قائمة الموقع

أسرى" نفق الحرية" أعادوا قضية الأسرى للواجهة

2021-09-22T15:34:00+03:00
د. هاني العقاد.jpg

بقلم/ د. هاني العقاد

قضية الأسرى كانت ومازالت قضية كل الأحرار والمناضلين والشرفاء، قضية نضال مستمر من أجل الحرية وكسر القيد والانعتاق من الأسر، قضية كافح أصحابها وناهضوا المحتل وقاتلوا بلا ثمن ودون مقابل بوصلتهم النصر وكرامة وطن والتحرر من الاحتلال، هم من كفل لهم القانون الدولي الحماية والمعاملة القانونية التي نصت عليها اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بأسرى الحرب وظروف اعتقالهم معاملتهم ومحاكمتهم وخاصة المادة الرابعة في الاتفاقية التي صنفت الأسرى إلى فئات تنطبق علي الأسى الفلسطينيين الذين تحتجزهم "إسرائيل" كقوة احتلال عسكرية والمادة (13)من الباب الثاني التي طالبت بمعاملة الأسرى معاملة إنسانية في جميع الأوقات وحذرت من أي فعل أو اهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها لأن هذا يعتبر انتهاكا جسيما لهذه الاتفاقية و المادة (15) التي تضمنت تعليمات للدول الحاجزة بضرورة تقديم الرعاية الطبية الحقيقية للأسري وكزلك المادة (23) التي قضت بتقديم المأكل والملبس والمشرب للأسرى، أوجبت هذه الاتفاقية التي وقع عليها معظم دول العالم أن تقبل كافة الدول باحتجاز الأسرى في ظروف إنسانية كاسري حرب إلا أن "إسرائيل" لم تعترف بهذه الاتفاقيات ولم تكترث كثيرا لما يقوله القانون الدولي في حق الاسري الفلسطينيين والعرب وتضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات والبرتوكولات والمعاهدات الإنسانية وما يعنيها فقط قانونها المجرم وعقيدتها الاحتلالية العنصرية.

أسرى "نفق الحرية" خططوا ونفذوا ونجحوا بانتزاع حريتهم في عمل اسطوري و"هروب" هوليودي أربك كل حسابات "دولة" الاحتلال وضرب منظومتها الأمنية وشكل صدمة لكافة مكونات الدويلة العبرية لن تستفيق منها لسنوات قادمة، هؤلاء الاسري وطريقة حفرهم للنفق وصبرهم علي العمل الشاق واللجوء لتخفيف أوزانهم ما يسمح لهم من المرور بالنفق دون عناء وطريقة خروجهم واختفائهم لوقت داخل الأرض الفلسطينية و وصول اثنين منهم لجنين أصبحت حكاية فخر علي لسان كل احرار العالم، هذا العمل البطولي الكبير لاقي اهتمام شعبي فلسطيني وعربي غير مسبوق لقضية الأسرى فقد أذهل الجميع وباتت كل شرائح الشعب الفلسطيني تتابع قضية الأسرى السته بدا من لحظة الإعلان عن هروبهم حتي اعتقالهم واعادتهم للمعتقل في عملية تتقول عنها "إسرائيل" انها عملية ذكية ومكثفة لكنها في الحقيقة عملية خدمت الصدفة فيها "إسرائيل" أكثر ذكائهم الاصطناعي وكشفت كم كانت كل معلومات إسرائيل وتوقعاتها الاستخبارية خاطئة ومضروبة، لولا اهتمام الفصائل الفلسطينية وخاصة حركة الجهاد الإسلامي وتصديرها رسائل تهديد للاحتلال التي حذرت من التعرض لحياة الأسري السته لكانت "إسرائيل" قد اعدمت هؤلاء الأسرى دون تردد وفي ذات الوقت أدركت حجم الالتفاف الشعبي والفصائلي والعربي والدولي حول قضية أسرى نفق الحرية ما كان له العامل الأكبر لإفشال مخططات "إسرائيل" بإغلاق ملف هؤلاء الاسري للأبد عبر الاغتيال والتصفية لحظة الاعتقال.

قضية أبطال الزنزانة رقم (5) بقسم (2) الذين انتزعوا حريتهم من معتقل (جلبوع ) بأظافرهم وارادتهم القوية اعادت قضية الأسرى بالكامل للواجهة بعد حالة من الجزر كانت قد أصابت قضية الاسري وبعد ان حاولت "إسرائيل" التركيز علي قضية غزة وإعادة اعمارها والتهدئة، وبعد أن ظنت "إسرائيل" يوما من الأيام انها استفردت بالأسري تفعل بهم ما تشاء تتجاهل طلباتهم وتهمل علاجهم وطعامهم وملبسهم وتقودهم للموت البطيء، قضية أسرى "نفق الحرية" جعلت من مراكز الأبحاث والدراسات الدولية تخصص الكثير من الدراسات التي تتلخص في النهاية بمذكرات لمنظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الدول السامية الموقعة علي اتفاقية جنيف الثالثة ومنظمة الصليب الأحمر للتدخل فوراً لدي دولة الاحتلال لمعرفة مصير "أسرى نفق الحرية" بعدما أعيد اعتقالهم وبعد أن مارست "إسرائيل" أبشع أنواع العذيب الجسدي والنفسي بحقهم، أخبار قضية أسرى نفق الحرية وأسرى المعتقلات أصبحت عناوين الاخبار في وكالات الأنباء العالمية تتصدر النشرات الإخبارية والتقارير الإعلامية التي تفحصت كل صغيرة وكبيرة حول هذه القضية، الأهم أن قضية الأسرى اليوم باتت علي طاولة العالم و"إسرائيل" باتت تخشي المزيد من العمليات التي تكشف عورتها وتقوي الالتفاف الدولي حول قضية الأسرى لم تعتقد "إسرائيل" أن قضية أسرى نفق الحرية ستعيد كل قضية الأسرى بمكوناتها إلى الواجهة ولذلك حاولت أن تضرب هذا الالتفاف من قبل الداخل الفلسطيني وفشلت وحاولت أن تضخم عملية الاعتقال بان عمليتهم فشلت لكن دون جدوي وباتت "إسرائيل" اليوم تحاول تنفيذ خطط لمواجهة هذا الالتفاف وتسقط قضية الأسرى من على سلم الاهتمام الفلسطيني الشعبي والرسمي والعربي والدولي.

تفاعل أوروبي كبير بقضيتهم تمثل بوقفات احتجاجية لمطالبة الأمم المتحدة القيام بواجبها وتوفير الحماية لأسري نفق الحرية المعاد اعتقالهم خوفا من أن تقتلهم "إسرائيل" وتقضي عليهم انتقاما منهم ورد الاعتبار لمنظومتها الأمنية التي أهينت في كبريائها المزعوم، تفاعل عربي في مصر والأردن والجزائر والمغرب وتونس تحدث عنه الشارع والمستوي الرسمي باهتمام، تفاعل خليجي كبير وعلي نطاق واسع في الكويت وقطر والبحرين والسعودية وعمان حتي الإمارات التي تطبع مع "إسرائيل" ولا تريد لهذه القضية أن تغير من الرأي العام لصالح قضية الأسرى والقضية الفلسطينية بشكل عام .اليوم قضية الأسرى على الواجهة واتمني أن يستمر الحراك الوطني بشقيه الشعبي والفصائلي والمستوي الرسمي لإبقاء قضية الأسرى جميعًا بمن فيهم الأسرى القدامى والمرضي والأطفال والنساء حية وتبقي فاتحة الحوار مع أي أطراف دولية أو عربية وخاصة أننا اليوم نشهد حدث اجتماع للأمم المتحدة السنوي ونتمنى ان توفي حماس بوعدها ولا تقعد أي صفقة تبادل دون أن تشمل أسرى نفق الحرية الستة، ومن ضمنهم (عبد الرحمن جعفر) الذي وفر الحماية واحتضن أسرى نفق الحرية في مخيم جنين .

اخبار ذات صلة