على غير العادة، لم يتمكن الكثير من أهالي غزة، من شراء الدجاج الطازج الذي عادة يتربع على سفرة غذاء عطلة الأسبوع، نظراً لارتفاع أسعاره في أسواق القطاع بشكل عام، إذ وصل سعر الكيلو الواحد نحو 14 شيكلًا، أي ما يقارب 4.5 دولار.
لم يكن الدجاج وحده الذي يباع على استحياء في غزة خلال الأيام الماضية، إنما تصدرت البندورة القائمة أيضًا، إذ وصل سعر الكيلو منها من 5 إلى 6 شواكل، لتصبح هي الأخرى "سيرة على كل لسان" في غزة، فهناك من تناول الموضوع ساخرًا وهناك من تناوله غاضبًا، على مواقع التواصل الاجتماعي.
سماح يوسف مواطنة من غزة، صادفها مراسل "شمس نيوز" حائرة وهي تتجول بين محال الدواجن والمجمدات في سوق فراس وسط المدينة، ففي ذهنها عملية حسابية، كيف ستشتري الدجاج والبندورة بالمبلغ الذي تمتلكه؟
"على قد لحافك مد رجليك"، مثل شعبي فلسطيني، لجأت يوسف له عندما عجزت عن شراء السلعتين، لتشتري اللحوم المجمدة بدلًا من الدجاج الطازج، ولتستبدل أكلة المقلوبة التي تدخل البندورة ضمن مكوناتها الأساسية إلى أكلة أخرى.
فتقول المواطنة يوسف لمراسل "شمس نيوز"، "جئت إلى السوق لأشتري احتياجات الغذاء، لم أكن أعلم بأن أسعار السلع الأساسية لوجبة جمعة العائلة غالية لهذا الحد، غير طبيعي هذا الارتفاع بأسعار الدجاج، والبندورة تكاد أن تكون مختفية في السوق".
وتضيف:" أبنائي يجتمعون يوم الجمعة وأحاول أن اطهي لهم أكلة يحبونها جميعا، طلبوا المقلوبة لكن لم استطع شراء مكوناتها، اشتريت كفتة مجمدة وسأطهي صنية مسقعة".
و"المسقعة" أكلة من الريف المصري، وتُعدّ من الأطباق البسيطة جداً والمميّزة التي انتشرت ليتم طبخها في جميع الدول العربية، ويُطلق عليها اسم المنزلة، والباذنجانية، وصينة الباذنجان بالفرن، وكلها تمتلك نفس الطعم مع اختلاف بسيط في كيفية تقديمها.
وليس بالبعيد عنها كان شوقي محمد يبحث عن رطل بندورة، لكن الأسعار صدمته وجعلته يعلق لمراسل "شمس نيوز" ساخرًا :" قررت أغذي الأولاد مانجا، وتفاح،"، في إشارة منه إلى أن أسعار الفواكه أصبحت أرخص بكثير من سعر البندورة التي تواصل الارتفاع، في ظل شح وجودها بالأسواق.
وقال ممتعضًا "سأبحث عن وصفة جديدة من خلالها أدمج الفواكه بالأرز دون استخدام البندورة، وأضعها أمام أبنائي على سفرة الغذاءـ وبدون دجاج كمان".
من جهته، قال المتحدث باسم الوزارة أدهم البسيوني في حديث سابق مع "شمس نيوز": "إن ارتفاع أسعار البندورة كان نتيجة الارتفاع في درجات الحرارة، الأمر الذي أدى لإضعاف عقد الأزهار ما أدى إلى ضعف الانتاج، وصولًا إلى قلة العرض".
وأشار إلى أن السبب الثاني في ارتفاع أسعار البندورة يعود إلى الانتقال الموسمي بين انتهاء الزراعة في الدفيئات، وبدء الموسم الجديد للزراعة، مبيِّنًا أنه سيبدأ خلال الفترة القليلة المقبلة.
وشدد البسيوني على أن هذه الفترة تعتبر عارضة بالنسبة لمحصول البندورة، وستكون متوفرة بالأسعار المناسبة خلال أيام قليلة فقط.
من ناحيتها، أرجعت نقابة مربي الدواجن والانتاج الحيواني الارتفاع في أسعار الدواجن إلى سببين رئيسيين.
وقال رئيس النقابة مروان الحلو: "إن سبب ارتفاع سعر كيلو الدجاج في أسواق غزة ووصوله إلى 14 شيكلا للمستهلك، يعود إلى موجة الحر التي ضربت البلاد، وأدت إلى انخفاض الإنتاج، ونفوق الآلاف من الدجاج".
وأوضح الحلو في تصريح لـ "شمس نيوز"، أن ارتفاع أسعار العلف ساهم في ارتفاع سعر كيلو الدجاج، إذ ان طن العلف وصل سعره 2900 شيكل من أصل 2400، لافتًا إلى أن ذلك تسبب بعزوف عشرات المُزارعين عن تربية الدجاج.
ورجّح الحلو، انخفاض سعر الدجاج إلى 10 شواكل خلال الـ 15 يومًا المقبلة، مشيرا إلى أن تكلفة كيلو الدجاج بالوقت الحالي، مرتفعة جدًا إذ تصل لـ 9 شواكل، وذلك بسبب العوامل السابق ذكرها.
