بقلم/ خالد صادق
عند تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني المجرم والتي أدلى بها بالأمس لصحيفة التايمز ونشر موقع واي نت مقتطفات منها حيث قال رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينيت، إن حكومته تعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية “وأن إنشاء كيانات شبيهة بالدولة لا ينجح، كما أنه لا يوجد زعيم واحد مهم في المنطقة يعتقد أنه من الممكن أن نذهب حاليًا إلى عملية تفاوض للسلام”. هي ثلاث حقائق يؤمن بها نفتالي بينت وكيانه المجرم، وليت المطبعين والسلطة ومن قبلهم الإدارة الامريكية والمجتمع الدولي يدركون حقيقة نوايا «إسرائيل» واستهزائها بما تسمى بمسيرة التسوية, اليوم «إسرائيل» ليست في حاجة الى المواربة والتكتيك والتسويف للتعبير عن نواياها في المنطقة, وتنكرها الكامل لما تسمى بمسيرة السلام, وقد ازالت كل الأقنعة الزائفة عن وجهها القبيح وباتت تخرج لسانها للسلطة ودعاة السلام الذين أمطرونا بعبارات «الإرهاب» واننا لا نؤمن بالسلام والتعايش المشترك, ورمونا بالعنصرية واللامسوؤلية وعدم الاعتراف بالمتغيرات في المنطقة وميزان القوى الذي يصب في غير صالحنا, «وانا مش قد إسرائيل», وغيرها من العبارات الانهزامية, اليوم نقول لهؤلاء جميعا ماذا يمكنكم ان تقدموا للشعب الفلسطيني بعد ان نسفت «إسرائيل» مسار التسوية الذي لم نؤمن به يوما, لأننا نعلم ان «إسرائيل» لا تسعى للسلام, ولا يمكنها العيش تحت مظلة السلام, وانها وجدت في العالم لخلق الإشكاليات, واثارة الفوضى, وبث الفرقة بين المجتمعات. وقد باتت اليوم تتحدث بوضوح عن رفضها «للحلول السلمية».
نفتالي بينت قال انه يعارض وبشدة إقامة دولة فلسطينية, فهل يعني هذا شيئا للسلطة الفلسطينية والدول العربية التي تقيم علاقات مع «إسرائيل», لقد اسقط ما يسمى بحل الدولتين, وهو الأساس الذي تبني عليه السلطة الفلسطينية والدول العربية المطبعة مشروع التسوية, وطالما ان الأساس قد تم نسفه بتصريحات بينت ولابيد وشاكيد وغانتس فماذا بقي لديهم لتسويقه على الشعب الفلسطيني, حتى الخطوات الشكلية التي طالبت بها السلطة كالجلوس للتفاوض, واخفاء قرارات التوسع الاستيطاني, وتجنب الحديث عن حل الدولتين, لم ولن تقبل بها «إسرائيل» لأنها لا تعتبر السلطة نداً, ولا حتى تلك الدول العربية التي تطبع معها لذلك لا غرابة ان يتحدث نفتالي بينت فيقول أنه لا يوجد زعيم واحد مهم في المنطقة يعتقد أنه من الممكن أن نذهب حاليًا إلى عملية تفاوض للسلام”, لقد وضع الزعماء العرب في موضع الاتهام, وانهم باتوا يعترفون بحقيقة وواقع وجود «إسرائيل» وقوتها في المنطقة, وانهم اصبحوا يتبعون السياسة الإسرائيلية طوعا او كرها, وبات عليهم ان يدافعوا عن انفسهم ان كانوا يرفضون تلك التصريحات على لسان نفتالي بينت, ووجه بينت لطمة جديدة للسلطة الفلسطينية عندما قال « إن إنشاء كيانات شبيهة بالدولة لا ينجح» بمعنى ان السلطة لا يجب ان تبحث عن دولة فلسطينية كما كانت تطالب سابقا, عليها ان تكون كياناً ملحقاً بالاحتلال, وهذا يعني ان بينت يرغب في تقويض سلطة السلطة على الأراضي الفلسطينية لتنفيذ مخطط التوسع الاستيطاني الصهيوني على حساب المناطق «ج».
نفتالي بينت استرسل في تصريحاته التي أدلى بها بأريحية كبيرة ليوجه لطمة جديدة الى السلطة مفادها أن حكومته لديها مصلحة في أن يتم ترجمة السلام مع الأردن ومصر لصالح الشعوب حتى يشعروا بثمار السلام”, فالسلام مع السلطة لا يعنيه ولا يعنى «إسرائيل: ولا ينظر اليه من قريب او بعيد, والحقيقة ان السلطة هي التي وضعت نفسها في دائرة الوهن والضعف عندما تخلت عن خياراتها في مواجهة أطماع «إسرائيل» في الأراضي الفلسطينية, وعليها اليوم ان تدفع ثمن خياراتها, اليوم تعيش السلطة الفلسطينية أسوء مراحلها, فليس لديها أي مشروع يمكن ان تسوقه على الفلسطينيين بعد ان سقط مشروع التسوية الى غير رجعة, وهى متهمة امام الشعب الفلسطيني بالفساد المالي والإداري, متورطة في جرائم قتل ضد الفلسطينيين وآخرهم الشهيد المغدور نزار بنات, ويدها ملطخة بفضائح الحصار المفروض على قطاع غزة منذ اكثر من 15 عاما, وفرض عقوبات على سكان القطاع, واليوم تتعامل السلطة مع القضية الفلسطينية على انها قضية إنسانية فقط, ولا تستطيع ان تطرح أي مشاريع سياسية «للتسوية» لأنها لن تجد من يقف معها ويدعم مواقفها, حتى الدول العربية تخلت عن ادنى واجباتها تجاه القضية الفلسطينية, والإدارة الامريكية راعية التسوية بينها وبين «إسرائيل» تقف دائما الى جانب الاحتلال الصهيوني وتعمي على خطوات «إسرائيل» التصعيدية ضد السلطة, واطماعها في الأراضي الفلسطينية, ولا يمكن الرهان يوما على السياسة الامريكية في الوقوف مع الحق الفلسطيني نظرا للمصالح المشتركة بينهما.
نفتالي بينت أشار الى حقيقة «أن السلام مع الدول العربية بقي على المستويين السياسي والدبلوماسي ولم يصل للشعوب. وهذه المعضلة الحقيقية التي تعاني منها «إسرائيل», فما يهمها هو السلام مع الشعوب بعد ان ضمنت ولاء الحكام العرب، لكن الشعوب تعادي «إسرائيل» بفطرتها، ولا يمكن ان تقبل بها في المنطقة لأنها «استعمار».