منذ مطلع شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، اختفى 7 مواطنين فلسطينيين في تركيا، فيما يتواصل البحث عن المفقودين دون جدوى، في الوقت الذي تنفي فيه أنقرة أن يكون أي من المفقودين في سجونها أو مراكزها الرسمية.
ولحد اليوم، لم ترد أي معلومات بشأن مصيرهم حتى الآن، وتقول السفارة الفلسطينية في أٌنقرة إنها تكثف اتصالاتها مع السلطات في البلاد، في مسعى للوصول إلى أي "بادرة أمل".
وبحسب موقع قناة "الحرة"، فقد استحوذت حادثة الاختفاء على اهتمام الشارع الفلسطيني في الأيام الماضية، باعتبارها "سابقة" لم يسجل مثيل لها خلال السنوات الأخيرة، وبحسب مصادر فلسطينية فقد اختفت آثار 5 في مدينة إسطنبول، وسادس في ولاية قونيا، وسابع قرب الحدود مع اليونان.
وعرف من بين المختفين: الطبيب محمد سلهب الذي ينحدر من مدينة الخليل، الشاب أحمد القيشاوي، الشاب علاء الدين عبد اللطيف محمد حمادة، ناهض صابر الكفارنة، عبد الرحمن يوسف محمد أبو نواه، والسيدة فاطمة جيتاوي.
وكانت أولى حوادث الاختفاء تلك الخاصة بالشاب محمد سلهب، الذي فقد الاتصال معه في مدينة قونيا، في الثالث من سبتمبر الحالي.
ووفد سلهب إلى تركيا قبل سنوات طويلة من أجل دراسة الطب في جامعة سلجوق، وقالت عائلته قبل أيام لوسائل إعلام تركية إنه تحدث مع شقيقه على الهاتف قبل ساعة من اختفائه.
وذكرت وكالة "الأناضول" الرسمية: "لقد كانت محادثة عادية كالمعتاد. سألنا عن الوضع، وتحدثنا عن الحياة الطبيعية، ولم يكن يساوره أي قلق. لقد كان بالفعل ذاهبا إلى المسجد مع خطيبته".
وبينما لا تزال فرق الشرطة التركية تحاول العثور على طالب الطب الفلسطيني المفقود (27 عاما)، وصل إلى قونيا قبل أسبوعين والده وأخاه، بغرض البحث عنه.
وقال والده للوكالة: "أتينا إلى تركيا لأننا لم نتلق أي معلومات حتى الآن. نحن قلقون للغاية، وفي وضع صعب. جئنا لمتابعة جهود البحث".
وذكرت مصادر إعلامية لموقع "الحرة" أن عائلات بعض المختفين وصلت إلى تركيا خلال الأسابيع الماضية، وخاصة أولئك الذين ينحدرون من منطقة الضفة الغربية، بينما لم تتمكن عائلات آخرين من الوصول، بسبب وجودها في قطاع غزة المحاصر.
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، تحدث مع سفير فلسطين لدى تركيا فائد مصطفى، لمتابعة قضية أبنائنا السبعة الذين اختفت آثارهم وانقطع الاتصال بهم منذ أيام في تركيا، وأوعز بتكثيف جهود البحث للكشف عنهم ومعرفة مصيرهم، ما دعا السفارة لتشكيل خلية أزمة وتتابع على مدار الساعة هذه القضية مع وزارة الخارجية والسلطات التركية المتخصصة.
وحثت الخارجية الفلسطينية، السلطات التركية المتخصصة على بذل أقصى الجهود الممكنة من أجل الوصول الى حقيقة وملابسات اختفائهم، موضحة أن قضية الاختفاء باتت قضية رأي عام تشغل الشارع الفلسطيني، وتحظى باهتمام ومتابعة حثيثة من قبل السلطة والشعب الفلسطيني.
السفير التركي لدى السلطة الفلسطينية، أحمد رضا ديميرير، إذ قال: "إنّ الفلسطينيين السبعة المختفين، منذ أيام غير معتقلين في تركيا، وليسوا موجودين في أي من مستشفياتها ومراكزها الرسمية".
وتابع "ديميرير" في لقاء نظمته وزارة الخارجية الفلسطينية أنّ "السلطات التركية المختصة تبذل قصارى جهودها للوصول إلى معلومات حقيقية بشأن اختفائهم، وتتابع هذه القضية الهامة على مدار الساعة، وأنّ عمليات البحث تجري للحصول على معلومات دقيقة تخصّ حالات الاختفاء".
محمود أبو نواه، شقيق المفقود عبد الرحمن، روى اللحظات الأخيرة قبل اختفاء شقيقه؛ إذ قال "كان عبد الرحمن على موعد لمقابلة شخص في منطقة بيليك دوزو يعمل في العقارات"، مضيفًا، أن شقيقه يعمل في مجال العقارات منذ 8 سنوات، لخدمة الجالية العربية والفلسطينية في تركيا، مؤكدا أن العائلة كانت في حالة تواصل يومي مع شقيقه إلى لحظة اختفاءه.
وفي تفاصيل الاختفاء، قال أبو نواه، إن شقيقه فقد قبل لحظات من مقابلة الشخص في منطقة "بيليك دوزو"، حيث تواصلت العائلة معه مؤكدا عدم وصول عبد الرحمن للمكان، مشيرًا إلى أنه بعد بحث طويل عثر على سيارة شقيقه حيث وجدت مغلقة وبداخلها كافة الأوراق ولا توجد أي شبهات فيها، موضحا أنه لم يشكوا مسبقا من أي تهديدات من أي جهة في تركيا”.
وعبر أبونواه عن أسفه لعدم وجود أي مؤشرات حول مصير شقيقه، على الرغم من استمرار تحقيقات الشرطة وتدخل الانتربول الدولي وسفارة فلسطين في تركيا.
بدورها، ناشدت والدة المفقود أحمد القيشاوي من غزة الحكومتان الفلسطينية والتركية للبحث عن نجلها بكل السبل والطرق المتاحة، وأضافت ان احمد سافر من قطاع غزة قبل ثلاثة سنوات بحثا عن مستقبل أفضل وهو خريج الهندسة الميكانيكية.
موقع "رأي اليوم"، قدمت عدة تساؤلات حول القضية، وقال، أمام هذه المعطيات وحالة الغموض القائمة، تبقى الأسئلة تبحث عن إجابات واقعية من الجهات المختصة.. أين الفلسطينيين 7 وما مصيرهم؟ ومن المسؤول عن اختفائهم؟ وهل أصبحت تركيا أرضًا غير آمنة للفلسطينيين؟
قالت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" إنها تتابع بقلق شديد قضية اختفاء سبعة شبان فلسطينيين مقيمين في الجمهورية التركية (4 من الضفة الغربية و3 من قطاع غزة)، وذلك منذ بداية شهر سبتمبر/ أيلول 2021.
وأوضحت أن معاناة الشبان وعائلاتهم تستمر وسط مخاوف كبيرة لدى الجالية الفلسطينية في تركيا، خاصة مع استمرار الفشل الرسمي في الكشف عن مصير الشبان السبعة الذين اختفت آثارهم في ظروف غامضة وغير واضحة حتى اللحظة.
وطالبت الهيئة الحكومة التركية بتوفير حماية حقيقية وكاملة للفلسطينيين المقيمين في الأراضي التركية، كما طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية لتنبي نهج جديد يقوم على تغيير جوهري لمساهمات السفارات الفلسطينية ما يجعلها قادرة على الوفاء الأمين لالتزاماتها تجاه المواطنين الفلسطينيين وقضاياهم.
المحلل السياسي أحمد رضوان اتهم تركيا بقضية اختفاء الشبان السبعة، على اعتبار أنه فقدت اثارهم في أراضيها، مشيرا إلى أن كل شبر في الأراضي التركية يتم تصويره من قبل الشرطة، وبالتالي القول إن المفقودين ليسوا موجودين في تركيا لا ينطلي على أحد.
واتهم رضوان السلطات التركية بأنها تحتضن "المافيات" المسلحة على اراضيها، دون حسيب او رقيب، مشيرا الى أن هذه الحوادث تكررت أكثر من مرة، وكان ضحيتها فلسطينيون وسوريون ومصريون، وغيرهم.
وأشار المحلل السياسي محمد ابو حامد إلى أن "المافيا" تنشط في اسطنبول منذ أكثر من عشر سنوات وهذه المافيا تطورت وازدادت خطورة لعدم قيام السلطات التركية بكبح جماحها.
واتهم ابو حامد قيادات تركية بتعزيز دور وعمل "المافيا" في البلاد، حتى تبقى اسطنبول منطقة "ساقطة أمنيا"، فيما لم يستبعد ان يكون للموساد الاسرائيلي دور في عملية اختطاف المواطنين الفلسطينيين، لا سيما وأن قواته تنشط في اسطنبول. نقلا عن "المشرق نيوز".