واصلت الفصائل الفلسطينية إرسال رسائلها بأنها لن تصمت طويلًا أمام ممطالة الاحتلال في تنفيذ التفاهمات التي أوصلت لتوقف معركة سيف القدس في منتصف مايو/ آيار الماضي.
المقاومة وعلى طيلة الأشهر الماضية لم تترك أي مجال يمكنها من خلاله إرسال رسائلها إلا وطرقت بابه، وصولًا إلى التلويح بالتدخل الصاروخي الفعلي، من خلال إطلاق عدد من الضربات الصاروخية تجاه عرض البحر، في إطار تطوير قدراتها، وفحص مدى جهوزية تلك الصواريخ.
وأمام ذلك يرى الخبير والمختص العسكري، محمود العجرمي أن هذا التطور في الرسائل تأكيد على أن معركة سيف القدس، ما زالت مستمرة، وأن العدو لا يزال سافرًا في غييه ويتابع تنكره لكل الالتزامات رغم تدل أكثر من وسيط لإجباره على تنفيذ ما تم التوصل إليه.
وقال العجرمي في حديث مع "شمس نيوز"، "المقاومة حذرت وأنذرت العدو بأنه إن لم يلتزم وبسرعة سواء بفتح المعابر، ورفع الحصار، وادخال مواد البناء لإعادة الإعمار إلى جانب إدخال الأموال القطرية، فهي ستبدأ بعملية تسخين للجبهة في العودة للمقاومة الشعبية الخشنة".
وأوضح أن المقاومة قامت بذلك بالفعل من خلال إطلاقها لعدد من الصواريخ التجريبية نحو البحر، بالإضافة إلى أنها أعلنت عن سلسة فعاليات خلال الأيام المقبلة، ستبدأها بمهرجان الغضب في الذكرى الـ 52 لإحراق المسجد الأقصى.
ولفت العجرمي إلى أن وفد المخابرات المصري، الذي زار رام الله و"تل أبيب" بالأمس كان يحمل في جعبته خطة بشأن عملية تبادل للأسرى على مراحل، وفتح المعابر بشكل كامل، وإدخال الدعم سواء العربي أو الدولي لقطاع غزة.
وأشار إلى أن المقاومة كانت واضحة بالتعاطي مع كل ما جاء به المصريون، وبيَّنت أنها قد استنزفت الزمن المعطى للوسطاء، مؤكدة ربطها أي تطور على الأرض بالتزام الاحتلال عمليًا وميدانًا، بتنفيذ ما تم إيقاف معركة سيف القدس لأجله.
وبشأن الرسالة من الصواريخ التجريبية، قال العجرمي: "بالإضافة إلى أن المقاومة أرسلت رسالة بقرب نفاد صبرها، فهي أرسلت رسالة اخرى مفادها أن قدراتها لا زالت بخير، وأنها تجري وتطور قدراتها، ولم يتأثر سوى الجزء اليسير من منظومتها خلال المعركة".
وبيَّن أن هذه الرسالة فندت ادعاءات العدو بأنه استطاع تدمير مخازن المقاومة، وغرف التصنيع الخاصة بها، أو حتى تمكنه من خداعها خلال المعركة بالحزام الناري الوهمي الذي أنه قد يبدأ بعملية عسكرية برية.
وذكر العجرمي أن وسائل إعلام العدو هي أو من تحدث عن فشل تلك الخطة، وأن المقاومة كانت واعية ومدركة جدًا لهذه الخطة، مشيرًا إلى أنها لم تقف أما إفشال خطته الميدانية، بل وصلت لإفشال قدراته كما حدث مع منظومة القبة الحديدة أو وحدات الساسيبر التي مكنت المقاومة من الاطلاع على خططه وعملياته.
وعاد المختص العسكري إلى الوراء قليلًا تحديدًا في أعقاب انتهاء المعركة، موضحًا أن قادة المقاومة أكدوا وعلى غير مرة أن ما فقد من قدراتها أقل بكثير من 3% من تلك القدرات، ما يعني أنها لم تتأثر بشكل كبير.
وأضاف "المقاومة الفلسطينية في كل معركة مع العدو كانت تفاجئه بالعديد من الامكانيات الجديدة، وما حصل في سيف القدس ليس بالبعيد عنا، عندما انتهت المعركة بينما المقاومة تواصل دكها للمستوطنات والمدن المحتلة".
وختم العجرمي حديثه "العدو بعد نهاية كل جولة مع قطاع غزة يعترف أنه فشل في معرفة مدى امكانيات المقاومة من ناحية المديات، والدقة أو الرؤوس التدميرية أو أعداد صواريخها".