انجاز كبير حققه أسري حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في سجون الاحتلال الصهيوني بعد انتصارهم في معركة الأمعاء الخاوية، ورفع كل الإجراءات العقابية التي فرضت عليهم في اعقاب عملية "انتزاع الحرية" التي استطاع من خلالها خمسة من اسرى الجهاد الإسلامي تحرير انفسهم من سجن جلبوع الصهيوني المحصن، وهذه جولة جديدة من المواجهة مع الاحتلال الصهيوني دشنتها حركة الجهاد الإسلامي وذلك في اعقاب معركة سيف القدس البطولية والتي تحققت فيها إنجازات كبيرة للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس، وفرض معادلات جديدة لا يستطيع الاحتلال تجاوزها, ثم جاءت عملية انتزاع الحرية البطولية التي ضربت المنظومة الأمنية الصهيونية بشدة, وأثبتت ان إرادة الفلسطيني اقوى من كل أدوات القتل والقمع, واقوى من الحراسات المشددة وكاميرات المراقبة والتكنولوجيا الحديثة, اما ثالثة الاثافي فهو انتصار اسرى حركة الجهاد الإسلامي على السجان في معركة الأمعاء الخاوية, بعد مضي تسعة أيام على اضرابهم المفتوح عن الطعام, والذي تحقق بإرادة اسرى الحركة, وبتضامن باقي الاسرى الفلسطينيين ومؤازرتهم لإخوانهم اسرى الجهاد, وتهديدهم بتوسيع الاضراب تدريجيا والدخول في معركة الأمعاء الخاوية حتى تتحقق الأهداف, ويتم رفع كل الاجراءت العقابية التي فرضها الاحتلال الصهيوني على الاسرى, فهل انتهت المعارك بالتأكيد لا, فحركة الجهاد الإسلامي تقول للاحتلال - ياما في الجراب يا حاوي- والمعارك مستمرة طالما بقى الاحتلال محتلا لأرضنا الفلسطينية.
اسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال الصهيوني, يجيدون التعامل مع مصلحة السجون الصهيونية, ولديهم من الخبرات والارادة ما يجعلهم يصلون الى أهدافهم التي يحددونها, فقد ابدعوا في معركة انهاء الاعتقال الإداري, ولا زالوا يخضون إضرابات فردية لوقف هذا الاجراء الصهيوني المجحف بحق الاسرى, واخذوا على عاتقهم حمل لواء معركة اسقاط سياسة الاعتقال الإداري, وهم مستمرون بإضرابات فردية لإسقاطها, كما انهم عندما قرروا ان يواجهوا السياسة العقابية التي تعرضوا لها على يد السجان الصهيوني, وضعوا استراتيجية للمواجهة وفق فهمهم للعقلية الإسرائيلية, فدخل مائتين وخمسين اسيرا من اسرى الجهاد في مرحلة الاضراب, وتم استثناء الاسرى المرضى وكبار السن والاسيرات من هذا الاضراب, وعندما استمر الاحتلال في سياساته القمعية بحق اسرى الجهاد الإسلامي, دخلت ثلاثة اخوات من اسيرات الحركة في الاضراب, وفي المرحلة الثانية وبدءا من الخميس الماضي دخل كل اسرى الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال معركة الأمعاء الخاوية, وعددهم نحو اربعمائة اسير, وتزامن ذلك مع تهديد كل الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بالانخراط في معركة الأمعاء الخاوية, اذا ما استمر الاحتلال يتنكر لمطالب اسرى حركة الجهاد, ويصر على المضي في حملته القمعية بحقهم, وهو ما شكل وسيلة ضغط على الاحتلال خوفا من تفجر انتفاضة السجون في وجهه, وانفلات الأمور بحيث لا يستطيع الاحتلال احتوائها او السيطرة عليها, فاثر السلامة واستجاب لمعظم مطالب اسرى الحركة.
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي، قال أن إضراب أسرى الحركة يحمل عنوان معركة الدفاع عن إرث الحركة الأسيرة وبُنيتها التنظيمية، وشدد على أن المعركة في السجون هي جزءٌ من معركتنا مع هذا الكيان، والقائمة على مدار الوقت وفي كل المواقع، فحركة الجهاد الإسلامي تتعدد معاركها وتتنوع مع الاحتلال، وهى تعتبر ان مشاغلة الاحتلال ومراكمة القوة هي واجب وطني يتطلب ان تقدم الحركة تضحيات جسام، وهى دائما على أهبة الاستعداد للمواجهة, واعتقد جازما ان التصريحات التي اطلقها امين عام حركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة, بان الحركة لن تترك الاسرى وحدهم في مواجهة مصلحة السجون الصهيونية, وقد تدخل في مواجهة عسكرية مع الاحتلال الصهيوني في أي لحظة, هذه التصريحات الواضحة والمباشرة ادركت إسرائيل مدى جديتها, وتعاملت معها باهتمام كبيرة, خاصة بعد ان أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين النفير العام في صفوفها واستنفرت عناصرها في كافة المناطق استعدادا لمعركة الدفاع عن اسرى الحركة في السجون الصهيونية, لذلك سارع الاحتلال للاستجابة لمطالب اسرى الجهاد ووافق على عدة مطالب منها, الوقف الفوري للهجمة المسعورة بحق أبناء الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال، ورفع كل الإجراءات العقابية بحقهم. واستعادة التمثيل والبناء والكيان التنظيمي لحركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال. وعودة المعزولين من قيادات وكوادر الحركة؛ ليكونوا بين مجاهديهم. وتحسين الظروف المعيشية للأسيرات الماجدات في سجون الاحتلال. ثم إلغاء الغرامات والعقوبات المالية المليونية، هكذا تنتزع الحقوق من الاحتلال, فليت المهزومين يدركون, وليتهم يسلكون سبل النصر على عدو صهيوني لئيم.