قائمة الموقع

السلطة .. وكيف تنقذ اسرائيل؟!

2021-08-25T12:04:00+03:00
خالد صادق.jpg
بقلم/ خالد صادق

أذكر أثناء فترة اعتقالنا لدى السلطة الفلسطينية عندما كانت تدير المشهد قررنا كمجموعة من المعتقلين السياسيين ان نخوض اضرابا مفتوحا عن الطعام, بعد أن وصلت الامور لحد لا يطاق من تعذيب وحرمان من الزيارة ورداءة الطعام والازدحام داخل الزنازين, ثار الشباب المعتقلين وبدأوا بالطرق على الابواب بقوة والصراخ في وجه السجانين واعادة وجبات الطعام, قامت الادارة باستدعاء احد المعتقلين وهو احد قادة الجهاد الاسلامي للحديث معه, وأبلغوه ان الاضراب لا يعنيهم في شيء فما يرجعونه من طعام سيتم شواءه واكله من السجانين, اما الشغب داخل اروقة السجن فسيواجه بقوة وان استدعى الامر اطلاق الرصاص فلن نتوانى عن ذلك, وابلغه ضابط مخابرات السلطة برسالة صادمة عندما قال له اننا نريد ونسعى ان نحولكم الى ظاهرة «ارهابية» حتى نلاحقكم ونصفيكم واحدا تلو الاخر, نريد حرب شوارع بيننا وبينكم لنستنزفكم تماما وقائد المخابرات هذا يدعى «ابو رجب» وكل من اعتقل لدى مخابرات السلطة يعرفه جيدا, الشاهد فيما أقول إن ما تمارسه السلطة من اعتقالات بحق رموز وطنية في الضفة الغربية يأتي في سياق مساعدة الاحتلال على تخليصه من هذه الرموز الوطنية, وتحويل المواجهة من مواجهة مع الاحتلال وتحشيد الشارع ضده الى مواجهة مع عناصر دايتون «المهجنين بالإجرام», والقيادات الوطنية حريصة تماما على عدم حرف البوصلة والتركيز على الاحتلال كعدو مركزي, وعلى وحدة الجبهة الداخلية لمواجهة مخططاته العدوانية الاجرامية.

على اهانة رموز وطنية بمستوى الشيخ خضر عدنان والشيخ ماهر الاخرس وعبادة القواسمي واكثر من عشرين آخرين من الوطنيين والاكاديميين والنشطاء, واعتقال سيدتين وهما الدكتورة كوثر العبويني وضحى معدي، وتوجيه الفاظ نابية بلسان احد عناصر امن السلطة لزوجة الشيخ خضر عدنان, والتعدي بالضرب على الشيخ ماهر الاخرس ونقله للمشفى, وتمديد اعتقال الشيخ خضر عدنان, لمجرد مطالبتهم بتقديم قتلة الشهيد نزار بنات للمحاكمة, فيه تجاوز واضح وكسر لكل الخطوط الحمراء, وهذه تعتبر خدمة مجانية للاحتلال, فالسلطة معنية بحرف البوصلة والاشتباك مع فصائل المقاومة, ولولا حالة الوعي واليقظة من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية لجرتنا عناصر دايتون «المهجنة بالإجرام» لمواجهة مع السلطة, لكن هذا المسعى والمخطط لم يتحقق ولن يتحقق مهما كان حجم تغول السلطة على قادتنا ومجاهدينا, فمعركتنا مع الاحتلال, وبوصلتنا لا تشير الا للاحتلال, وبنادقنا لا تشرع الا في وجه الاحتلال’ وسنفوت الفرصة على السلطة التي تسعى لإنقاذ «اسرائيل» من مأزقها, فما يحدث في جنين من وحدة للمقاومة في مواجهة الاحتلال, وما يحدث في بلدة بيتا وما يحدث في حي سلوان وحي الشيخ جراح وما يحدث في خليل الرحمن ينذر بتفجر انتفاضة عارمة وبأشكال مختلفة في وجه الاحتلال الصهيوني, انتفاضة سلاح وانتفاضة حجارة وانتفاضة شعب في مواجهة الاستيطان, لن يستطيع احد حرف بوصلتنا عن وجهتها مهما كان حجم الضغوطات والانتهاكات بحقنا.

في 22 فبراير الماضي، أصدر رئيس السلطة محمود عباس مرسوما نص على «تعزيز مناخات الحريات العامة في أراضي دولة فلسطين كافة، بما فيها حرية العمل السياسي والوطني، وفقا لأحكام القانون الأساسي والقوانين ذات العلاقة», واليوم نجد صدى هذا القرار باعتقالات لرموز وطنية كبيرة, لها تاريخ نضالي مشرف ضد الاحتلال الصهيوني, مجموعة «محامون من أجل العدالة» قالت في بيان مقتضب عبر صفحتها على فيسبوك، إن أكثر من 120 مواطنا فلسطينيا اعتقلوا «من قبل الأجهزة الأمنية على خلفية حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي والانتماء السياسي منذ أيار (مايو) الماضي», فهل هذا هو مقصد رئيس السلطة الفلسطينية من تعزيز مناخات الحريات العامة, ان السلطة الفلسطينية تنسلخ تماما عن شعبها بممارسة القهر والتسلط والعدوان على الرموز الوطنية, المنتدى الأكاديمي الفلسطيني رأى أن تصاعد وتيرة القمع والإرهاب المنظم الذي تقوده أجهزة أمن السلطة في أعقاب جريمة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات، يعكس مدى حالة الرعب التي تسيطر على السلطة من حرية الكلمة والتعبير وكشف الحقيقة, فهل هناك خشية من المحاسبة, ولماذا التستر على الفساد, وهل الفاسدون داخل السلطة أقوى من السلطة نفسها, ومن هي الجهة التي تقف وراءهم وتوجههم وتحميهم, كونوا على يقين ان شعبنا الفلسطيني أقوى من كل هؤلاء, وقادر على محاسبتهم, وحتما سيقتص منهم, فمن يواجه الاحتلال بإرادته, يستطيع ان يواجه الفساد والفاسدين بقوته ووحدته وتماسكه.

اخبار ذات صلة