يتصاعد أداء المقاومة الميداني في وجه الاحتلال الصهيوني في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة, وهى مرحلة التصعيد التي لطالما حذر منها الاحتلال الصهيوني وسعى بكل امكانياته ان يتخطاها دون خسائر, لكن المقاومة الفلسطينية تبدع في الميدان وتنفض عن كاهلها كل ادران التطبيع والتعاون الأمني والخذلان العربي والإسلامي والدولي وتصر على المضي بمعركة التحرير والخلاص من هذا الاحتلال مهما كلف ذلك من اثمان وتضحيات, ولان قانون المقاومة بكافة اشكالها هو الذي يؤسس لهذه المرحلة, فثقافة المقاومة حاضرة بقوة في اذهان الفلسطينيين وهى الفاعل الأساسي والرئيسي المحرك لهم في مواجهة الاحتلال الذي قرر ان يخوض معركة مفتوحة وطويلة الأمد مع الفلسطينيين يحاول من خلالها استنزاف قدراتهم والتأثير في وعيهم وارباك ساحتهم الداخلية مستغلين حالة التباين في الموقف الرسمي الفلسطيني من الصراع مع الاحتلال الصهيوني والموقف الفصائلي والشعبي الذي يستند الى تعدد خيارات المواجهة مع الاحتلال, ومستغلين حالة التراجع الرسمي العربي في دعم القضية الفلسطينية والتخلي عن حقوق الشعب الفلسطيني المكفولة قانونيا, وإقامة علاقات مباشرة مع الاحتلال الصهيوني الغرض منها حصار طموح الفلسطينيين وامالهم وتطلعاتهم في الحرية والاستقلال وفرض هذا الكيان الصهيوني المجرم على المنطقة العربية والشرق أوسطية ليعيث فيها خرابا ودمارا, لكن كل هذا الخذلان لم يدفع الفلسطيني للتراجع والاستسلام للحالة المزرية التي تمر بها الامة العربية.
في غضون الأسبوع الماضي فقط استشهد 7 مواطنين فلسطينيين برصاص الاحتلال الصهيوني فيما أصيب 4 جنود اسرائيليين خلال عمليات إطلاق نار من المقاومين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. ووفقا لإحصائية رسمية فإن المواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال اندلعت في 56 نقطة تماس بالضفة المحتلة تخللها اشتباكات مسلحة أدت لإصابة أربعة من جنود الاحتلال، فيما استشهد سبعة مواطنين من بينهم فتاة حاولت تنفيذ عملية طعن. الجمعة شهد عمليتي إطلاق نار أولها في بلدة قباطية والثانية صوب مستوطنة "هار أدار" شمال غرب القدس المحتلة، فيما تمكن أهالي بلدة بيتا وثوراها من إسقاط طائرة مسيرة خلال المواجهات التي شهدتها البلدة وأدت الى إصابة العشرات. وتم إحصاء 8 نقاط مواجهة في قريتي بيت دقو وبيت إجزا قرب القدس، وكفر قدوم شرق قلقيلية، وبيتا وبيت دجن في نابلس، وباب الزاوية وبلدة دير سامت في الخليل، وبلدة قباطية قرب جنين. وسجل يوم الخميس ارتقاء شهيدين وهما الشهيد علاء زيود من بلدة سيلة الحارثية الذي استشهد خلال اشتباك مسلح في برقين بجنين، والفتاة إسراء خزيمية من بلدة قباطية التي ارتقت خلال محاولتها تنفيذ عملية طعن في مدينة القدس. كما سجل عمليتي إطلاق نار من قبل مقاومين في مدينة طوباس وحاجز دوتان العسكري قرب يعبد. وتم إحصاء 8 نقاط مواجهة في البلدة القديمة من مدينة القدس، وبلدة برقين بجنين، وبلدتي بيتا وبورين جنوب نابلس، ونحالين ومخيم عايدة في بيت لحم، وحي المصايف وقرية النبي صالح برام الله.
نحن نسوق هذه الوقائع لندلل على تكامل الوطن وتوحده جغرافيا وميدانيا, فالفعل الفلسطيني المتزامن يؤدي الى نتائج اكثر إيجابية ويؤسس لمعركة ممتدة وطويلة مع الاحتلال وقوة لا يمكن تفتيتها, والموجة الثورية لا زالت في بدايتها وتحتاج الى تضحيات كبيرة وستواجه لحظات صعبة, لكن في كل الأحوال يجب ان لا تقعدنا هذه الضربات, ويجب ان نقف مرة أخرى لنلملم جراحنا ونستعيد قوتنا ونبدأ في مرحلة مواجهة من جديد حتى يدرك الاحتلال ان قضيتنا ستبقى حية, وشعبنا الفلسطيني هو الذي اخذ على عاتقه ان يدافع عن قضيته بكل قوة وصلابة حتى يستعيد ارضه ومقدساته, وهذا أولى أولويات الجهاد والنضال الفلسطيني في ظل تعاظم الهجمة الصهيونية على الضفة والقدس, فإدامه حالة المشاغلة مع الاحتلال الصهيوني هو الذي يمكن ان يصدر اليأس لله ويدفعه الى التنازل تلو التنازل ليس تنازلا طوعيا انما كرها وفي ظل الضربات التي تنهال عليه من المقاومة, فالاحتلال الصهيوني بدأ يلمس حالة التحول لدى الفلسطينيين والايمان بانهم يملكون من الإرادة والعزيمة ما يدفعهم بالاستمرار بمقاومتهم, وهم يتحدثون عن ضرورة الاستعداد لمرحلة جديدة من المواجهة مع الفلسطينيين, خاصة في الضفة الغربية والقدس المحتلة, لقد أصبحت المقاومة قانون المرحلة التي نعيشها, والخيار الذي يجب ان يلتف حوله الجميع, فما ترك قوم الجهاد الا ذلوا, انظروا الى خطاب السلطة الفلسطينية والرسميين العرب الذين تخلوا عن الجهاد, لقد وصلوا الى حد القول "انهم بساطير في اقدام الاحتلال" اليس هذا هو الذل بعينه؟!.