في الوقت الذي تشتد فيه ضراوة المواجهة بين الاحتلال الصهيوني المجرم والفلسطينيين, وتحاول فيه إسرائيل تجنب مواجهة عسكرية مع فصائل المقاومة الفلسطينية, وتعجز عن التمسك بمخططات التهجير في القدس والضفة المحتلة خوفا من رد فعل المقاومة, نجد الرسميين العرب ينزلقون في مواقفه المعادية للقضية الفلسطينية الى ابعد الحدود, ويمارسون كل اشكال الضغط والحصار المفروض على قطاع غزة المقاوم, ويطبقون تعليمات الاحتلال الصهيوني حرفيا في كيفية التعامل مع غزة, وابقائها في حالة عوز دائم وحاجة مستمرة لتحسين الأوضاع المعيشية, الرسميين العرب يتجرؤون بشكل غير مسبوق على القضية الفلسطينية في ظل صمت الشعوب وعجزها عن مواجهة سياسة تلك الأنظمة التطبيعية, وكأن خلاص الرسميين العرب من القضية الفلسطينية ووأدها تماما هو الضامن الذي سيدفع الى تثبيت ملكهم وعلو سلطانهم واستقرار أوضاعهم, ففي اعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في السودان والذي روج له الجنرال عبد الفتاح البرهان, اتخذ قرارا فوريا بتجميد ما اسماه بممتلكات حماس وهو ما دفع المسؤولين في قيادة "حماس" لوساطة القاهرة لدى مجلس السيادة والحكومة السودانية، لوقف الحملة التي قالوا إنها تستهدف الحركة في السودان، كما تستهدف فلسطينيين وممتلكاتهم هناك حسب المصادر المصرية, وقد اكدت حماس ان لا علاقة لها من قريب او بعيد بالأصول والممتلكات التي صادرها السودانيين, وتتبع لرجال اعمال وفلسطينيين لا تربطهم أي علاقة بحماس.
هذا على صعيد السودان اما الامارات "البياعة" والتي تلهث وراء "إسرائيل" وتحاول ان تخطب ودها ففي سابقة خطيرة وفعل يدل على اللامسوؤلية واللامبالاة قالت إنه سيتم إنشاء ملحق للشرطة الإسرائيلية في القنصلية بدبي في الأسابيع المقبلة، وقال مصدر في الشرطة الإسرائيلية إن الملحق الجديد سيكون حيويا في التطور المستمر للعلاقات بين البلدين، وعلى ما يبدو ان الشرطة الإسرائيلية وضعت قدما لها في الامارات، والقدم الأخرى للجيش الصهيوني فربما خلال فترة وجيزة يفتح فرع للجيش الصهيوني في أبو ظبي لمواجهة إيران. والمملكة العربية السعودية لها سابقة خطيرة أيضا فما تسمى بكلية البترجي الطبية بالمملكة العربية السعودية تحتفل باليوم الوطني السعودي وتضع في مكان الاحتفال خريطة المملكة العربية السعودية والدول المحيطة بها حيث تختفي فلسطين من الخارطة تماما ويثبت مكانها "إسرائيل", وهذا فعل تخطى حتى التطبيع الغير معلن بين المملكة و "إسرائيل" ولقاءات نيوم الحميمة بين قيادات صهيونية ومحمد بن سلمان وحاشيته كما كشفت مصادر مصرية عن أنه "تم تفعيل الآلية الأمنية الجديدة الخاصة بعمل معبر رفح، والتي تم التوافق عليها بين مصر و"إسرائيل" خلال زيارة رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينت مدينة شرم الشيخ ولقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي تضمنت مطالب من جانب تل أبيب بتشديد الإجراءات الأمنية على معبر رفح، ومنع المواد التي من شأنها مساعدة حركة حماس على بناء قدراتها العسكرية والأمنية".
وفي العراق كشفت قناة "i24 news" العبرية ان القضاء العراقي أصدر مذكرات اعتقال بحق مشاركين في مؤتمر دعا فيه قادة محليون إلى التطبيع مع إسرائيل، وحضر المؤتمر حوالي 300 زعيم يوم الجمعة الماضي في مدينة أربيل التي تعتبر عاصمة كردستان العراق، ودعوا بلادهم للانضمام إلى مبادرة "اتفاقيات إبراهيم" وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع "إسرائيل"، وكذلك إلغاء القانون في البلاد الذي يجرم العلاقات المدنية العراقية الإسرائيلية, وردًا على ذلك أصدرت المحكمة العراقية اول أمس الأحد مذكرات اعتقال بحق وسام الحردان الذي تحدث في المؤتمر والسياسي العراقي مثقال العلوسي وسحر كريم الطائي الموظفة بوزارة الثقافة، ووصف القضاء في العراق مشاركتهم بأنها جريمة، ولا زالت مصادر إعلامية عبرية تتحدث عن قرب إقامة علاقات رسمية مع العراق، والغرض من وراء ذلك محاولة حصر نفوذ إيران في العراق والقضاء على أنصارها وحلفائها، الغريب في كل هذا الذي يحدث ان دوافع هؤلاء جميعا هو حالة العداء المتنامية "لإيران" ومحاصرة مشروع المقاومة في المنطقة العربية والشرق أوسطية, اما الحالة الثانية الاغرب وهى الحديث عن ما تسمى باتفاقية "ابراهام" التي طرحها ترامب ونتنياهو وهما يعيشان قمة الطغيان والاستعلاء والاستكبار, وكأن الدول العربية اخذت على عاتقها التمسك باتفاقية ابراهام التي تمس جوهر ديننا وعقيدتنا واسلامنا الحنيف, ونسى هؤلاء الزائلون ان الله يدافع عن الذين امنوا, انهم يتداعون على فلسطين كما تتداعى الاكلة الى قصعتها فسحقا لكم.