طوال جائحة "كوفيد-19"، لاحظ الأطباء أن بعض المرضى معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة بحالات شديدة أو الوفاة من عدوى فيروس كورونا.
ويعد مرض السكري من النوع الثاني أحد عوامل الخطر الرئيسية لمرض "كوفيد-19" الشديد. ويكشف بحث جديد من جامعة ميشيغان عن سبب حدوث ذلك ويقدم الأمل في علاج محتمل.
ويبدو أن الجاني هو إنزيم يسمى SETDB2. وهذا الإنزيم نفسه متورط في الجروح الالتهابية غير القابلة للشفاء والموجودة لدى مرضى السكري.
ومن خلال العمل في مختبر كاثرين غالاغر، دكتوراه في الطب في أقسام الجراحة وعلم الأحياء الدقيقة والمناعة في ميشيغان، قرر الباحث دبليو جيمس ملفين وزملاؤه التحقيق في الصلة المحتملة بين الإنزيم والالتهاب الجامح الذي شاهدوه بأنفسهم في مرضى "كوفيد-19" في وحدة العناية المركزة.
وفي نموذج فأر مصاب بعدوى الفيروس التاجي، وجدوا أن SETDB2 انخفض في الخلايا المناعية المشاركة في الاستجابة الالتهابية، المسماة البلاعم، للفئران المصابة بداء السكري. ورأوا في وقت لاحق الأمر نفسه في الخلايا الضامة أحادية الخلية في الدم من مرضى السكري و"كوفيد-19" الحاد.
وقال ملفين: "نعتقد أن لدينا سببا لقيام هؤلاء المرضى بتطوير عاصفة خلوية".
وفي نماذج الفئران والبشر، لاحظ ميلفن وغالاغر، مع انخفاض SETDB2، ارتفع الالتهاب. وبالإضافة إلى ذلك، كشفوا أن المسار المعروف باسم JAK1 / STAT3 ينظم SETDB2 في الضامة أثناء الإصابة بفيروس كورونا.
وتشير النتائج، مجتمعة، إلى مسار علاجي محتمل. وأظهرت النتائج السابقة من المختبر أن الإنترفيرون، وهو سيتوكين مهم للمناعة الفيروسية، زاد من SETDB2 استجابة لالتئام الجروح.
وفي دراستهم الجديدة، وجدوا أن مصل الدم من المرضى في وحدة العناية المركزة المصابين بداء السكري و"كوفيد-19" الحاد قلل من مستويات انترفيرون بيتا مقارنة بالمرضى غير المصابين بالسكري.
وقالت غالاغر: "تمت دراسة الإنترفيرون طوال فترة الوباء كعلاج محتمل، مع بذل جهود بين محاولة زيادة أو تقليل مستويات الإنترفيرون. إحساسي أن فعاليته كعلاج ستكون محددة لكل من المريض والتوقيت".
ولاختبار ذلك، قام فريق الدراسة بإعطاء الإنترفيرون بيتا لفئران مصابة بفيروس كورونا ورأى أنها كانت قادرة على زيادة SETDB2 وتقليل السيتوكينات الالتهابية.
ويأمل ميلفن وغالاغر أن تُفيد نتائج هذه الدراسة في التجارب السريرية الجارية للإنترفيرون أو المكونات الأخرى للمسار، بما في ذلك الأهداف اللاجينية، لـ"كوفيد-19". ويسلط عملهم الضوء أيضا على الحاجة إلى فهم توقيت وخصوصية الخلايا في العلاج وتكييف تطبيقه مع الحالات الأساسية للمرضى، وخاصة مرضى السكري.
وقال ملفين: "يُظهر بحثنا أنه ربما يحدث فرقا كبيرا في الواقع إذا تمكنا من استهداف مرضى السكري الذين يعانون من الإنترفيرون، لا سيما في وقت مبكر من الإصابة".