لوفاة فتاتين وإصابة ثالثة بجراح خطيرة، على الطريق الساحلي بالقرب من استراحة الحرية غرب مدينة غزة.
عبارات الغضب التي كُتبت على الحائط الأزرق، لم تقتصر على الحادث فقط، إنما طالت ظاهرة "السياقة المتهورة" في قطاع غزة، إذ يرى رواد مواقع التواصل أنها ازدادت خلال الفترة الماضية.
الناشط سيف السويطي واحد من عشرات النشطاء والكتاب الذين غردوا على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب قائلًا "الآن أصبح من الملزم والضروري ضبط الحالة المرورية في غزة خاصة في الآونة الأخيرة، مع ازدياد اهتمام الشباب بالسيارات وظاهرة التفحيط والمنافسة في القيادة".
وأشار السويطي في منشور على صفحته بـ"فيس بوك" إلى أن معظم الشباب العاطلين عن العمل يتجهون للعمل كسائق تاكسي دون أي ضوابط مهنية وقانونية، داعيًا الإدارة العامة للمرور ضبط ووضع قواعد وأسس قانونية ومهنية لكل سائقي التاكسي.
وبحسبه فإنه ليس كل من يحمل رخصة قيادة يصلح أن يقود سيارة، وليس كل سائق يؤتمن على أرواح المواطنين، موجهًا الدعوة بضرورة اخضاع كل سائقي التاكسي لاختبار العمل ضمن ضوابط قانونية تحفظ سلامة الركاب والمشآة، ووضع عقوبات قانونية رادعة لكل من يخالف القانون ويعرض حياته وحياة الأخرين للخطر
وأضاف "الجباية المالية ليس حلًا ولا رادع (..) ما حدث فاجعة ولابد من تحرك مسؤول."
من ناحيته، كتب الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور، أكد أن عموم المشهد المروري بحاجة ماسة للضبط بما في ذلك تعزيز الكادر البشري والمقدرات والامكانيات والدوريات على الطريق.
ولفت العمور في منشور على صفحته في "فيس بوك" إلى العديد من المخالفات المرورية التي يشاهدها خلال سيره في الطرقات ذاكرًا منها "شاحنات تلزم اليسار بسرعة جنونية، وسائقون جعلوا شارع صلاح الدين حلبة سباق"، لافتًا إلى، أن أكثر من 80% من المركبات ذات الترخيص الملاكي تحولت لسيارات أجرة.
وبيَّن أن قرابة الـ50% من المركبات غير مخصصة للعمل كسيارة أجرة من ناحية قوة الماتور أو الحجم أو التصميم، متابعًا "30% منها تسير بالغاز دون مراعاة اي شروط سلامة".
وأشار العمور لوجود حالة سيولة ومرونة غير مسبوقة في الحصول على رخص القيادة، مضيفًا "هذا امر ملح وبحاجة لرقابة ومتابعة خاصة رخص قيادة الاجرة".
الشرطة في قطاع غزة، والتي أعلنت عن تمكنها من إيقاف سائقي السيارتين المتسببتين بحادثة دهس المواطنات الثلاثة، أشارت إلى أن السائقين كانا في حالة تسابق بسرعة كبيرة.
وأشارت الشرطة على لسان المتحدث باسمها أيمن البطنيجي إلى أن سائق المركبة المتسببة بالحادث قام بالهروب من المكان، قبل ان يتم التعرف على هويته وتوقيفه، كما تم حجز المركبتين، ويجري استكمال الإجراءات القانونية في القضية
وجدد البطنيجي التأكيد على السائقين بالالتزام بقوانين السير والسرعة المحددة على الطريق حفاظاً على حياة المواطنين وأرواحهم.
وشدد على أن الشرطة ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق المُخالفين والمستهترين.