على الرغم أن آثار الاعتداءات والضرب التي بدت واضحة على أسرى عملية "انتزاع الحرية" المُعاد اعتقالهم، وإعداد لائحة اتهام بحقهم تنص على التخطيط لتنفيذ عملية فدائية، يصل حكمها يصل لـ 15 سنة سجنًا، ومساعدة آخرين بالهرب من السجن تصل عقوبتها لـ 20 عامًا، إلا أنّ كل تلك الإجراءات القمعية لن تكسر عزيمة الأسرى، الذين من المرجح أن يفاجؤوا العدو الإسرائيلي بعملياتٍ جديدة لانتزاع حريتهم.
قادة فلسطينيون وخبراء في شؤون الأسرى، أكدوا أن ممارسات قوات الاحتلال القمعية بحق الأسرى الأربعة، في محاولة منها لردعهم، وبث الخوف والإحباط في نفوسهم، لمنع تكرار مثل تلك العملية لن تنزع روح الإرادة منهم، وسيسعون من جديد لانتزاع حريتهم، مشددين على أن عمليات الفرار من السجون ستتكرر.
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي والمدير العام لمؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، د. جميل عليان، يتوقع أن تشهد الأيام أو الشهور المقبلة، محاولات جديدة من الأسرى لانتزاع حريتهم، موضحاً أن تعرضهم لأقسى أنواع الانتهاكات غير الإنسانية، ومحاولات ردعهم وترهيبهم، لن تؤثر على إرادتهم في سعيهم المتواصل لنزع قيدهم من السجان الإسرائيلي.
وذكر عليان لـ "شمس نيوز"، أن الأحكام والتهم التي يعدها "الإسرائيليون" لتوجيهها ضد الأسرى المعاد اعتقالهم، لن تؤثر على عزيمتهم، أو على إرادة زملائهم في الأسر، مشددًا على أنه لن تمر لحظة على الأسرى دون التفكير في محاولة الفرار من سجون الاحتلال، مستدركاً: "الفلسطينيون لديهم إرادة وعزيمة كبيرتين، لن تصدها إجراءات الاحتلال الأمنية".
وقال: "نحن نشهد معركة لأسير صاحب مظلومية وفي نفس الوقت صاحب فكرة، ضد سجان إسرائيلي ظالم، ودائما صحب الحق من ينتصر"، مضيفاً: "عملية انتزاع الحرية من سجن جلبوع، بثت روحا جديدة لدى الأسرى الفلسطينيين، فهم باتوا على يقين أنهم سيكسرون كل الإجراءات الأمنية والحراسات المشددة في سبيل انتزاع حريتهم"، مؤكدا أن "كسر القيد" ستشجع على عمليات مماثلة عديدة خلال المرحلة المقبلة.
بدوره، أكد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، أنه يحق للأسرى في السجون السعي بكل الطرق لانتزاع حريتهم، موضحا أن عام 1967 كان حافلا بعمليات محاولات الفرار، سواء بشكل فردي أو جماعات.
وشدد فروانة خلال حديث مع "شمس نيوز" أن عملية انتزاع الحرية من سجن جلبوع، لن تكون الأخيرة، على الرغم من الانتهاكات والتعذيب التي يتعرض لها الأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم، موضحاً: "من المتعارف عليه، أن كل محاولة فرار، يتخللها تنكيل وقمع بحق كل الأسرى بالسجون الإسرائيلية".
ويرى فروانة، أن إجراءات الاحتلال الأخيرة لن تُرهب الأسرى، قائلا: "بتقديري، هذه العملية لن تكون الأخيرة، على الرغم من كل أساليب العذاب والتنكيل التي اتبعها السجانون بحق الأسرى".
وأضاف: "القانون الدولي أجاز للأسرى البحث عن حريتهم بأي طريقة، فكل الإجراءات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق من أعادت اعتقالهم، ستدفعهم للبحث من جديد عن حريتهم.
يشار إلى أن ستة أسرى فلسطينيين تمكنوا من انتزاع حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيلي، المحاذي لمدينة بيسان، فجر يوم الاثنين الماضي، عن طريق نفق حفروه بأنفسهم، لكن قوات الاحتلال أعادت اعتقال 4 منهم وأعادت قوات الاحتلال، بعد أيام قليلة من فرارهم.
وأعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسيرين زكريا الزبيدي ومحمد عارضة في مرآب للسيارات بين قريتي عرب الشبلي وأم الغنم جنوب مدينة الناصرة.
كما اعادت اعتقال في وقت سابق من ليلة الجمعة الماضية، محمود العارضة، ويعقوب قادري قرب جبل القفزة (جنوب الناصرة)، فيما بقي اثنين من الستة حرين طليقين.