قائمة الموقع

المتفوقة "آلاء" يتبدد حلمها بإكمال تعليمها الجامعي بسبب الظروف الاقتصادية

2021-09-01T22:22:00+03:00
الجامعة الإسلامية.jpg
شمس نيوز - عبدالهادي عوكل

لم تتوقع المتفوقة آلاء عبد الهادي الحاصلة على معدل 90% بالثانوية العامة الفرع العلمي، أن ينتهي بها المطاف في البيت وحرمانها من إكمال تعليمها الجامعي الذي كانت تطمح له، نظراً لعدم قدرة والدها على توفير مصاريفها الجامعية.

وتقول المتفوقة "آلاء"، إنها حرصت طوال العام الدراسي على الجد والاجتهاد ومواصلة الليل بالنهار من أجل الحصول على معدل يوفر لها منحة جامعية كاملة، تمكنها من دراسة الطب في إحدى جامعات قطاع غزة؛ لأن والدها عاطل عن العمل ولا يستطيع المساهمة ولو بجزء بسيط من تكاليف الدراسة المرتفعة.

وتضيف أنها كانت حريصة كل الحرص أن تشملها منحة الرئيس محمود عباس التي تمنح للأوائل كل عام؛ حتى لا يتبدد حلمها؛ لكن المعدل لم يسعفها لتحقيق ذلك.

وأوضحت أن العديد من الجامعات اتصلت بها على منحة للفصل الأول، الأمر الذي ترفضه نظراً لأن التخصصات المطروحة لا تشمل الطب والصيدلة، إضافة إلى أن هذه العروض تكون للفصل الأول وتتحول إلى نقمة على الطالب في الفصول الأخرى، حيث يتم حرمان الطالب من الحفاظ على معدله في الامتياز، لإسقاط المنحة عنه، وهو ما شكا منه الكثير من الطلبة.

وقالت: "اضطررت للتسجيل تحت هذا الواقع في برنامج الدبلوم في الأونروا، ولكن حتى هذه الفرصة يبدو أنها ليست في المتناول، بسبب ارتفاع الأعداد المسجلة، والعدد محدود".

وعن خططها المستقبلية، أوضحت أن الأمل في وجه الله أولاً وأخيراً، وتأمل ألا يبدأ العام الدراسي دون التحاقها بالجامعة، وفي حال تعذر ذلك فالظروف ستكون أقوى من الامكانات.

وتقطن المتفوقة "آلاء" في منزلٍ بسيط لا يتجاوز الخمسين متراً في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، ولديها من الأشقاء سبعة آخرون، هي الثانية بينهم.

في ذات السياق يقول والد المتفوقة "آلاء" وعلامات الحزن والحسرة على وجهه، إن ظروفه الاقتصادية أسوأ من السيئ، ولا يستطيع توفير المواصلات لابنته لتصل للجامعة، فكيف سأدفع الرسوم الجامعية.

ويضيف، أن ابنته الكبرى تدرس في إحدى الجامعات بغزة، وحصلت على منحة كاملة قبل ثلاثة أعوام، نظراً لأنها حاصلة على معدل 91% بالفرع الأدبي، ولكن ابنته كانت كثيرة الشكوى من عدم حصولها على حقها في الدرجات في الجانب التطبيقي الذي يتحكم فيه المحاضر، وهو ما كان أحياناً ينزل معدلها عن الـ 90% بأعشار بسيطة، وعلى إثرها تحرم من استمرار المنحة.

وتابع، أن الجامعة عندما كانت تغلق صفحة ابنته وتهددها بالحرمان من الامتحان في حال عدم دفع الرسوم، كان الأمر يزيده ألماً وحسرة وقهراً، لأنه يصاب بالعجز التام، وغير قادر على دفع دينار واحد. مشيراً إلى أن الخيرين هم من كانوا يدفعون عنها الرسوم المطلوبة، وهي في سنتها الرابعة هذا العام.

وأضاف، أنه لا يريد تكرار السيناريو مع ابنته "آلاء" مرة أخرى، بالدراسة للفصل الأول بمنحة، وبعد ذلك يتم طلب الرسوم، لأنه لن يستطيع دفع الرسوم المرتفعة.

ورغم الواقع الاقتصادي العصيب الذي يعيشه شأنه شأن مئات الآلاف من المواطنين في قطاع غزة، إلا أن والد المتفوقة "آلاء"، على يقين بأن الله سيجعل له مخرجاً لأزمته في تعليم ابنته المتفوقة.

وحال الطالبة "آلاء عبدالهادي"، هو حال الكثير من الطلبة المتفوقين، الذين تقطعت بهم السبل، نظراً لعدم وجود مجانية التعليم العالي حتى للأسر الفقيرة، إلى جانب معاناة القطاع من ارتفاع غير مسبوق في البطالة والتي تتجاوز 55%.

المصدر: الحياة الجديدة

اخبار ذات صلة