بقلم/ معاذ توفيق
صمود الأسرى وشجاعتهم وصبرهم وايمانهم بحريتهم ومواجهة السّجان بكل قوة وعنفوان ومساندة شعبهم لهم، كل ذلك وأكثر كان عاملا مهما لانتصارهم في معركتهم ضد الغطرسة الصهيونية، ولكن هناك عاملا آخر لا يقل أهمية عن كل ما سبق، وهو التحذير الصّريح والمعلن من قمة الهرم السياسي في حركة الجهاد الإسلامي الأخ المجاهد أبو طارق "حفظه الله" بأن الحركة على استعداد لخوض حرب في حال استمر الاضراب واستمر تجاهل الاحتلال لمطالب الأسرى الأبطال، هذا التحدي ما كان ليؤخذ على محمل الجد لولا أن العدو الصهيوني قد أيقن بخبرته أن هذا القائد الشجاع إن قال فعل، وهنا لابد من ملاحظة يجب تسجيلها وهي أهمية فاعلية وفعالية القيادة، فليس مهما أن يقول ويهدد القائد دون فعالية، عندها يصبح القول أشبه بالبضاعة الكاسدة التي لا تباع ولا تشترى، لكن عندما يكون القائد ذو فاعلية عالية فعندئذ تتحول أقواله بل حتى تلميحاته الى قرار عملياتي، وهذا ما جرى بالضبط عندما أعلنت سرايا القدس المظفرة نفيرا عاما بين صفوفها بانتظار إشارة انطلاق عملياتها دفاعا عن الاسرى، ولم يكن ذلك غريبا على حركة الجهاد الإسلامي وأمينها العام هذا الاستعداد الدائم للتفاعل مع قضايا شعبنا المصيرية.
عندما نتحدث عن الفعالية والتي نقيضها الترهل وعدم القدرة والإرادة على اتخاذ القرار او تأجيله وعدم مواكبة الاحداث، بالتالي يصبح هناك ضعف بارتباط القيادة بقضايا شعبها وفي هذه الحالة تتحول التهديدات الى تصريحات جوفاء تعني كل شيء ما عدا العمل على ترجمتها افعالا ومواقف.
ليس هناك قضية أعدل وأشرف من قضية الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال وما كان لهؤلاء أن يكونوا في الأسر لولا انحيازهم بكل ما يملكون الى قضيتهم وشعبهم وقدسهم ودينهم، فهم الشهداء الأحياء، ولكل منهم قصته وحكايته مع المقاومة ومع السجن والسجان، هنيئا لهؤلاء المجاهدين انتصارهم على الجلاد وتحقيق مطالبهم، وهي خطوة على طريق الحرية والخلاص وانكسار القيد، والموعد باذن الله مع الحرية وأن تفتح أبواب السجن والزنازين رغما عن السجان وقهره.