قائمة الموقع

توابع زلزال سجن جلبوع

2021-09-08T13:50:00+03:00
نفق جلبوع
بقلم/ خالد صادق

حالة من التخبط والهذيان يعيشها كيان الاحتلال الصهيوني وما تسمى بمصلحة السجون بعد عملية «كتيبة الحرية» البطولية التي استطاع فيها خمسة من أبطال الجهاد الاسلامي بالاضافة الى قائد كتائب شهداء الاقصى في جنين زكريا الزبيدي التحرر من سجون الاحتلال واختراق كل الحواجز والسدود والوسائل التكنولوجية الحديثة والحراسات, هذه الحالة المزرية التي يعيشها الاحتلال الصهيوني دفعته لاتخاذ اجراءات عقابية بحق اسرى الجهاد الاسلامي في سجن جلبوع وفي مختلف السجون الصهيونية, حيث قامت بعزلهم وتفريقهم ومنعت التواصل بينهم, كما أخضعت عدداً منهم للتحقيق في اعقاب عملية «كتيبة الحرية» اعتقادا منها ان هناك من ساعد الاسرى الفارين من السجن في عملية الهروب, وتكتم على مخططهم, وهو ما دفع حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين لإصدار بيان لتحذير الاحتلال من التمادي في استهداف الاسرى, وانها لن تصمت طويلا على ممارسات الاحتلال القمعية بحقهم, وحذرت من المساس بهم وتعرضهم للعقاب والتعذيب, واعتبرت ان المساس بالأسرى خط احمر وقالت الحركة في بيان لها «إننا وأمام العدوان الذي ترتكبه قوات الاحتلال بحق الأسرى والذي يجري تحت سمع وبصر المؤسسات والهيئات القانونية والدولية التي لا تحرك ساكناً للجم هذا العدوان، نؤكد وبكل وضوح أن أي مساس بالأسرى لن يتم السكوت عنه، وأننا لن نترك أسرانا وحدهم ولن نخذلهم، ومستعدون لفعل كل شيء من أجل حمايتهم ومساندتهم في مواجهة الإرهاب الذي يتعرضون له, ويجب أن يدرك الاحتلال أننا مستعدون وقادرون على حماية أسرانا بكل السُبل والوسائل وخياراتنا في ذلك مفتوحة ومتعددة, وهذا البيان يحمل الكثير من الرسائل على الاحتلال ان يدركها جيدا.

الحالة التي يعيشها أهلنا في الضفة المحتلة في أعقاب عملية «الهروب الكبير2» تدل على وعي كبير وحس وطني عميق, وقدرة على افشال الاحتلال من محاولة الوصول للأسرى لا سمح الله, فجنين تحولت الى ميدان للمقاومين يجوبون شوارع المدينة والمخيم بأسلحتهم لحماية الاسرى المحررين والدفاع عنهم, ويحميهم آلاف المواطنين الذين خرجوا ليقيموا الحواجز على الطرقات, ويتحققوا من المارة, ويراقبوا تحركات الجيش الصهيوني ووحدات المستعربين التي قد تتسلل للمدينة ومخيمها وبلداتها بحثاً عن الاسرى الابطال, واستخدم البعض مواقع التواصل الاجتماعي لتضليل الاحتلال وتصدير حالة الياس الى الجيش الصهيوني الذي يستخدم الطائرات والمدرعات والدبابات والتكنولوجيا الحديثة والعملاء في محاولة للوصول الى أي معلومة عن الاسرى الابطال, لان حالة الخوف والرعب لدى الاحتلال لا تتوقف فقط عند استطاعة هؤلاء الاسرى الابطال تحرير انفسهم من سجن جلبوع المحصن, ولكن هناك تقديرات صهيونية بأن هؤلاء الاسرى الابطال سيقومون بتنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال, على غرار ما حدث في عملية الهروب الكبير في العام 1987م التي استطاع فيها مجموعة من ابطال الجهاد الاسلامي الهروب من سجن السرايا المحصن بغزة واستهداف قوات الاحتلال وضباط المخابرات الصهاينة وقتل عدد منهم, او محاولة اختطاف مستوطنين ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال, وتشكيل مجموعات مقاومة مسلحة في الضفة تقود سلسلة من العمليات الفدائية ضد الاحتلال الصهيوني, وتفجر انتفاضة عارمة في وجه الاحتلال, تجبره على التراجع عن مخططاته العدوانية الاستيطانية في الضفة المحتلة, وهذا كلبه كان له انعكاس على الحكومة الصهيونية التي قررت الآتي:

مسؤولون في المؤسسة الأمنية الصهيونية أوصوا ما يسمى بوزير الأمن الداخلي عومر بارليف البدء بالتفكير في إجراءات لعزل مفوضة مصلحة السجون «كاتي بيري» من منصبها, كما ان قناة 12 العبرية اعتبرت ما حصل «فشلاً مدوّياً لكلّ الوزارات والأجهزة الأمنية، من وزارة الأمن الداخلي إلى شعبة الاستخبارات العسكرية إلى المؤسسة الأمنية وكذلك العسكرية، لأن حفر النفق استمرّ أكثر من ثمانية أشهر من دون أن يكتشف أحد شيئاً»، وهذا يستلزم التحقيق ومحاسبة المقصرين وتعزيز الاجراءات الامنية داخل السجون الاسرائيلية بعد ثبوت فشل نظرية الامن الصهيونية في مواجهة ارادة الاسرى الفلسطينيين, كما قررت سلطات الاحتلال منع نشر أي مع معلومات عن نتائج التحقيق خوفا من تأثيرها السلبي على الجبهة الداخلية الاسرائيلية, خاصة بعد التراشق وتوجيه الاتهامات بين الشرطة ومصلحة السجون والجيش الصهيوني, كما تم تقييد حركة المستوطنين في الضفة المحتلة خوفا من استهدافه ونشر المزيد من الحواجز والدوريات العسكرية, لتبقى حالة الذعر والقلق هي المسيطرة على المشهد الصهيوني برمته, وأختم بما قاله القائد زياد النخالة « انه يومٌ للفرح كبير, ويومٌ جديدٌ في جهاد الشعب الفلسطيني» حقا هو يوم للفرح, وقد تحول عيد اليهود الى حزن, ويجب ألا ننسى ايضاً ما قاله الامين العام « لا نريد أن يقال إن هناك من ساعد قوات الاحتلال في ملاحقتهم» ويقصد ملاحقة الاسرى المحررين, لأن التنسيق الامني أخطر ما يواجهه الاسرى الاحرار, فأسقطوه يرحمكم الله.

اخبار ذات صلة