قائمة الموقع

سيف القدس شكلت عقدة أمنية لدى الاحتلال والمقاومة أصبحت التهديد الوجودي له

2021-10-10T17:41:00+03:00
سيف القدس.jpg
شمس نيوز -محمد الخطيب

يرى الخبير في الشأن العسكري والأمني عبد الله العقاد، أن الامن القومي للاحتلال قائم على عقيدة التهديد الوجودي، إذ يستخدم الاحتلال هذا المصطلح لعلمه أن وجوده على هذه الأرض باطل، ولا وجود له، فهو يتحدث دائماً عن إطالة الزمن لبقائه، مشيراً إلى أن هذه الخشية زادت خلال معركة سيف القدس.

وأكد العقاد خلال حديث مع "شمس نيوز"، أن الاحتلال واجه مقاومة قوية في سيف القدس نقلت المعركة لقلب الكيان الصهيوني، وبدأ يستشعر فيما لو كانت المعركة على جبهات متعددة، مع سوريا وحزب الله وغزة، فستكون أكثر شرسة وضراوة.

وأوضح أن المقاومة أحدثت فارقاً في القتال ولم تصعد إلا بمستوى محدود من قدراتها العسكرية، فاستطاعت أن تضرب بصلية واحدة 150 صاروخ خلال المعركة على مستوطنات الاحتلال، وضربت العاصمة المزعومة "تل أبيب" ب 130 صاروخ بصلية واحدة.

وعن التحول الفارق بعد معركة سيف القدس قال العقاد، إن سيف القدس أحدثت تحولاً فارقاً في جبهة الصراع مع المحتل، وأن ما يجب إدراكه أن المقاومة أوجعت العدو وضربته في مقتل.

وبين أن تداعيات المعركة بدت ظاهرة أكثر وأكثر على ألسنة الاستراتيجيين الإسرائيليين الذين يتحدثون عن خطورة المعركة، وخشيتهم من نشر الأضرار والخسائر التي تلقاها العدو خلالها على وسائل الاعلام.

وأضاف "سيف القدس أصبحت عقدة تلاحق التفكير الصهيوني بكل شيء حتى اليوم، إذ يخشى الاحتلال أن يواجه ويحارب المقاومين في الضفة الغربية وجنين خشية رد فعل من قطاع غزة".

وأشار العقاد إلى أن الكيان الصهيوني حرص على اتخاذ استراتيجية أمنية دائماً، وهي أن تخاض المعركة في جبهة الخصم، فهو لا يعتمد على وجود جيش بري قوي، بل على اليد الطويلة وهي سلاح الجو على اعتبار أنه يزيل التهديدات خلال المعارك".

وأكد أن فارق الإمكانيات والقدرات بين المقاومة والاحتلال، لم تؤثر على صلابة المقاومة في ردع الاحتلال، فالفارق بعيداً عما يمتلكه الاحتلال من قوى مادية وعسكرية، لأن ما يميز المقاومة هو الإرادة والمقاومة على الاستمرار في الثورة مهما كلف الثمن.

وتابع العقاد "المحتل لا يدفع الثمن ولا يريد أن يموت، بعكس صاحب القضية، الذي يرخص نفسه في سبيل قضيته، وهذا الفارق بين الإرادتين وهو ما يسد الفجوة بين الفارق المادي والعسكري"، مشيراً إلى أن المقاومة تطور الأداء كما تطور الإمكانيات، مما جعلها تستطيع تحييد قوة العدو في المعركة الأخيرة، فالعدو استخدم الحرب الذكية وطائرات بدون طيار، واستخدم الطيران بضرب عدة أهداف بـ 160 طائرة خلال 45 دقيقة.

ولفت الخبير في الشأن العسكري والأمني إلى أن استخدام الاحتلال كثافة النار وكل قوته جاء لأن المقاومة استطاعت تحييد قوته من خلال اتخاذها تقنيات وتكتيكات جديدة فاجئت العدو، مضيفاً "هذا تطور في الأداء من خلال ضرب عمق العدو بطريقة يصعب عليه السيطرة عليها، والأمر الثاني أن المقاومة استطاعت تحييد ضربات وسلاح العدو خلال المعركة".

الكف يعاند المخرز

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، إن المقاومة في سيف القدس استطاعت أن تفاجئ العدو الصهيوني بقصف العمق الإسرائيلي "تل أبيب"، وأظهرت قدراتها ضمن فعالية للرد على كل عدوان إسرائيلي.

وأضاف عبدو خلال حديث مع "شمس نيوز"، أن المقاومة استخدمت إمكانيات جديدة، حتى أصبح الاحتلال يعترف بأن المقاومة لديها القدرة على تعطيل الحياة اليومية داخل الكيان الصهيوني وفرض حصار وإغلاق كامل على المطارات والدوائر الرئيسية في إسرائيل.

وأوضح أن الاحتلال بالغ في الاعتماد على سلاح الجو في حسم المعارك، فاستعدادات المقاومة أفشلت الكثير من الضربات الجوية، وبقيت المقاومة قادرة على ضرب العمق الصهيوني حتى آخر يوم في المعركة، إذ كان لديها الكثير في جعبتها لاستخدامه إن طال زمن المعركة.

وأشار عبدو إلى أن سلاح الجو الصهيوني دون القوة البرية لا يستطيع حسم المعركة، وهنا ظهرت نقطة الضعف وهي عجز الاحتلال عن استخدام القوة البرية خوفاً من الخسائر الفادحة، التي من الممكن أن يتلقاها عند دخوله القطاع وخوفاً من وقوع جنوده أسرى لدى المقاومة، كل ذلك أظهر نقاط ضعف واضحة لدى الاحتلال.

ولفت إلى أن قدرات المقاومة لا تقارن بقدرات الاحتلال من الناحية العسكرية والمادية، وعلى الرغم من ذلك استطاعت المقاومة أن تمسك بزمام الميدان وترد على أي مستوى من مستويات العدوان، لدرجة أنها فرضت معادلة لأول مرة، وهي وقف قصف تل أبيب مقابل وقف قصف الأبراج السكنية.

وختم عبدو بالقول: "استراتيجية نشر الصواريخ صحيحة، وإذا زادت أعدادها لدى المقاومة فهذا يمكن أن يعمل على تحييد سلاح الجو في المعركة القادمة".

 

اخبار ذات صلة