شدّد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا، في حديث لصحيفة "البناء" على أهمية هذه العملية قائلاً: "انتزاع الأسرى حريتهم وخروجهم من سجن جلبوع بهذه الطريقة الإبداعية هو عملية بطولية، وإنجاز مهم، وضربة كبيرة للمنظومة الأمنية الصهيونية، زلزلت كيان العدو وأربكت قادته وأصابتهم بالذهول من هول الصدمة التي وجهت إليهم من حيث لا يحتسبون. فقد حفر هؤلاء الأسرى البواسل نفق حريتهم بمعول إرادتهم الصلبة وعزيمتهم التي لا تلين، ليتنسموا عبير فلسطين ويعانقوا شمس بلادهم، ويكسروا قيد السجان بعزتهم وشموخهم وإبائهم، ويسخروا من هذا العدو وتحصيناته، ويجعلوه أضحوكة أمام كل العالم".
وحول اعتبار عملية التحرير هذه أحد فصول قواعد الاشتباك الجديدة التي فرضها حلف المقاومة والفصائل المقاومة، أوضح عطايا أنّ "الأسرى الستة لم يهربوا، بل خرجوا ليعاودوا مقاومة المحتل ويوجهوا ضرباتهم إليه حيث أمكن، فهم مشاريع شهادة على طريق تحرير فلسطين"، مشيراً إلى أنّ "هذه العملية الفريدة من نوعها تعتبر امتداداً لإنجازات معركة "سيف القدس"، وقد هدمت ما كان العدو يحاول ترميمه من الخسائر الجسيمة التي مني بها بعد هذه المعركة، وأفشلت محاولاته إعادة الاعتبار لمعنويات جنوده ومستوطنيه التي أصبحت في الحضيض".
وأضاف: "نستطيع القول إنها شكلت مدماكاً مهماً على طريق إلحاق الهزيمة بهذا العدو وحلفائه، ولا سيما أنها جاءت في الوقت الذي يواجه فيه المشروع الأميركي الصهيوني إخفاقات كبيرة في المنطقة، أمام صعود بارز لقوى المقاومة في مواجهة الحصار الاقتصادي الخانق لمحور المقاومة، وتحقيق اختراق مهم في هذه المعركة الاقتصادية الشرسة".
وعن دور قوى المقاومة في هذا الإنجاز وما صدر عن العدو من تصريحات بأنّ الأسرى الأبطال تلقوا مساعدة من الخارج ومدى صحة الأخبار حول جاهزية الأردن لاستقبالهم وحمايتهم، أجاب عطايا: "هناك الكثير من الأخبار التي يتم نشرها من قبل وسائل إعلام صهيونية بهدف رصد ردود الفعل وطريقة التعامل معها، في محاولة منهم للوصول إلى طرف خيط يؤدي إلى معلومات عن هؤلاء الأسرى الأبطال وعن أمكان تحصُّنهم". وأكد على "ضرورة الحذر في التعامل مع مثل هذه الأخبار أو الخوض فيها، لقطع الطريق على أجهزة الأمن الصهيونية الفاشلة من الوصول إلى هدفها".
وردّاً على سؤال حول أهمية هذا السجن لقيادة الاحتلال، أجاب عطايا: "هذا السجن من السجون الأكثر تحصيناً، وقد شيد بمساعدة أميركية، وبطريقة حديثة، بحيث يستحيل الهروب منه، بحسب العقل الصهيوني. إلا أنّ العقل الفلسطيني المبدع كسر هذه القاعدة وهذا الحصن، وكسر هيبة المنظومة الأمنية لهذا العدو بعدما كان قد كسر هيبة منظومته العسكرية في معركة "سيف القدس" وعطّل مفاعيلها، فلم يجرؤ العدو وقتها على التقدم البرّي بآلياته المحصنة نحو غزة، بل تراجعت حشوده هرباً من قصف "الهاون" عليها".
أما في ما يتعلق بتحرير الأسرى، والرسالة التي يريد الأسرى إيصالها إلى كافة فصائل المقاومة، أوضح عطايا أنّ "هذا الأمر يقع على عاتق الجميع، الأسرى يقومون بدورهم في مواجهة السجان، ولم يقصّروا يوماً، ولكن على فصائل المقاومة أيضاً أن تقوم بدورها في العمل بمختلف الوسائل من أجل تحريرهم بأسرع ما يمكن".
وعن احتمال قيام أجهزة السلطة بالانخراط في عملية البحث عن الأسرى ونجاحها في إيجادهم وبالتالي اعتقالهم وتسليمهم لسلطات الاحتلال، أكد عطايا أنّ "الاحتلال بأجهزته الأمنية وكلّ أدواته سيعجز عن الوصول إليهم، وسوف تفشل كلّ محاولاته لإلقاء القبض عليهم. العدو الآن في غاية الإرباك والتخبط، وينتظر في كل لحظة أن يخرجوا عليه من حيث لا يتوقع، ويفاجئوه بما لا يخطر على باله".