يومًا بعد الأخر، تتكشف هشاشة جيش الاحتلال، وتؤكد من جديد أن هذا الكيان لهو أوهن من بيت العنكبوت، فالمعارك التي تخوضها سرايا القدس وفصائل المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني والتي كان آخرها معركة سيف القدس تتجلى نتائجها تباعاً.
فمن الضربة الأولى لصاروخ الكورنيت على يد مجاهدي السرايا مرورًا بحمم الهاون والقاسم وصولًا إلى الصواريخ الجهادية التي أضاءت سماء فلسطين عزة وكرامة.. بدأ الكشف عن المستور، ومن حجم الخسائر البشرية والاقتصادية التي أعلن عنها الكيان الصهيوني خلال معركة سيف القدس، يصرح قائد سلاح المشاة في الجيش الصهيوني "يوؤال ستريك" أن المجتمع الصهيوني لم يعد يحتمل الخسائر في الحروب.
توازن قوة الردع
قال الأكاديمي والباحث الفلسطيني، شريف الحلبي:" إن الاعتراف الصهيوني المستمر بالخسائر بعد معركة سيف القدس الأخيرة له مدلولان، وهما: أن المقاومة باتت أكثر قوة وفعالية من ناحية السلاح والتكتيكات العسكرية التي تتبعها في إيقاع الخسائر والقتلى في صفوف الجيش الصهيوني، من خلال استهداف الجنود وإلحاق الأذى في صفوفهم وهو الرادع الوحيد في هذه المعارك.
وأضاف الحلبي:" الإعلام الصهيوني كان يعمل على تضلل جبهته الداخلية خلال المعركة من خلال إخفاء خسائره الحقيقية؛ بهدف الحفاظ على الجبهة الداخلية والروح المعنوية لديهم، ولو كان العكس لما صمدت جبته الداخلية المتأكلة أصلًا والمهترئة".
ويرى أن تصريح "ستريك" مضلل وهو بمثابة الهروب إلى الأمام لتبرير أي هزيمة مستقبلية للجيش الصهيوني، مشيراً إلى أن "سيف القدس" أكدت المعادلات على أرض الواقع، فالحروب تغيرت والمجتمع الصهيوني لم يتغير لأنه لم يحتمل يومًا الخسائر التي تقع في صفوفه.
وتابع:" إن حجم الهجمات التي شنها الاحتلال الصهيوني في معركة "سيف القدس" واستهداف المدنيين والآمنين في بيوتهم، يدل على فشل ذريع في المؤسسة العسكرية الأمنية الصهيونية وأنها غير قادر على ردع المقاومة الفلسطينية".
تغير في المجتمع الصهيوني
من ناحيته، أشار المختص في الشأن الصهيوني، عامر خليل، إلى أن هناك تغيرًا واضحًا في مسار المجتمع الصهيوني نحو عدم القبول بأي قتلى في المعارك، وهذا كان واضحًا من ردود الفعل بعد عملية مقتل الجندي الصهيوني بالقرب من السياج الزائل شرق غزة قبل عدة أسابيع.
وحول بيانات الاحتلال بإمكانية دخوله برًا إلى قطاع غزة، قال: "الدخول إلى قطاع غزة سيكون له ثمن كبير وسيُوقع خسائر كبيرة في صفوف جيش الاحتلال قد تصل إلى عمليات أسر جنود، وهذا ما يُؤجج الساحة السياسية والعسكري الصهيونية.
وأضاف:" قيادة الجيش الصهيوني تدرك جيدًا أن الخطط العسكرية التي تضعها لا يمكن أن تحقق أهدافها أمام عقلية المقاوم الفلسطيني".
وكان قائد سلاح المشاة في جيش الاحتلال الصهيوني "يوؤال ستريك"، قال في مقابلة مع القناة الـ 13 الصهيونية: "إن طبيعة الحروب لم تتغير في السنوات الأخيرة، لكن المجتمع الصهيوني هو الذي تغير ولم يعد يحتمل الخسائر في الحروب وخاصة البشرية منها".
وأكد "ستريك" أنه لن يكن بالإمكان تدمير المقاومة الفلسطينية من الجو فقط، مشدداً على أن سلاح المشاة سيمتنع قدر الإمكان عن عمليات عسكرية بالإمكان حسمها بطرق أكثر تطورًا وحكمة بدلًا من دفع الثمن باهظًا عبر عمليات برية غير محسوبة. نقلا عن موقع "سرايا القدس".