قائمة الموقع

الشهيد مهند حلبي.. "أيقونة المقاومة" التي وضعت "إسرائيل" بمأزق 

2021-10-03T12:25:00+03:00
الشهيد مهند الحلبي.jpg
شمس نيوز -علاء الهجين

راهنَتْ المنظومة الإسرائيلية بعسكرييها وساستها في أكثر من وقتٍ وحينٍ أنَّ المقاومة في الضفة المُحتلة لن تقوم لها قائمة؛ على اعتبار أنها أَجهزت على كثيرٍ من مؤطريها، عبر الاعتقال، والملاحقة، والتضييق، غير أن تلك المنظومة تناست أن المقاومة أصبحت فكرة أكبر من الأدوات، وأكبر من التصفية، ولم يقتنع الإسرائيليون بتلك الفرضية؛ إلا عندما أثبت الشهيد مهند حلبي صدقيتها من خلال عمليته البطولية في العام 2015.

الثالث من أكتوبر عام 2015، يومٌ لا ينسى من أيام التاريخ الفلسطيني المجيد، إذ تمكن الشهيد مهند الحلبي (مفجر الانتفاضة) من تنفيذ عملية بطولية قرب باب الأسباط في القدس المحتلة، ليقتل جنديين إسرائيليين، ويصيب خمسة مستوطنين آخرين، بعد أن طعنَ عدداً منهم، وخطف سلاح أحدهم، وهي العملية التي فجَّرت الانتفاضة التي وضع إسرائيل بمأزقٍ حقيقي.

المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي حسن لافي، يرى أن انتفاضة القدس التي فجرها الشهيد مهند الحلبي، أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، بعد أن حاولت سلطات الاحتلال بالتعاون مع بعض حلفائها في المنطقة تغييبها، كما أن الانتفاضة العارمة التي استمرت ثلاثة أعوام، أعادت للقدس هيبتها ووهجها.

وذكر لافي لـ "شمس نيوز" أن ما تعيشه الآن الضفة الغربية المحتلة، من توترات أمنية وعسكرية، وفعل مقاومة متطور، كان امتدادًا لانتفاضة القدس، إذ لايزال الشباب الفلسطيني هو الذي يقود الفعل المناضل والمقاوم ضد الاحتلال، على نهج الشهيد مهند الحلبي.

وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلا ذريعا في ترهيب الشبان الفلسطيني، فهم بأقل الإمكانيات يلجؤون إلى مجابهة قوات الاحتلال الإسرائيلي المدججة بالأسلحة، إلا أن الأخيرة تخشى هؤلاء الثوار، كونها على يقين أن هؤلاء الشبان يصنعون الفارق، لكونهم يدافعون عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم.

وقال: "يوجد آلاف النماذج من الشهيد مهند الحلبي، إذ نشاهد اشتباكات يومية بين جنود الاحتلال والشبان الفلسطينيين، وهو ما يسبب القلق والخوف لدى الإسرائيلي الذي يمتلك ترسانة من الأسلحة، لا تستطيع هزيمة الإرادة التي يمتلكها صاحب الأرض الفلسطينية".

وأضاف: "تعتبر انتفاضة القدس التي أشعلها الشبان الفلسطيني الذي لم يحضر انتفاضة الأقصى، تؤكد أن الشبان الثائر متمسكون بحقوقهم الفلسطينية، رغم كل ما يمارس ضده من انتهاكات وتهجير وقتل وكي للوعي".

وتابع: "الشعوب تنتصر بشبابها، فهي القوة الدافعة للتغيير في المجتمعات، فالثائرون الفلسطينيون يقع على عاتقهم مهمة وطنية بامتياز، وهي استمرار مقاومة الاحتلال حتى تحرير الأرض والبلاد منه"، لافتًا إلى أن الضفة والقدس هما ساحة المواجهة الأساسية لذلك مطلوب من الشبان أن يدركوا خطر التعايش مع الاحتلال، والبحث عن الوسائل الأنجع لمواجهة المحتل.

وزاد بالقول: "الشبان الفلسطينيون يستطيعون فرض معادلات جديدة في مواجهة الاحتلال فلديهم الكثير لإرباكه، يكفي أنَّ لديهم الإيمان والقوة (..)نحن شاهدنا كيف استطاع الشهيد مهند الحلبي زرع القناعة لدى الشاب، وبات أيقونة وقدوة للشباب الذين يحذون حذوه".

يشار إلى أن الشهيد الحلبي خرج في 3 أكتوبر 2015 لتنفيذ عمليته، إذ أقدم على طعن عدد من المستوطنين بسكين قبل أن يقدم على خطف سلاح أحدهم ويطلق النار باتجاههم، ما أدى إلى إصابة 5 مستوطنين بجروح متفاوتة، وأعلن عن مقتل اثنين لاحقاً، في باب الأسباط.

وقد نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد المجاهد مهند حلبي منفذ عملية القدس البطولية، وباركت العملية، معتبرةً أنها تطور نوعي للمقاومة الفلسطينية، ورد طبيعي على جرائم الاحتلال ضد شعبنا ومقدساتنا.

كما واعتبرت سرايا القدس، أن عملية القدس البطولية رد طبيعي على استمرار العدوان، مؤكدةً أن المقدسات خط أحمر تجاوزه سيشعل الأرض ناراً تحت أقدام المحتلين.

وباستشهاد مهند كانت الانتفاضة الثالثة التي توقعها، ولكنه بالتأكيد لم يكن يعرف أنه هو من سيقودها، وأن ما قام به سيكون الفتيل الذي سيحرق به من يعتدي على نساء فلسطين ومرابطات الأقصى.

وعلى إثر ذلك، انطلقت "انتفاضة القدس" في أنحاء متفرقة من الضفة، وفي القدس، وشهدت ارتقاء شهداء وجرحى، يقدر عددهم بأكثر من 340 شهيداً، فيما قُتل في المقابل ما يقارب 30 مستوطناً.

اخبار ذات صلة