على مدى سنوات، اعتاد صياد الأسماك الفلسطيني ناصر بكر (59 عاما)، تناول سمكة “الأرنب”، رغم معرفته باحتوائها على “سم قاتل”، دون أن تتسبب له بأي خطر.
فقد كان بكر يمتلك، بحسب ما يقول، الدراية الكافية بطريقة تنظيفها ونزع السموم منها، قبل طهيها.
لكنّ المحظور حدث، في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بعد أن اعتمد بكر على زوجته في تنظيف وطهي سمكة “أرنب” وقعت في شباكه.
وتسبب الأمر، في تسمم بكر، وسبعة من أفراد عائلته، ودخولهم إلى غرفة العناية المركزة، التي مكثوا فيها مدة أسبوع كامل.
ويقول الصياد لمراسل الأناضول: “اعتدنا أكل سمكة الأرنب، لكن هذه المرة أصبنا بتسمم شديد، وكان وضعنا الصحي خطيرا؛ أُدخلنا غرفة العناية المكثفة في المستشفى لمدة أسبوع، ونجونا من الموت”.
وتحظر السلطات الحكومية في قطاع غزة، صيد وبيع سمكة “الأرنب”، لسمّيتها العالية، وهو ما يدفع الصيادين إلى تناولها في منازلهم، بعد تنظيفها بطريقة محددة.
وقالت وزارتا الصحة والزراعة، في بيانات سابقة، إن الأجزاء الداخلية للسمكة تحتوي على مادة سمية خطيرة تسمى “تيدرودوتاكسين”.
ويضيف بكر: “لا نبيع هذه الأنواع من السمك للمواطنين، لكن عند اصطيادها نأخذها لنأكلها في البيت، كونها ذات طعم لذيذ ومميز”.
ويوضح أنه كان يحرص على تنظيفها بنفسه؛ لكنه في هذه المرة اعتمد على زوجته في تجهيزها للطهي.
ويتابع: “يبدو أنها لم تدرك جيدا كيفية تنظيفها من السموم المتمركزة في أماكن معينة في جسمها”.
ويوضح أن السموم تتركز في تلك السمكة داخل الأمعاء والكبد والجلد والخياشيم.
وذكر أن حالة أفراد عائلته الصحية في الوقت الحالي “جيدة”، بعد أن خرجوا من المستشفى.
سمكة محظورة
بدوره، يقول زكريا بكر، المختص في “قطاع الصيد البحري”، إن صيد وبيع سمكة الأرنب، محظور منذ عدة سنوات.
ويضيف للأناضول: “أي صياد يتم الكشف أنه يسوّق سمكة الأرنب، تتم مقاضاته قانونيا”.
ويلفت إلى أن “أسواق القطاع تخلو من تلك الأسماك، كونها سامة وقد تودي بحياة آكليها”.
لكنه يذكر أن الكثير من الصيادين الذين تقع في شباكهم، يتناولونها لأنهم غير قادرين على بيعها في الأسواق.
من أخطر أسماك العالم
من جانبه، يقول عبد الفتاح عبد ربه، أستاذ العلوم البيئية في قسم الأحياء، بالجامعة الإسلامية بغزة، إن سمكة الأرنب من “أخطر الأسماك في العالم لاحتوائها على سم قاتل، كونها تتغذى على الطحالب السامة”.
ويضيف للأناضول أن “هذا النوع من الأسماك قادم من المحيط الهندي عبر البحر الأحمر وقناة السويس للبحر المتوسط، قبل أن ينتشر فيه”.
ويوضح أن السمكة التي تعرف أيضا باسم “فوغو” و”القراض”، يتم تناولها في اليابان.
ويستدرك: “لكنهم (سكان اليابان) يتعاملون معها بحذر شديد، عبر مختصين، كونها تحتوي سموما قاتلة”.
ويذكر أن الكثير من دول العالم وفلسطين، سجلت حالات تسمم ووفاة، بعد تناول تلك السمكة.
ويبيّن أن أعراض التسمم لدى الإنسان تختلف من شخص لآخر، بحسب قوة مناعة الجسم، أو كمية السم الذي تناوله.
تجدر الإشارة إلى أن سيدة فلسطينية من غزة، توفيت في أكتوبر 2019، عقب تناولها سمكة الأرنب، بعد أن مكثت 10 أيام في غرفة العناية المركزة.