شمس نيوز / عبدالله عبيد
اشتدت وتيرة التهديدات الإسرائيلية خلال الساعات الـ 48 الماضية، بشن هجوم عسكري على قطاع غزة، في الوقت الذي تعيش فيه غزة حالة من اليأس والإحباط إثر تأخر عمليات إعمار ما هدمته الحرب الأخيرة على القطاع.
تصريحات كثيرة أبرزتها المواقع العبرية خلال الساعات القليلة الماضية، من قبل مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، والحديث عن ضرب قطاع غزة وجولة جديدة من القتال مع حركة حماس، مبينين أن هذه المعركة ما هي إلا مسألة وقت.
وكان موقع واللا العبري، قال إن سفير الاحتلال الإسرائيلي في مجلس الأمن الدولي رون فروشاور أرسل شكوى للمجلس ضد حركة حماس في قطاع غزة بزعم أنها تعيد ترميم الأنفاق الهجومية لديها"، حيث تطالب الرسالة دول العالم بالتدخل وفعل شيء في ظل استعداد حماس لحرب جديدة، خشيةً من تصاعد الأمور وصولا لجولة قتال متجددة.
وأضافت (إسرائيل) في رسالتها لمجلس الأمن: نود لفت انتباه المجلس إلى التطورات الخطيرة والمقلقة في منطقتنا، فحماس تخطط لحرب جديدة وتبنى الأنفاق لمهاجمة مواطني إسرائيل"، زاعمة أن حماس تعاود تسليح نفسها من جديد وتعيد بناء البنية التحتية للجولة المقبلة من الحرب، معللةً ذلك بأن حماس تسابق الوقت من أجل إعادة بناء قدراتها العسكرية وتطوير أسلحتها.
وادعت الرسالة أن حماس مصرة على مهاجمة (إسرائيل) من البر والبحر والجو، وأنها تعيد ترميم نفسها بدلاً من إعمار غزة، مدللة على استعدادات حماس بأنها أطلقت خلال الأشهر الأخيرة ما يقارب من 90 صاروخ تجريبي من تصنيع الحركة.
ووفق مزاعم الاحتلال في رسالته لمجلس الأمن فإن حماس تحاول تهريب السلاح لغزة عبر البحر، مؤكدةً أنها صادرت كمية من هذه الأسلحة خلال الفترة الماضية.
جولة جديدة
في السياق، قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي افيغدور ليبرمان إن "جولة أخرى من القتال مع حماس في غزة ليست إلا مسألة وقت".
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن ليبرمان قوله، مساء أمس السبت في ندوة ثقافية ببئر السبع، جنوبي فلسطين المحتلة، إن "تغيير الواقع الحالي وضمان العيش الهادئ في البلاد يستوجبان إحداث تغيير في ميزان الرعب مع الأعداء".
وأشارت إلى أن ليبرمان "انتقد أداء القيادة الإسرائيلية " خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة شهر يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، مبيّناً أن "الانتقاد لا يطال وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون فقط وإنما أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
مسألة وقت
الخبير في الشأن الإسرائيلي، وديع أبو نصار، بدوره، اعتبر أن المواجهة المسلحة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية ما هي إلا مسألة وقت، معرباً عن اعتقاده أنه " ليس بالضرورة أن تشتعل الحرب خلال أيام أو أسابيع قليلة".
وقال أبو نصار في حديثه لـ"شمس نيوز": الأطراف جميعها سواء إسرائيل أم فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، غير معنية بالتصعيد على الأقل في هذه المرحلة القصيرة، مع أن الأمور ستتغير على الأرجح".
وأضاف: هنالك حصار مستمر على القطاع وحالة مزرية للأهل في غزة وغليان مستمر في الساحة الفلسطينية"، منوهاً إلى أن هناك خشية إسرائيلية من تعاظم القدرات العسكرية للفصائل العاملة في غزة.
ولفت الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى أن التهديدات الإسرائيلية بضرب غزة لها أبعاد انتخابية، مبيّناً أن غزة الحلقة التي يمكن استثمارها بكل المجالات من أجل الحديث عن أي جولة قادمة، وفق تقديره.
وتابع أبو نصار: هناك أيضاً البعد الدولي، فإسرائيل معنية بالضغط على المجتمع الدولي حتى لا يتم الضغط عليها من قبلهم، "وتبرر موقفها أن غزة ستصبح بؤرة للإرهاب وعدم الاستقرار".
وكانت مصادر إسرائيلية صحفية، قد نقلت عن الجنرال الاسرائيلي يوءاف جالانت قوله إنه سوف يخرج بحرب جديدة ضد غزة في حال تم تعيينه وزيرا للدفاع".
"وكان جالانت" صرح قبل أيام أنه في حال رأت القيادة السياسية تكليفه بمنصب رئاسة الأركان فإنه سيوافق ، وقد شغل من قبل منصب قائد المنطقة الجنوبية، ويبدو انه يتفق مع اعتقاد نتنياهو بأن المعركة في غزة لم تنته بعد وربما سيدخل الجيش في جولة أخرى عاجلاً أم آجلاً.
وواجهت غزة ثلاثة حروب شرسة مع الاحتلال الإسرائيلي، أولها حرب عام 2008-2009م، ثم حرب عام 2012م، ثم الحرب الأخيرة التي وقعت العام الماضي 2014 .
وتأتي هذه التهديدات في ظل واقع مرير يعيشه الفلسطينيون بقطاع غزة عقب العدوان الأخير، الذي انتهى باتفاق تهدئة بين المقاومة وبين إسرائيل في القاهرة، لم تلتزم دولة الاحتلال بأي من بنوده، وأهمها إعادة إعمار القطاع.