غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

من براكين الدماء تنبعث الثورة

خالد صادق.jpg
بقلم/ خالد صادق

احتفت "إسرائيل" بالأمس عبر سياسييها ووسائل اعلامها بتصفية خليتين في القدس المحتلة وجنين، وقد زعم ما يسمى برئيس حكومة الاحتلال الصهيوني المجرم نفتالي بينيت، أن قوات جيشه نفّذت عملية ضد “خلية” لحركة حماس كانت تستعدّ لتنفيذ عمليات, وقتل جنود الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من بلدة بدو شمال غرب القدس المحتلة، نفتالي بينت قال بزهو أن  جنود وقادة الجيش في الميدان تصرفوا كما هو متوقع منهم، ونحن ندعمهم بالكامل, بينما نقلت القناة 12 العبرية عن مصدر أمني  صهيوني إن "قوات الجيش تمكنت من إحباط عملية كبيرة لم تشهد لها "إسرائيل" مثيلا منذ وقت طويل", قناة "كان" العبرية، قالت إن "أفراد الخلية الثلاث الذين تم اغتيالهم بالقدس كانوا بمثابة قنابل موقوتة وكانوا يعدون للقيام بعملية كبيرة على المدى القريب" وبحسب القناة العبرية، فقد وصلت معلومات أمنية للشاباك عن مكان تواجدهم، وقامت قوات من الجيش والشاباك والوحدات الخاصة للوصول إلى المكان ومحاصرته واغتيال الثلاثة, وفي جنين كانت ملحمة أخرى حيث تصدى المقاومين الابطال لعملية توغل في جنين , وقال أبو حمزة الناطق العسكري باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في تغريدة له" مقاتلونا الأبطال تصدوا ببسالة للتوغل في جنين وخاضوا اشتباكاً بطولياً مع قوات الاحتلال وأوقعوا إصابات محققة في صفوف العدو" وقد اعترف العدو بإصابة ضابط وجندي صهيوني بجراح خطيرة, فيما لا تزال "إسرائيل" تتكتم على تفاصيل العملية والخسائر التي منيت بها.

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والتي نعت  كوكبة الشهداء الأبرار، ان من بين الشهداء الأخ المقاتل في سرايا القدس، أسامة ياسر صبح من بلدة برقين الذي استشهد وهو يقاتل على أرض برقين الباسلة، فحماس والجهاد الإسلامي اللذان قدما خمسة شهداء بالأمس في القدس وجنين يدشنان لمرحلة جديدة من المواجهة العسكرية مع الاحتلال الصهيوني, ويدركان ان المعركة طويلة وصعبة وشاقة لكنهما يؤمنان ايمانا مطلقا بحتمية النصر والتمكين, وانه من بين براكين الدماء الهادرة ستنبعث الثورة وترسم ملامح النصر, وهما يملكان القدرة على مجابهة الاحتلال ومواجهته في كل بقعة من بقاع فلسطين, فالمعركة يجب ان تشتعل في كل ربوع الضفة المحتلة, ويجب ان تشتعل في القدس المحتلة, والمقاومة في غزة ستبقى دائما ترفع لواء أي معركة سيقودها شعبنا الفلسطيني, وهى الحامية لشعبها والضاغطة على الزناد بشكل دائم لحماية ثورة شعبنا وانتفاضته ضد الاحتلال, فحالة الغليان التي تعيشها الضفة الغربية اليوم يجب استغلالها جيدا لتثوير الجماهير وتفعيل انتفاضة الحرية, وتكثيف العمل العسكري المسلح, فالشعب الفلسطيني يؤمن ايمانا مطلقا ان السبيل الوحيد لإحباط مخططات الاحتلال وافشال كل مؤامراته العدوانية لن يتوقف ولن يخمد الا بالمقاومة المسلحة وانتفاضة شعبية عارمة ولا خيار سواهما امام شعبنا, ودماء شهداء خمسة ارتقوا الى العلا في القدس وجنين لا يمكن ان تذهب هدرا, فشعبنا سيثأر للشهداء, ومقاومتنا سترد على جرائم الاحتلال في الوقت المناسب وان غدا لناظره قريب.

امام هذا الواقع الذي تعيشه الضفة الغربية وامام حالة التغول الصهيوني على شعبنا, وامام مسلسل القتل وسلسال الدم الذي لا ينتهي, ناشدت فصائل المقاومة الفلسطينية السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني, لكن يبدو ان السلطة حددت مسارها, وهى ترى في التنسيق الأمني بالفعل انه "مقدس" ولن تستجيب السلطة لنداءات الفصائل الفلسطينية, وهى غير حريصة على وحدة الموقف الفلسطيني لأنها حددت مسارها السياسي وفق مصالحها الخاصة وليس وفق مصالح شعبنا, لذلك على الفصائل الفلسطينية ان تحدد خياراتها وان لا تضيع جهدها ووقتها في محاولة "احياء ميت" السلطة تواجه الاحتلال بالكلام والخطابات العاطفية والبكاء والنحيب, وليس امامها أي خيارات أخرى, السلطة تتصارع على من يخلف محمود عباس وكل شخصية متنفذه داخل السلطة تقدم قرابين الولاء والطاعة لإسرائيل والإدارة الامريكية كي تخلف عباس في رئاسة السلطة, وهناك حالة تبجح غير مسبوقة في تصريحات لرجالات السلطة انهم كانوا ينسقوا مع الاحتلال الصهيوني لإعادة اعتقال خلية انتزاع الحرية التي استطاعت ان تحرر نفسها من سجن جلبوع المحصن, وانهم سعداء بان الاحتلال أعاد اعتقالهم, فهل تأملون من أمثال هؤلاء ان يقوموا بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني, وان يتضامنوا مع شعبهم وينحازوا لخياراته, ان واقع السلطة يحتم على الفصائل الفلسطينية ان تعمل بعيدا عن خيارات السلطة, فحالة السقوط التي وصلت اليها السلطة هي التي دفعت رئيسها للقول "لا مصالحة مع حماس الا باعترافها بقرارات الرباعية الدولية" فماذا تبقى لكم من سبل للتوافق سوى العمل بعيدا عن السلطة, عليكم بإشعال الضفة والقدس في وجه الاحتلال بانتفاضة عارمة وعمليات بطولية فمن براكين الدماء تنبعث الثورة.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".