نظم مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت ندوة إلكترونية متخصصة حول نهج صحافة الحلول، بمشاركة 25 خبيراً وباحثاً ومدرباً إعلامياً، إضافة إلى عدد من أساتذة الإعلام والصحفيين.
وأجمع المشاركون في الندوة على ضرورة توفير جسم يرعى هذا النهج الصحفي، ويواصل تدريب الصحفيين عليه، وإقناع رؤساء وسائل الإعلام بانتهاجه، ودفع كليات الإعلام إلى تدريسه لطلبتها.
وافتتح مدير مركز تطوير الإعلام عماد الأصفر الندوة بتأبين الزميل الصحفي الأكاديمي الراحل الدكتور سعيد عياد، مؤكداً أنه كان مثالاً للصحفي والأكاديمي الجاد، وأنه ما كان سيتوانى أبداً عن المشاركة في هذه الندوة الجادة والهادفة إلى تكريس صحافة الحلول كصحافة إيجابية وجادة في الإعلام الفلسطيني.
وأوصى الخبير الإعلامي وعضو المجلس التنفيذي للمعهد الدولي للصحافة وليد بطراوي بعقد ندوات إضافية حول هذا الموضوع بمشاركة رؤساء التحرير، وتنظيم مزيد من الدورات وربطها بإنتاج قصص حلول.
أما الباحث محمد السيقلي، الذي أعد رسالة ماجستير حول توظيف المواقع الإلكترونية لصحافة الحلول، فقد انتقد عدم اهتمام وسائل الإعلام بهذا النهج الصحفي، وتركيزها على التغطيات الإخبارية، ودعا الصحفيين إلى التدريب على إنتاج قصص حلول تراعي كافة المواصفات المطلوبة في هذا النوع من القصص.
ودعت مديرة مكتب فضائية رؤيا في فلسطين منية دويك وسائل الإعلام الفلسطينية إلى العمل على افتتاح أقسام لهذا النوع من الفنون الصحفية، وتجاوز العراقيل المادية التي تحول دون ذلك، كون هذا النوع من القصص ليس مغرياً للمعلنين.
وقالت مراسلة تلفزيون فلسطين في بيت لحم حياة حمدان إن نظرتها للقصص الإخبارية تطورت منذ أن شاركت في تدريبات صحافة الحلول، وطالبت وسائل الإعلام بمنح مراسليها الوقت الكافي لإنجاز هذا النوع من القصص التي تحتاج أحياناً إلى أيام طويلة من العمل لإنجاز قصة حلول متكاملة.
وشدد الباحث والمدرب في صحافة الحلول معتز الحلاق على أهمية التفريق بين صحافة الحلول كنهج يقوم على التحقيق في جدوى الحل وإمكانية تطويره أو إعادة تطبيقه في أماكن أخرى، وبين صحافة العلاقات العامة أو قصص النجاح أو الصحافة التي تقترح أفكاراً لحلول.
واعتبرت الصحفية رهام الجعفري من مؤسسة آكشن إيد أن ضعف السلطات الحاكمة يؤدي إلى بروز المبادرات التي تقدم الحلول، وأن على الصحفيين الوصول إلى هذه الحلول وعرضها في سياق يشرح المشكلة ويؤدي إلى إقناع الناس بضرورة العمل لتغيير طريقة تفكيرهم، وعدم الاكتفاء بتوجيه أصابع الاتهام للمسؤولين أو المطالبة بمحاسبتهم على التقصير فقط.
ورأى المحرر في وكالة "وفا" بسام أبو الرب أن تقارير صحافة الحلول قادرة على إشراك الناس في إيجاد الحلول، مؤكداً أهمية تغطية أي حل بشكل موضوعي وعلمي استناداً إلى تقييم الخبراء، واستعرض في هذا السياق تجربته في إعداد تقرير عن التعليم الإلكتروني في زمن الكورونا.
ورأى منسق وحدة الأبحاث والسياسات في مركز تطوير الإعلام، أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، صالح مشارقة أن صحافة الحلول تشكل إضافة نوعية وإيجابية لغرف الأخبار التي تعاني عادة من كثرة الأخبار السلبية، واستعرض عدداً من الأمثلة التي وضعها في دليل تدريبات صحافة الحلول الصادر عن مركز تطوير الإعلام.
وأشار الصحفي إبراهيم عودة إلى ضرورة التفريق بين اقتراح الأفكار وتقديم حلول مقترحة لمشكلة ما، وبين تغطيات صحافة الحلول التي تستند إلى تغطية الحل بالتفصيل لاختبار مدى نجاعته وإمكانية تطويره.
ودعت الصحفية ظريفة حسن إلى إدخال قصص الحلول إلى صحافة التحقيقات، لأنها تكمل دائرة التقصي حول المشكلة والبحث عن المقصرين بتقديم حلول موثوقة لتكون شاهداً على حسن نية الصحفي ومسؤوليته وبعده عن الشخصنة والتركيز على السلبية.
وأكد الصحفي محمد الديك على أهمية اطّلاع الصحفيين على التجارب العالمية، لأن فيها مخزوناً هائلاً من الحلول لمشاكل نعاني منها في فلسطين، وبالإمكان أن تكون صالحة للتطبيق لدينا في بعض الحالات.
ودعت منسقة وحدة الإعلام والنوع الاجتماعي في المركز ناهد أبو طعيمة إلى التركيز على القضايا الاجتماعية في صحافة الحلول.
ولخص الصحفي محمد الرنتيسي مجريات الندوة بالتأكيد على أن صحافة الحلول ليست بديلاً لأي شكل صحفي آخر، ولكنها إضافة نوعية وإيجابية، رغم أنها ما زالت مفتقدة وحضورها غير كافٍ في وسائل الإعلام الفلسطينية، التي ما زالت تركز على الخبر ولا تشجع صحافييها على التدرب على الاشكال الحديثة للتغطيات الإعلامية ومنها صحافة الحلول.
يذكر أن مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت نفذ بالتعاون مع الوكالة الفرنسية لتطوير الإعلام عدداً من التدريبات لتأهيل مدربي صحافة الحلول في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما نشر مؤخراً دليلاً تدريبياً حول صحافة الحلول.