رأى ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إحسان عطايا، أن "أسرى انتزاع الحرية الأبطال وبالرغم من اعتقال أربعة منهم، إلا أنهم جسدوا نموذجاً للمقاومة التي قهرت إرادة العدو، وأثبتت فشل منظومته الأمنية وإخفاقها، على الرغم من إمكاناته الهائلة والدعم الأمريكي والغربي الذي يتلقاه على كل المستويات".
أحاديث عطايا جاءت خلال مشاركته في حفل توقيع كتاب "21 سبتمبر ثورة أسقطت وصاية"، للكاتب اليمني علي شرف زيد المخطوري، بحضور كتاب وشخصيات سياسية لبنانية وفلسطينية وعربية.
وأكد عطايا في مستهل كلمته، على متانة العلاقة الأخوية التي تربط الشعبين الفلسطيني واليمني، معتبراً أن "اليمن وفلسطين وجهان لمقاومة واحدة، ولأصالة واحدة، ولإبداع بطولي مشترك أثبت الجميع فيه تمييزاً في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة".
وأشار إلى أن "21 سبتمر ثورة أسقطت وصاية، وربما ننتظر أيضاً مؤلفات من كاتبنا العزيز بعناوين إضافية: 21 سبتمر ثورة أسقطت مؤامرة، 21 سبتمر ثورة أسقطت مشروعاً أمريكياً صهيونياً خبيثاً في المنطقة... وقد نصل إلى العنوان المنشود: ثورة حررت وطناً وأمةً، بإذن الله تعالى".
وقال: "أيها الأحبة، في رحاب توقيع هذا الكتاب، ما زلنا نعيش في أجواء الفرح والفخر بانتصار أسرانا أبطال عملية انتزاع الحرية من سجن جلبوع الصهيوني الأشد تحصيناً. هذه العملية البطولية النوعية شكلت ضربة قاسمة للمنظومة الأمنية الصهيونية التي كانت ترعب الكثيرين، وقد رأينا مدى ضعفها وهشاشتها أمام إرادة الأسرى الستة الأبطال، حيث لم تستطع بكل إمكانياتها أن تصل إلى معلومة واحدة لخطة أسرانا البواسل في انتزاع حريتهم".
وأوضح: "هذه العملية الإبداعية تؤكد مجدداً أن إرادة المقاومين تنتصر على الإجرام الصهيوني، وتثبت عجز العدو وارتباكه، وهو الذي لم يستطع حتى الآن الوصول إلى اثنين من أبطالها الذين انتزعوا حريتهم بأنفسهم، وكسروا قفل السجن الذي يطلق عليه الخزنة لشدة تحصينه بثمرة صبرهم، وحفروا نفق حريتهم بمعول إرادتهم... وخرجوا ليقولوا لكل الأسرى إننا أقوى من عدونا ونستطيع أن ننتصر عليه، وليقولوا لفصائل المقاومة الفلسطينية أسرعوا في العمل وبذل الجهد من أجل تحريرنا، وها نحن نقدم لكم نموذجاً ومساعدة من داخل السجن... خرجوا ليقولوا لأبناء شعبنا في فلسطين المحتلة، هذه فرصتكم الذهبية والتاريخية السانحة، من أجل أن تشعلوا انتفاضة لا ينطفئ نورها إلا بتحرير كامل الأرض الفلسطينية، وتحرير الأسرى، وكسر قيود زنازين المحتل وسجونه، كما تحرر الأسرى من سجن الخيام".
وأضاف أن "الأسرى الأبطال وجهوا رسالة مدوية للمطبعين العرب "بأنكم تعيشون حالة إذلال بزحفكم نحو عدو ضعيف ملطخة أيديه بدماء أطفال فلسطين ودماء المدنيين والإعلاميين من العرب والعجم، ويخطط لنهب ثروات بلادكم وخيراتها. لذلك، من مصلحتكم تصويب مساركم والتخلي عن هذا العدو، والتوجه نحو القدس ودعم المقاومة الفلسطينية للتخلص من الاحتلال الصهيوني وتحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة".
وأكد ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، أن "عملية انتزاع الحرية تعتبر استكمالاً لإنجازات معركة سيف القدس، وقد جاءت لتضرب كل محاولات العدو التي قام بها لترميم خسائره الجسيمة التي مني بها في هذه المعركة من خلال قيامه بضربات هنا وهناك، أو باعتقالات واعتداءات مختلفة، وذلك لرفع معنويات جنوده ومستوطنيه المنهارة... وإذ بهذه العملية تعيده إلى المربع الأول".
وختم عطايا حديثه موجهاً التحية "إلى الشعب اليمني المقاوم العزيز الذي وبالرغم مما يعيشه من حصارٍ اقتصادي خانق وحرب شرسة، إلا أنه آثر على نفسه وقدم تبرعات مالية سخية للمقاومة الفلسطينية إثر معركة سيف القدس"، مؤكداً على أن "فلسطين واليمن سوف تحرران بالمقاومة، وما يحصل في فلسطين من إنجازات للمقاومة والأسرى تؤكد على اقتراب موعد النصر والتحرير الذي من أبرز ركائزه الوحدة الفلسطينية التي جسدتها معركة سيف القدس وعملية انتزاع الحرية".