قائمة الموقع

شعلة الاسرى لا تنطفئ

2021-10-18T14:04:00+03:00
خالد صادق.jpg
بقلم/ خالد صادق

لا يكاد الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني ينتهون من معركة، حتى يخوضون أخرى في وجه مصلحة السجون الصهيونية، فشعلة الاسرى لا تكاد تنطفئ, وهي تنتقل من معركة الى معركة لمواجهة إجراءات الاحتلال التعسفية بحق الاسرى وإجراءات مصلحة السجون الجائرة, اسرى حركة «الجهاد الإسلامي»، يخوضون إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم السادس على التوالي​​​، كخطوة احتجاجية على الهجمة الشرسة التي يتعرض لها أسرى الحركة، خاصة بعد عملية نفق الحرية, وقد أكدت الهيئة القيادية لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال أن معركة اسرى الحركة ما زالت مستمرة، و أن كل ما يطرح من جانب الاحتلال لا يلبي الحد الأدنى من مطالبهم, وقالت الهيئة «إن الكرة الآن في ملعب الاحتلال، ونحن جاهزون بعون الله للتصعيد في خطواتنا الجهادية بالأسبوع القادم» وقد واكب هذه التصريحات, تهديدات مباشرة من فصائل المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني وانها لن تترك الاسرى وحدهم في مواجهة الاحتلال وستخوض معركة للدفاع عنهم حتى لو وصلت الأمور الى مواجهة عسكرية للدفاع عنهم, ويبدو ان الاحتلال كان يراهن على تفريق مواقف الفصائل الفلسطينية في معركة الاسرى, لكن فصائل المقاومة حذرت الاحتلال وقالت حركتا «حماس» و»الجهاد الإسلامي» ان أي مساس بحياة الأسرى وتعريضهم للخطر سيواجه بمعركة ضد الاحتلال، و أن كل الخيارات مفتوحة للدفاع عنهم وحمايتهم. وأن قضية الأسرى على سلم أولويات المقاومة.

اسرى حركة الجهاد الإسلامي المضربين عن الطعام طالبوا بوقف إدارة السجون «إجراءات التنكيل» التي كانت قد فرضتها بشكل مضاعف بحقهم، بعد السادس من سبتمبر الماضي، اليوم الذي تمكن فيه ستة أسرى فلسطينيين من أسرى الجهاد الإسلامي أحدهم من كتائب شهداء الأقصى من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع المحصن عبر نفق الحرية الذي حفروه بأظفارهم, وتمثلت إجراءات إدارة السجون، بـ «عمليات نقل أسرى حركة الجهاد وعزلهم واحتجازهم في زنازين لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، عدا عن نقل مجموعة من القيادات إلى التحقيق,  وأعلنت لجنة الطوارئ العليا لكافة الفصائل في السجون الإسرائيلية، الاسبوع الماضي، عن إجراءات تصعيدية وذلك بانضمام أعداد جديدة للإضراب عن الطعام من كافة الفصائل الفلسطينية, عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، يوسف الحساينة  قال إن الاحتلال يتصرف بعقلية الانتقام ويمارس الوحشية والسادية في قمع الأسرى، في محاولة فاشلة منه لاستعادة بعض الهيبة، وبعض الاعتبار لمنظومته الأمنية التي مرّغها أبطال «نفق الحرية» في التراب، مؤكدًا أن الأسرى على موعد قريب مع فجر الانتصار، والحرية، رغماً عن أنف الكيان المجرم, بينما صرح القيادي في الحركة د. محمد شلح، أن حركة الجهاد الإسلامي لن تترك الأسرى وحدهم أمام الإجراءات الاسرائيلية القمعية الظالمة المستمرة منذ 40 يومًا، وأن الحركة ستمضي معهم حتى لو ذهبنا لحرب أو أكثر من ذلك, مؤكدا أن باستطاعة الحركة أن تحول كافات الساحات لساحة حرب في وجه الاحتلال.

 من المهم هنا ان نشير الى التصريح المقتضب لأمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة الذي قال فيه «إن «حركة الجهاد لن تترك أبناءها في السجون الصهيونية ضحايا بين أيدي العدو، وعليه سنقف معهم ونساندهم بكل ما نملك، حتى لو استدعى ذلك أن نذهب للحرب من أجلهم, ولن يمنعنا عن ذلك أي اتفاقيات أو أي اعتبارات أخرى» فحركة الجهاد الإسلامي حددت خيارها العسكري منذ بداية معركة الأمعاء الخاوية, وأرادت أن توصل رسالتها بوضوح الى الاحتلال الصهيوني, ان الاسرى ليسوا وحدهم وان المقاومة تقف معهم في معركتهم مع مصلحة السجون الصهيونية, وفي اعقاب تصريح الأمين العام أعلنت سرايا القدس حالة الاستنفار القصوى في صفوفها, وانها على أهبة الاستعداد لبدء معركة مع الاحتلال, لذلك فان عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الأستاذ محمد حميد أشار إلى أن معركة سيف القدس التي سطر فيها أبناء سرايا القدس الملاحم البطولية بتعليمات الأمين العام ليست عنا ببعيد. فلا ينسين الاحتلال بعد الزمان صدق الجهاد الإسلامي وقراره، ولا يخطئن العدو تقدير الحسابات، فقد بلغ الكيل مبلغه من تضييق وتنكيل بالأسرى، ألا فلا يجهلن أحد علينا بعد», هذه التصريحات المتلاحقة لقيادات الحركة تدل على حرص الحركة الشديد على الالتحام مع قضية الاسرى ونصرتهم, وارسال رسائل اطمئنان لهم اننا معكم في معركتكم, ونواكب اضرابكم المفتوح عن الطعام لحظة بلحظة ويدنا على الزناد, فالجهاد لا يترك اسراه وحدهم وكل الاعتبارات الأخرى تسقط عندما يتعلق الامر بالأسرى او المسرى او القدس او الثوابت الوطنية, إنها أمانة الكلمة والعهد.

اخبار ذات صلة