قائمة الموقع

في الذكرى الـ 52.. من يطفئ حريق المسجد الأقصى؟!

2021-08-22T13:23:00+03:00
خالد صادق.jpg

بقلم/ خالد صادق

اثنان وخمسون عاماً مرت على حريق المسجد الاقصى المبارك على يد الاسترالي الصهيوني المجرم دنيس روهان, حريق جرى في العام 69, حيث كان العرب يرفعون رايات القومية العربية والبعثية والشيوعية تحت شعار امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة, لكن هذه العبارة لم تكن الى مجرد شعار ممجوج لا قيمة له لان العرب لم يروا حريق داخل الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين, كانوا يغمضون اعينهم عن النيران المشتعلة في الاقصى بجبن, بعد هزيمتهم المذلة في ال 67م والانتكاسة التي اصابتهم في مقتل, لذلك خرجت رئيسة الوزراء الصهيونية آنذاك غولدا مائير لتبشر بحقبة جديدة من الامن والامان والاستعلاء لإسرائيل فقالت " يوم حرق المسجد الاقصى في 21 آب 1969 لم انم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا أفواجاً من كل حدب وصوب …. لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذه أمة نائمة". والحقيقة ان غولدا مائير لم يكن في مخيلتها ان الرسميين العرب سيكونون شركاء في اهداء المسجد الاقصى لإسرائيل, ودعم مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى, والمساهمة في تهويد القدس وتهجير اهلها الفلسطينيين منها, وشراء العقارات من المقدسيين واهدائها الى جمعيات صهيونية كمساهمة مجانية لتحقيق حلم اسرائيل بتهويد القدس بالكامل وطرد الفلسطينيين منها, بل ان بعض العرب دخل الاقصى عنوة تحت حماية الجنود الصهاينة لإقرار ولايتهم عليه وادارتهم له.

نعم الحريق لا زال مشتعلا في المسجد الاقصى، وبعض العرب يدورون في حلقات جنونية مع قطعان المستوطنين وهم يصفقون ويغنون " محمد مات مات .. خلف ولابة وبنات", والحريق لا زال يتمدد ويشتعل ولا تمتد يد لاخماده الا يد "المقاومة" المكبلة والمحاصرة والمحاربة من الجميع, لكن سواعد المقاومين تستطيع ان تخترق الحصون والقلاع وتحقق المعجزات, فالشعب يحميها ويلتف حولها ويدافع عنها بكل ما يملك, رغم بقعة الزيت الكبيرة التي يسكبها العرب والمسلمون فوق المسجد الاقصى المبارك, صحيح ان المقاومة تقف وحدها وسط امواج عاتية من المخططات والمؤامرات التي تستهدفها, لكن ايمانها بحقها وبعدالة قضيتها وبثقتها بنصر الله عز وجل لها هو دافعها الاساسي والرئيسي للصمود في وجه الاعصار, المسجد الاقصى المبارك يتعرض لمخطط خطير حذر منه الشيخ عكرمة صبري امام وخطيب المسجد الاقصى, هذا المخطط يستهدف البدء بتنفيذ عملي وفعلي للتقسيم الزماني والمكاني للأقصى, وهى فرصة مواتية للاحتلال في ظل التطبيع الرسمي العربي والصمت على اجراءات الاحتلال في القدس, والعجز حتى عن ادانة خطواته الاجرامية واقتحاماته اليومية للمسجد الاقصى المبارك, الحريق ممتد منذ 69 حتى 2021م أي منذ 52 عاما, ولا زالت غولدا مائير سعيدة بموقف العرب والمسلمين ومنتشيه بالتطبيع والتحالف مع كيانها المسخ المسمى "اسرائيل", فمن يطفئ حريق الاقصى ومن يدافع عن اولى القبلتين ويحمل الراية التي يرفعها المقدسيون؟!.

حركة الجهاد الاسلامي اجابت فقالت "يبقى الأمل معقوداً بالأحرار والمقاومين في كل مكان الذين يشرعون سيف القدس في وجه الإرهاب والعدوان، ويرددون العهد والقسم بأن سيف القدس لن يغمد, واعتبرت الحركة ان الحرائق متلاحقة ومستمرة بحق الأقصى المبارك، بأشكال متعددة، وانتقدت كل محاولات صبغ المدينة بغير صيغتها العربية الاسلامية الأصيلة, وان نقل السفارات ومحاولات التهويد لن تغير من هوية القدس وتاريخها الاسلامي الاصيل, ووجهت الحركة التحية لأهلنا المقدسيين وللمرابطين في المسجد الأقصى وعند بواباته، ووصفتهم بالأبطال الذين ما زالوا يمهرون أولى القبلتين بالغالي والنفيس، ولا يتركون مسرى نبيهم لقمة سائغة للعدو الصهيوني المجرم, ودعت للوقوف صفاً واحداً لمجابهة مخططات الاحتلال , وان المسجد الأقصى غير قابل للمفاوضات ولا التنازلات، وهو أسمى وأقدس من أن يخضع لقرارات المحاكم والحكومات الصهيونية، فالأقصى ليس للبيع ولا للمقايضة, كما دعت الدول العربية والإسلامية، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المسجد الأقصى، وان أهم ما حققته معركة سيف القدس، هو وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده لنصرة القدس وأهلها، واستعداد قوى المقاومة في العالم العربي والإسلامي للمشاركة في حماية القدس وتحمل كامل المسؤولية في الدفاع عنها", وحيت الحركة كل من قاوم ودافع واستشهد واصيب واعتقل وهو يحمي المسجد الاقصى ويدافع عن القدس .. ويبقى السؤال مطروحا من يطفئ حريق المسجد الاقصى؟!.

اخبار ذات صلة