قال عضو المجلس الثوري في حركة فتح والمتحدث باسم تيار الاصلاح الديمقراطي ديمتري دلياني: "إن مستوطنة عطروت المنوي بنائها وتحمل خطة رقم 764936 لدى بلدية الاحتلال ستلتهم 1243 دونما من أراضي مدينة القدس المحتلة في منطقة مطار القدس الاستراتيجية، التي تقع بين بيت حنينا والرام جنوباً وشرقاً، وقرية قلنديا شرقاً ومخيم قلنديا وكفر عقب شمالاً، وستحمل نتائج ديموغرافية وسياسية وأمنية كارثية بالنسبة للمقدسيين في شمال المدينة المحتلة".
وأوضح دلياني، أنه وبالرغم من أن المخطط النهائي سيتم مناقشته في بلدية الاحتلال يوم السادس من شهر كانون الأول المقبل، إلا أن عملية الترويج للمشروع قد بدأت فعلاً لخلق الطلب والضغط الشعبي اليهودي اللازم لبنائها في خطوة استباقية لدفع أي ضغط دولي لوقف بنائها.
وذكر، أن حكومات الاحتلال المتعاقبة خدعت المجتمع الدولي لتمرير هذا المشروع، حيث أن حكومة الاحتلال السابقة برئاسة نتنياهو أقنعت الرئيس الامريكي السابق ترامب بأن مخطط البناء الاستيطاني في موقع مطار القدس سيكون مخصص للمشاريع السياحية والاقتصادية، التي ستعود بالفائدة على أهالي شرقي القدس الفلسطينيين، وبعد اقتناع ادارة ترامب برواية الاحتلال ومساهمتها في اسكات المجتمع الدولي بحجة أن المشروع هو جزء من ما يسمى بـ "السلام الاقتصادي" الذي كان مرفوضاً فلسطينياً على المستوى الرسمي في حينها، استغل نتنياهو انشغال الادارة الامريكية بالانتخابات الرئاسية ومجلس النواب والشيوخ، ومع استمرار فضائح ترامب بالتوالي وعزوف ادارته عن التدخل في الشأن الخارجي، ووجد نتنياهو فرصة لتحويل المشروع من ما كان قد ادعاه سابقاً إلى مشروع استيطاني استعماري عنصري لمنفعة المستوطنين "الإسرائيليين" فقط على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.
وفي سياق ذي صله، أكد دلياني، صحة التقارير التي تؤكد تورط 670 مؤسسة مالية أوروبية بتمويل النشاط الاستيطاني بشكل مباشر وغير مباشر بمبلغ وقدره 255 مليار دولار أمريكي للفترة ما بين 2018 وشهر مايو/ آيار العام الجاري.
وطالب دلياني الجهات الفلسطينية الرسمية بملاحقة هذه الشركات والمؤسسات المالية والتي ما زال عدد كبير منها متورط في تمويل النشاطات الاستيطانية غير الشرعية بما فيها مستوطنة عطروت، مبيناً أن فرصة افشال المشروع الاستيطاني على أرض مطار القدس هي فرصة كبيرة لكنها تحتاج الى ارادة سياسية لتسخير جميع الموارد الدبلوماسية حول العالم لتحقيق هدف وقفها.
