استيقظت فلسطين، اليوم السبت، على خبر اعتقال اثنين آخرين من أبطال "نفق الحرية"، وهما زكريا الزبيدي ومحمد عارضة، وذلك بعد ساعات من اعتقال الأسيرين جنوب مدينة الناصرة بالداخل المحتل، بعد ساعات من اعتقال الأسيرين، محمود عارضة ويعقوب قدري.
وبالتزامن مع ذلك، بدأت أجهزة الدعاية الإسرائيلية ببث سمومها داخل المجمع الفلسطيني، إذ حاولت تصوير إعادة اعتقال الأسرى بأنه انتصار لأجهزة الاحتلال الأمنية، وبث روح الهزيمة بين الفلسطينيين، في محاولة للتغطية على الهزيمة الكبرى التي تعرض لها أمن الاحتلال، حين خرج الأسرى عبر نفق حفروه بأنفسهم.
اشتباك مفتوح
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي احمد المدلل، أكد أن ابطال نفق الحرية، استطاعوا ضرب المنظومة الأمنية في مقتل مؤكدين أن نضال الشعب الفلسطيني لن يتوقف.
وشدد المدلل في حديث "لإذاعة القدس"، أن المعركة مع العدو معركة مفتوحة وهي لم تنته ولا يمكن انتزاع حقوقنا إلا بقدر التضحيات التي نقدمها.
وقال المدلل، إن الابتسامة العريضة التي شهدناها في وجه أبطال نفق الحرية لها دلالتها القوية أننا استطعنا أن نضرب منظومتك الأمنية، مشيرًا إلى أن الأسرى الستة يعلمون أنهم في اشتباك مفتوح ومستمر مع العدو الصهيوني.
ولفت إلى، ان الالتفاف الكبير حول الأسرى والمظاهرات التي خرجت معهم دليل على وحدة الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن أبطال نفق الحرية وحدوا الشعب الفلسطيني خلف قضية الأسرى التي لا يمكن لأحد أن يتخلى عنهم.
الانتصار الحقيقي
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي د. إبراهيم أبراش أن محاولة الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن "جلبوع" بحد ذاتها عمل بطولي يعبر عن إرادة التحرر لدى الأسرى في سجون الاحتلال، سواء نجحوا في هذه العملية أم لم يحافلهم الحظ.
وقال أبراش في حديث مع "شمس نيوز"، إن سجن "جلبوع" يعد من السجون المحصنة والأمنية ويقع داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وهي مناطق خاضعة لسيطرة الاحتلال الكاملة وأن الاحتلال وظف كل أشكال المراقبة والمتابعة للإمساك بهؤلاء الأسرى، سواء عن طريق الطائرات أو أجهزة التنصت أو عن طريق العملاء.
وأضاف "كنا نأمل أن يصل هؤلاء الأسرى لبر الأمان، وفي نفس الوقت كان سيناريو إعادة اعتقالهم متوقع، أو أن يتم اغتيالهم باشتباكات مع الاحتلال".
وأكد أبراش أن الأسرى قاموا بما يستطيعون ومحاولة انتزاعهم للحرية وكسر قيدهم من أعتى سجون الاحتلال هي محاولة مشرفة وضربت هيبة الأمن التي يتغنى بها العدو الصهيوني، مشيراً إلى أن الأسرى لفتوا بهذه العملية الأنظار العالمية والعربية على قضية الأسرى التي لاقت تهميشاً كبيراً من قبل الكثيرين وسلطت الضوء على معانتهم داخل السجون، الأمر الذي يتطلب جهد أكبر من الطبقة السياسية والأحزاب السياسية للاهتمام بقضيتهم.
وعن هدف الاحتلال من إعادة اعتقالهم أكد أبراش أن، الجزء الأكبر من هذه العملية هو الحرب النفسية، التي يريد أن يوظفها الاحتلال من خلال إعادة اعتقال الأسرى ويروج صورة اعتقالهم بأنه نصر، ولكن العملية بحد ذاتها والخروج من المعتقل هو النصر الأكبر والحقيقي الذي سطره هؤلاء الأبطال.
وشدد على أن الدور الأبرز هو للإعلام الفلسطيني الذي يجب أن يركز على إيجابية العملية والجانب الإيجابي بهذه الخطوة الجريئة من هؤلاء الأبطال، وليواجه الحرب النفسية والدعاية الصهيونية التي يريد الاحتلال أن يمارسها من خلال اعتقال الأسرى.
وذكر الكاتب والمحلل السياسي، أن الانشغال بالانقسام الفلسطيني والصراعات الداخلية كان لها الدور الأبرز في تهميش قضية الأسرى، إذ لا نجد استراتيجية مشتركة من جميع القوى السياسية للتعامل مع قضية الأسرى، ما أدى لغياب الرؤية الموحدة.