رئيس الوزراء الصهيوني المجرم نفتالي بينت وفي لقائه بقادة منظمات يهودية أمريكية أول أمس الجمعة قال إنه سيتخذ خطوات لخفض الصراع مع الفلسطينيين، وفقاً لموقع أكسيوس الأمريكي الإخباري, وحاول بينيت التقليل من أهمية لقاء بيني غانتس برئيس السلطة محمود عباس، مستبعداً إجراء مباحثات سلام مع الفلسطينيين، وفي تعبير غريب شبّه بينيت الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" بحوادث المرور، قائلاً إن من المستحيل القضاء عليها تماماً، لكن “من الممكن اتخاذ خطوات لتقليل المشكلة”, وهو يدرك أن الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" هو صراع حضارات وممتد ولا يمكن أن يتوقف إلا بزوال الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا, لكن نفتالي بينت أراد أن يعطي تصوراً آخراً للصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" لأجل التبخيس من نضال شعبنا وتضحياته الجسام, وقدرته على التمسك بثوابته وعدم التراجع عن مطالبه العادلة بنيل حريته واستقلاله, وهو صراع إرادة لا يمكن تشبيهه بحوادث المرور, لأن الاشتباك والتصعيد مع الاحتلال هو الأصل, والاستثناء أن يتم تهميش الصراع, والدخول في حالة تهدئة, فطالما أن هناك احتلال جاثم فوق صدورنا, سيبقى الصراع قائماً ومحتدماً لا يهدأ مهما كانت عواقبه, فالاحتلال لن ينعم بالأمن والاستقرار, إلا عندما ينعم به شعبنا الفلسطيني الذي ينشد حريته واستقلاله وسينتزعها انتزاعا من بين أنياب الاحتلال مهما كان الثمن.
يبدو أن "إسرائيل" لا تريد أن تفهم حقيقة الصراع بيننا كفلسطينيين وبينها, وأنه صراع وجود وليس صراع حدود, وهى تحاول أن تُقنع نفسها أانها هي المتحكّمة في طبيعة هذا الصراع, وأنها تستطيع أن تعطي أو تمنع كيفما تشاء ووقتما تشاء, وأن التطبيع بينها وبين الدول العربية فَرضَ على الفلسطينيين واقعاً جديداً بحيث يمكن أن يقبلوا بما تمنحه "إسرائيل" لهم وهم مرغمين, كما أن مساندة الإدارة الأمريكية المطلقة, وانحياز المجتمع الدولي ومؤسساته لها، يمثّل حِصنُ أمان لها؛ لتمارس سياستها بالشكل الذي تريد, وهى في مأمن من الحساب والملاحقة القانونية, ولعلّ هذا يصلح إن كانت السلطة هي الطرف الآخر المتصارع مع الاحتلال, لأن السلطة جزء من النظام العربي المترهل الذي يلهث وراء "إسرائيل" ويلتمس رضاها, أما وأنّ الطرف الآخر هي المقاومة الفلسطينية فعلى "اسرائيل" أن تعيد تفكيرها ألف مرة, وعليها أن تدرك أن فصائل المقاومة لا تفكر بمنطق السلطة الاستسلامي, وأنها قادرة على إدامة الصراع مع الاحتلال الصهيوني, ومشاغلته بشكل دائم وفق استراتيجية المقاومة الهادفة إلى إنهاك العدو, واستنزافه وإرباكه بتعدد جبهات مقاومته حتى تتشتت قوته, وحتى تتزلزل جبهته الداخلية, وتمارس ضغوطها على الحكومة الصهيونية للبحث عن مخرج من الأزمات التي تلاحقها وتعصف بها وتُضعف تماسكها وتُحدث تصدعاً في دواخلها.
الصراع ممتدٌ وقائمٌ مع هذا الاحتلال الصهيوني إلى أن ينتزع الفلسطينيون حقوقهم. نفتالي بينيت شدد على أنه لا يريد إعطاء الفلسطينيين انطباعا بقدوم انفراجة سياسية، حيث أشار إلى أنه “عندما لا تحدث، يمكن أن تؤدي خيبة الأمل إلى عواقب سلبية”, وإذا كان بينت يعتقد أنه بمجرد تقديم بعض "التسهيلات" الإنسانية للفلسطينيين، وأن يقوم بفتح المعابر يمكن أن يضمن الأمن والأمان له ولشعبه فهو واهم. قضيتنا لم تكن ولن تكون يوما مجرد قضية إنسانية تهدف فقط لتحسين حياة الفلسطينيين وظروفهم الاقتصادية والمعيشية, قضيتنا قضية أرض محتلة من الأعداء, وعلى الغزاة المحتلين أن يخرجوا منها حتى نستعيدها كلها, وهذا هو الوعي الذي نراهن عليه دائما, وعي شعبنا الفلسطيني بحقيقة الصراع مع هذا المحتل الغاصب, وأن فلسطين لا تتسع لشعبين, وأنها من نهرها إلى بحرها هي ملك للفلسطينيين ولن يتخلوا عن شير واحد منها, وصراعنا مع المحتل ليس كحوادث المرور العابرة, إنما هو صراع مستمر, وطويل, وشاق, وصعب, وممتد, الى أن نصل إلى النهاية.