قائمة الموقع

16 عامًا على استشهاد القائد لؤي السعدي..وبصماته لم تزل حاضرة في "تل أبيب ونتانيا"

2021-10-24T17:26:00+03:00
الشهيد لؤي السعدي..jpg
شمس نيوز - رام الله

لؤي السعدي، ذلك الاسم الذي لم يزل حاضرا في الذاكرة، في ذاكرة الشعب الفلسطيني بطلا مرّغ أنوف الاحتلال في التراب، وفي ذاكرة العدو نفسه، الذي لن ينسى ذاك القائد البطل كلما مرت ذكرى تفجير نادي ستييدج، أو أي ذكرى للعمليات التي قادها لؤي، وأثخنت القتل والجراح في جنود ومستوطني الاحتلال.

واليوم، تمر الذكرى السادسة عشر لاغتيال "لؤي السعدي".. من بلدة عتيل قضاء طولكرم، القائد الشاب الفذ، صاحب العقلية الفريدة التي مرغت أنوف قادة الاحتلال في التراب، بعمليات وهجمات مسلحة أذهلت العالم، وأصابت العدو بالحيرة.. كيف لا وبصماته لا زالت حاضرة في “نتانيا”، تلك المدينة المحتلة التي ضربها تلامذة السعدي، عندما فجر أحدهم حزامه الناسف في مجمع تجاري ليوقع عشرات القتلى والجرحى.

البداية..

كانت البداية في أعقاب العملية الاستشهادية بنتانيا، حيث وجه قادة الاستخبارات الإسرائيلية أصابع الاتهام مباشرة إلى القائد لؤي جهاد فتح الله السعدي (28 عاما)، القائد العام لسرايا القدس، في شمال الضفة الغربية، واتخذوا القرار الحاسم “لؤي مطلوب حيا أو ميتا” لتبدأ رحلة المطاردة.

وأصبح القبض على السعدي ملحّا بالنسبة للشاباك، بعد أن استطاع إخراج عملية استشهادية في شهر شباط /فبراير 2005، والتي نفذها أحد أعضاء الجهاد في نادي (ستييدج) الليلي بتل أبيب، وأدت إلى مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين.

وبتاريخ 10 آذار/ مارس 2005، استطاع الشاباك الوصول إلى أحد المقربين من السعدي، وهو محمد أبو خليل، حيث اغتالته قوات الاحتلال في قرية النزلة الوسطى، ليس بعيدا عن الأراضي المحتلة عام 48. وبررت قوات الاحتلال اغتياله بأنه أحد المسؤولين عن العملية الاستشهادية في نادي (ستييدج) في تل أبيب.

وتستمر المطاردة..

كان نشاط السعدي يمتد من شمال الضفة إلى جنوبها، وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 500 عنصر وكادر من حركة الجهاد ، خلال الأشهر التي سبقت اغتياله، دون أن تتمكن من الوصول إليه، ولكنها قالت إنها نجحت في تفكيك خليتين تعملان بإشرافه، الأولى تتكون من ثمانية عناصر من محافظات بيت لحم والقدس وطولكرم وكانت تنوي تنفيذ عملية مزدوجة في حي راموت الاستيطاني بالقدس الغربية، والثانية مكونة من سبعة عناصر من محافظة الخليل خططت لإطلاق صاروخ من نوع آر بي جي على نقطة للجيش الإسرائيلي تقع بين بلدتي أذنا وترقوميا، قرب الخليل في جنوب الضفة الغربية، يعقبها اختطاف جنود أو جثث قتلى منهم، لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.

وأصبح اقتحام بلدة عتيل ومداهمة منزل عائلة السعدي أمرا يوميا بالنسبة لقوات الاحتلال التي عمدت أكثر من مرة إلى اعتقال والده وشقيقته هديل، مثلما حدث في 11 حزيران/ يونيو 2005، عندما داهمت المنزل واعتقلت والده جهاد السعدي وشقيقته هديل التي كانت تدخل عامها السابع عشر، وبدلا من الاحتفال بعيد ميلادها وجدت نفسها في السجن، وتعاني هديل من إعاقة خلقية. وفي كل اقتحام للمنزل، كان يتم الاعتداء على سكانه، وإطلاق القنابل الصوتية والغاز المدمع داخله.

وفي 30 حزيران/ يونيو 2005، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عتيل، بحثا عن لؤي السعدي ورفاقه، واحتلت منازل في البلدة وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة، منها منزل عائلة لؤي واحتجزت أفرادها بعد أن قطعت كل اتصالاتهم مع العالم الخارجي.

وفي غمرة المطاردة الطويلة للؤي اكتشفت امرأة من قرية عتيل أشياء غريبة على شجرة قبالة منزل لؤي، وعندما استدعت من يراها تبين أنها مجسات مراقبة، وتم استدعاء الشرطة الفلسطينية، وعندما وصل أفراد من هذه الشرطة بلباسهم المدني لمعرفة الأشياء الغربية على الشجرة فوجئوا بقوات خاصة إسرائيلية تطبق عليهم وتعتدي عليهم بالضرب.

وتحول لؤي السعدي إلى ما يشبه الأسطورة في منطقته ويتحدث عنه السكان هناك كونه الشخص الذي دوخ سلطة قوية مثل الكيان، حيث أصبح لؤي السعدي المطلوب الأول للاحتلال، وأصبحت مهمة القبض عليه أو قتله على سلّم أولويات العدو، وقد استعانت قوات الاحتلال عدة مرات بقوات خاصة للوصول إلى السعدي، لكن محاولاتها المتكررة باءت بالفشل.

وواصلت قوات الاحتلال حملة البحث عن لؤي السعدي، حيث أن تلك القوات لم تترك منطقة في طولكرم إلا وفتّشت فيها عنه وقد اغتالت أبرز المقربين من المجاهد السعدي، ومنهم الشهداء شفيق عبد الغني وعبد الفتاح رداد ومحمد أبو خليل.‏

وتتهم قوات الاحتلال الشهيد لؤي السعدي، بالوقوف خلف عدد من الهجمات ضد أهداف صهيونية، أهمها التخطيط لعمليتي “تل أبيب ونتانيا” الاستشهاديتين، اللتين قتلتا ما يزيد عن عشرة صهاينة، ثمانية منهم من الجنود، والوقوف خلف كمين مُحكم قرب طولكرم قُتل فيه ضابط استخبارات إسرائيلي، كما تنسب قوى الأمن الإسرائيلية إليه مسؤولية تجهيز خليتين ادعى الاحتلال تفكيكهما، الأولى تتكوّن بحسب التقرير السابق للشاباك من ثمانية مجاهدين من محافظات بيت لحم والقدس وطولكرم، وكانت تنوي تنفيذ عملية مزدوجة في حي راموت الاستيطاني في القدس. والثانية مكونة من سبعة عناصر من محافظة الخليل، خططت لإطلاق قذيفة (آر بي جي) على نقطة تابعة لجيش الاحتلال تقع بين بلدتي أذنا وترقوميا قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية، يعقبها اختطاف جنود أو جثث قتلى منهم، لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.‏

الشهادة..

في صباح يوم الاثنين (24/10/2005)، كانت الوقت يمر سريعا إيذانا بترجل الفارس، حيث، تمكنت قوات الاحتلال من اغتيال لؤي السعدي ومعاونه ماجد الأشقر، خلال عملية عسكرية واسعة شهدتها محافظة طولكرم وشاركت فيها طائرات مروحية واستكشاف وتم خلالها اعتقال أكثر من عشرة مواطنين فلسطينيين.

ولكن لم يدم فرح الصهاينة كثيراً، فجاءت عملية الخضيرة الاستشهادية لتؤكد للاحتلال أن المقاومة لن تعجز عن ضرب العمق المحتل في أي وقت تحدده.. وأن الجهاد الإسلامي شوكته قوية، عصية على الانكسار، وأن رجال سرايا القدس قادرون بإذن الله على ضرب الأمن الصهيوني رغم كل الحملات ضدها.

جدير بالذكر أن الشهيد لؤي السعدي، من سكان الحي الشرقي في بلدة عتيل شمال طولكرم, أعزب وله شقيق واحد وثلاث أخوات, درس حتى الصف العاشر الأساسي, واعتقل عام 1997 وحكم بالسجن مدة 6 سنوات بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي.

أصبح مطاردا منذ عام ونصف كانت مليئة بمحاولات اعتقاله أو اغتياله حتى أن الامن الاحتلال بات يعد الخطط المحكمة للنيل من السعدي وكانت آخر محاولة اغتيال نجا منها السعدي عندما تمت محاصرته في بنسيون ناصيف جنوب مدينة طولكرم في آب الماضي.

اخبار ذات صلة