غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لماذا الإضراب عن الطعام؟

د. محمد مشتهى.jpg
بقلم/ د. محمد مشتهى

الأسير هو مدرسة نضالية وقلعة من قلاع النضال الفلسطيني، والأسرى تاج على الرؤوس وهم الشهداء الأحياء، ولا أحد فلسطينيا يختلف حول ذلك، والأسير يحاول بأمعائه الخاوية أن يحصل على حريته أو على أبسط المطالب لتحسين بيئة الأَسر داخل سجون الاحتلال، وبرغم ظروف السجن والسَّجان وكل القيود والظروف المعقدة ومحاولات الإذلال التي يواجهها الاسرى من قبل مصلحة السجون الاّ أن الأسير الفلسطيني لا يزال يقاوم ويتحدى السَّجان من أجل تحقيق بعض المطالب أو استرداد بعضها حتى يستطيع أن يستمر في نضاله وحضوره، والأسير أصلاً ما صار أسيراً الاَّ من أجل نضاله ومطالبه السياسية، ولو أنه لم يكن مناضلا ومؤثراً وفاعلاً مع قضايا فلسطين الوطنية ما تم أسره أصلاً، والأسير يناضل من أجل مطالب حياتية وإنسانية محقة، ونحن كفلسطينيين أحرار مطالبين ويقع علينا واجب لأن نسعى من أجل حرية الأسرى، ومع كل إضراب للأسرى مطلوب من كافة جهات المجتمع وعند الاعلان عن اضراب الاسرى أن تزيد من وتيرة التفاعل اليومي والا يكون هذا التفاعل شبيه عما كان قبل الإضراب، هنا المقصود بالتفاعل الميداني والاعلامي والقانوني والنقابي والطلابي والنسوي والمؤسساتي وحتى التفاعل العسكري مطلوب أن يكون جاهزا وحاضرا وفق تطورات حالة الاضراب.

إن ما يقوم به الأسير من نضال ومطالبة بحقوقه هو بمثابة درس لنا نحن لأن نسعى كفلسطينيين بأن تكون مطالبنا سياسية ومن أجل تحرير فلسطين التي ما صار الأسير اسيراً إلا لأجل تحريرها. 

نعم إن الأسير بإضرابه عن الطعام هو لا يستطيع أن يطالب بتحرير حيفا مثلاً، وهذا ليس انتقاص من إضراب الأسرى، بل إن اضراب الاسرى عن الطعام يأتي من أجل تحسين بيئة أفضل هو منسجم مع تحرير حيفا ويافا والقدس، لأن مطالب الأسرى وعلى بساطتها هي بالنسبة لهم ولنا كتحرير حيفا لأنها تسجل حضور وتحدي لظلم السَّجان، وإن مقدور واستطاعة الأسير على انتزاع مطلب إنساني وبأدوات حتى الموت هي تعادل مطالب سياسية تصل لتحرير فلسطين، لذلك لم نسمع مطالبات سياسية من الأسرى خارج قدراتهم، وإن تحقيق المطالب للأسير يتم بقدر تسجيله للحضور داخل أسره والتي ممكن أن يُستشهد لأجل تحقيق بعضاً من أهدافه بألا يكون تحت إذلال السجان وإهماله الذي أدى الى استشهاد عدد كبير من الحركة الأسيرة.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".