أسماء من نور، ودماء عزيزة، لم تكن غالية على فلسطين، فهانت من أجل الإسلام وفلسطين، مجد لا يتوقف وجهاد أبهر العالم، ومقاومة جعلت من أجساد فتيات فلسطين قنابل بشرية تنتقل من منطقة لأخرى لترى المكان المناسب وتضغط على مفتاح "الشهادة" لترتقي في أبهى ولاءٍ لله عز وجل.
"الاستشهاديات"... لم تكن ظاهرة عابرة على المجتمع الفلسطيني وعلى انتفاضاته ضد مغتصب أرضه، بل ظاهرة أفقدت العدو صوابه وبدا مجنوناً في البحث عن قنابل بشرية نسائية، جاهزة للارتقاء في كل حين.
وتأبى المرأة الفلسطينية إلا أن تشارك المجاهدين الأبطال في الجهاد والمقاومة وها هي المجاهدة ميرفت مسعود أول استشهادية بعد الاندحار الصهيوني من قطاع غزة، وثالث استشهادية في سرايا القدس وثامن استشهادية في سجل الاستشهاديات الفلسطينيات اللاتي سطرن عمليات فدائية ضد الاحتلال وجاءت العملية ضمن سلسلة من البطولات التي قامت بها نساء بيت حانون رداً على المجازر الصهيونية.
تفاصيل العملية
في تمام الساعة 3:45 عصر يوم الاثنين الموافق 6/11/2006م عقدت الاستشهادية المجاهدة "ميرفت مسعود" العزم على الانتقام لشهداء بلدة بيت حانون، وتسللت إلى عمق البلدة حيث يقوم جنود الاحتلال والوحدات الخاصة من المستعربين بعمليات التنكيل والقتل العمد بأهلنا وأبناء شعبنا، من الأطفال والشيوخ والنساء، وكان هدفها الوصول إلى عدد من قادة العدو الذين يوزعون المهام على جنود الاحتلال، وعند اقترابها من إحدى مجموعات العدو المكونة من خمسة عشر جندياً، قامت بتفجير نفسها بحزام ناسف بزنة 15 كيلو جرام كانت ترتديه.
وقد اعترف العدو الصهيوني بمقتل وإصابة عدد من جنوده، وقد بدا واضحاً حجم الخسائر والأضرار من خلال المروحيات وسيارات الإسعاف الصهيونية التي وصلت لمكان العملية الاستشهادية.
ثالث استشهادية في السرايا
وتعتبر ميرفت مسعود ثامن استشهادية في سجل الاستشهاديات الفلسطينيات تنفذ عملية ضد الاحتلال الصهيوني، وهي الثالثة في سرايا القدس، بعدما سبقتها الاستشهادية هبة دراغمة من جنين التي نفذت عمليتها في مدينة العفولة بتاريخ 19 - 5 - 2003م وأدت لمقتل 3 صهاينة وإصابة العشرات، والاستشهادية هنادي جرادات من جنين التي فجرت جسدها الطاهر في مطعم مكسيم في حيفا بتاريخ 4 - 10 - 2003م وأدت العملية لمقتل 21 صهيونياً وإصابة العشرات.
تمنت الشهادة فنالتها
حبها للشهادة في سبيل الله كان لا محدود وكانت دائماً تتمنى الشهادة في عملية استشهادية لتنتقم من أعداء الله اليهود وتتحدث عن الشهداء كما ذكرت "أم حمزة" رفيقة درب الاستشهادية ميرفت مسعود.
وأضافت خلال حديثها لموقع السرايا أنها كانت تتأثر كثيرا بصور الشهداء وخاصة بالطفلة هدى غالية ولطالما قالت أنها تتمنى أن تنتقم لهذه الطفلة التي قتلت قوات الاحتلال عائلتها على شاطئ بحر شمال غزة.
وأشارت إلى أن ميرفت ذهبت أكثر من مرة لقيادة سرايا القدس للقيام بعملية استشهادية، وكانت من الفتيات الواعيات اللاتي قدمن أرواحهن على درب هنادي جرادات وهبة دراغمة وريم الرياشي وآيات الأخرس وأكدت أنها لطالما حلمت بالشهادة وتمنتها.
السرايا تتبنى العملية
من جهتها أكدت سرايا القدس في بيان لها تبنيها العملية التي نفذتها الاستشهادية ميرفت أمين مسعود «19 عاماً» من مخيم جباليا في مجموعه من جنود الاحتلال.
وقالت سرايا القدس:" أن الاستشهادية كان هدفها الوصول إلى عدد من قادة العدو الذين يوزعون المهام على جنود الاحتلال أثناء اجتياح بيت حانون، وعند اقترابها من إحدى مجموعات العدو المكونة من خمسة عشر جندياً، قامت بتفجير نفسها بحزام ناسف بزنة 15 كيلو جرام، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال".
وأكدت السرايا أن عملية «انتقام الحرائر» تأتي كبداية لسلسة من العمليات النوعية والبطولية التي ستنفذها مجموعات سرايا القدس في كافة المدن والبلدات الصهيونية، وتؤكد السرايا لهذا العدو المجرم أن مزيد من الاستشهاديين والاستشهاديات بانتظار جنوده ودباباته، وسيخرجون له من كل زقاق وشارع ليدافعوا عن أرضهم وأبناء شعبهم.
وأوضحت السرايا أن العملية الاستشهادية البطولية تأتي في إطار حربنا المفتوحة والمتواصلة ضد العدو الصهيوني وانتقاماً لأرواح الشهداء الأبطال في بلدة بيت حانون الصامدة ولكافة شهدائنا من النساء والأطفال الذين ارتقوا خلال العدوان الصهيوني على «بيت حانون» وكافة قرى ومدن الوطن، نقلاً عن الإعلام الحربي.