ما بين بيروت ودمشق والقدس أحيت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ذكرى انطلاقتها الرابعة والثلاثين وهذا الربط له دلالته التي يمكن استنتاجها من حالة التكالب المستشرية لقوى الشر حول العالم والتي تقودها "إسرائيل" والإدارة الامريكية بهدف تطويع امتنا واخضاعها واذلالها ونهب خيراتها والسيطرة على أراضيها وثقافتها ومقدساتها ومسح تاريخها المجيد, ففي ذكرى الانطلاقة الرابعة والثلاثين المجيدة جاءت كلمة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة لتشرح طبيعة المرحلة التي تعيشها امتنا وشعبنا الفلسطيني وتضع معالجات واضحة وجلية للكثير من المشكلات التي نواجهها, وتضع املا في انبعاث هذه الامة واستعادة امجادها من جديد مؤكدا على وحدة قوى المقاومة في فلسطين والمنطقة، وحماية هذه الوحدة بالتواصل الدائم والتنسيق المستمر على قاعدة التمسك بحقنا في فلسطين كل فلسطين، وأن المقاومة هي خيارنا حتى النصر, وهذه هي الرسالة الأولى للمطبعين واللاهثين وراء سراب السلام, اما الرسالة الثانية فقد تمثلت في ضرورة وقف كل اشكال التعاون مع الاحتلال الصهيوني سواء على مستوى العالم العربي والإسلامي او على مستوى السلطة التي دعاها الى وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال, وحث على ضرورة مواجهة دوريات الاحتلال التي تتسلل إلى المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، وتقتل وتعتقل من تشاء من أبناء شعبنا ومقاوميه، معتبرين أبناء شعبنا كقطيع نعاج، تصطاد منه الذئاب الصهيونية فريستها وقتما تشاء, وهذه دعوة الى ضرورة قيام أجهزة امن السلطة التي تملك السلاح للدفاع عن شعبها الفلسطيني ومجاهديه الابطال.
الامين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تحدث عن تضحيات الشهداء الابرار وما قدموه من اثمان غالية فداءا لأرضهم وشعبهم, ثم تحدث عن بطولات الاسرى في سجون الاحتلال الصهيوني, وما صنعته كتيبة الحرية التي حررت نفسها من سجن جلبوع الصهيوني المحصن في عملية اعجازية اربكت الاحتلال وحيرت العالم, ومدى انعكاس هذا الفعل الجهادي المعجز على نفسية الفلسطينيين وارتفاع روحهم المعنوية واشعال الأرض لهيبا تحت اقدام الاحتلال معتبرا ان اسرى الحرية قد فتحوا نفقًا باتجاه الحرية، واتجاه القدس، وان حرية الاسرى ستبقى هدفا دائما لفصائل المقاومة الفلسطينية لا يمكن ان يغيب, ثم تحدث عن القدس برمزيتها الروحية وبمسجدها المبارك الذي يتعرض بشكل دائم للانتهاكات الصهيونية وقد حيا الأمين العام أهلنا في القدس المرابطين في حمى مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، وما ضعفوا وما استكانوا، وجنين ومخيمها، وأهالي بيتا وجبل صبيح، وكل مدن الضفة وقراها، وكل أبطال شعبنا هناك الذين يواصلون مقارعة العدو ومشاغلته، رغم الظروف القاسية التي تحيط بهم، وأهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل، الراسخين في أرضنا، الذين يثبتون للعالم أجمع أن شعبنا هو صاحب هذه الأرض، وأهلنا في مخيمات الصمود وبلاد الشتات الذين تشخص أبصارهم نحو فلسطين، ونحو العودة، وفي غزة الإباء والصمود، غزة التي أثبتت أنها السيف الفلسطيني في مواجهة العدو على مدار الوقت, ليرسم النخالة ملامح العودة والتمسك بالحقوق والثوابت وعدم التفريط في فلسطين التاريخية.
وما بين عملية الهروب الكبير1 والتي قادها الشهيد القائد مصباح الصوري عام 1987م وبين عملية انتزاع الحرية التي قادها الأسير البطل محمود العارضة في 2021م رسم القائد النخالة الخارطة النضالية الممتدة على مدار سنوات الصراع مع الاحتلال وان نهايتها الحتمية هي والوصول للحظات النصر والتمكين, وقال: "هؤلاء القتلة الصهاينة يجب قتالهم وجوب الصلاة، هؤلاء حثالة التاريخ يجب ألا نسمح لهم بالتسيد علينا، مهما اختلت موازين القوى، فإما حياة كريمة لنا ولشعبنا، أو ذل مستدام." ودعا إلى إعادة قراءة المشروع الصهيوني، ووضع خططنا ورؤانا بناءً على فهم هذا المشروع ومخاطره، ودعا إلى مغادرة الأوهام بإمكانية التعايش مع هذا المشروع الذي يلاحقنا على كل شيء, وقال القائد النخالة: "شعارنا الذي نرفعه بالحرية والانتصار هو لثقتنا بأننا أقوى من أي وقت مضى، وأننا أكثر وعيًا بالمشروع الصهيوني ومخاطره، وأننا أكثر استعدادًا للتضحية, فمشاغلة الاحتلال كفيله بوقف اطماعه واحباط مخططاته التوسعية, وافشال كل مؤامرات الالتفاف على الحقوق الفلسطينية, واكد القائد أبو طارق النخالة على وحدة قوى المقاومة في فلسطين والمنطقة، وحماية هذه الوحدة بالتواصل الدائم والتنسيق المستمر, فحركة الجهاد هي جزء اصيل من هذا النسيج المجتمعي, وهى فصيل أساسي من فصائل العمل الوطني في الساحة الفلسطينية وهى دائما حريصة على وحدة الموقف والقرار في مواجهة الاحتلال, فالمعركة ممتدة وهى تحتاج الى تحشيد الامة والاستعداد لمرحلة التحرر والاستقلال, وختم النخالة كلمته بتوجيه التحية لشهدائنا الابرار الذين بفضل عطائهم وتضحياتهم وصلت حركة الجهاد الإسلامي الى ما وصلت اليه الان فقال " أرفع التحية لحملة راية الجهاد في أعقد الظروف، التي حملها الشهداء: مهند الحلبي، وضياء تلاحمة، ومعتز حجازي، مرورًا بالقائد بهاء أبو العطا وزوجته، والشهيد جميل العموري، وشهداء برقين: أسامة صبح، ويوسف صبح، وصولاً إلى شهداء القدس الأبطال .