يرى رئيس تجمع الشخصيات المستقلة بالضفة المحتلة خليل عساف، أن ارتفاع حالات الاعتقال على خلفية سياسية وخلفية الرأي يعود لعدة أسباب، منها: التحضير لانتخابات البلدية، إذ تعتقد السلطة الفلسطينية أنها تراقب الوضع العام ومن الممكن أن تعمل على تخويف الناس والتلويح بعصاة القوة، لتمنع وجود قوائم معارضة للسلطة الفلسطينية.
وأوضح عساف خلال حديث مع "شمس نيوز"، أنه لا توجد أمور تستدعي هذه الاعتقالات بقدر ما هي استعراض لقوة الأجهزة الأمنية، مشيراً إلى أن أكثر الاعتقالات هي في صفوف أبناء الجهاد الإسلامي.
وقال: "إن الجهاد الإسلامي لم تعمل ضد السلطة ولا الشعب، وبندقيتها موجهة للاحتلال، ولكن لا نعلم لماذا تقوم السلطة بهذه الاعتقالات".
وأرجع عساف التمادي في الاعتقالات من قبل أجهزة أمن السلطة إلى سكوت الغالبية من النخب السياسية، التي ساهمت بشكل كبير بالاعتقالات على الخلفية السياسية والرأي.
وأكد عساف، أن نتائج التحقيقات والاتهامات ضد المعتقلين السياسيين ضعيف ولا جدوى منه، ولا تصدر أحكام بحقهم، مشدداً على أن الانقسام الفلسطيني سبب رئيسي في هذه الممارسات التي تستهدف أبناء شعبنا.
وأضاف "يجب العمل على إنهاء الانقسام لتسود حالة من الهدوء النفسي بين الناس، وخاصة في ظل تغول الاحتلال والمستوطنين في الضفة المحتلة، على أرزاق الناس وحريتهم وكرامتهم، إذ نرى حالات كثيرة في العديد من مدن وقرى ومخيمات الضفة".
وأشار عساف إلى ان حملة الاعتقالات التي تطال عناصر الجهاد، بسبب معلومات عن نشاط يتعلق بعملها، لافتاً إلى أن ردة فعل الجهاد تختلف عن بقية الفصائل وهم أكثر حرقة على أي معتقل من عناصرها.
وتابع "الجهاد لا تشارك بأي مكسب أو مغنم ولا انتخابات ولا بلديات، ويتعرضون للتطهير العرقي من قبل الاحتلال ولا يكتفي بإقصائهم، بل بقتلهم وتغييبهم"، مشيراً إلى أن ملاحقتهم يعتبر أمراً مؤلماً بالنسبة لهم، وتعدٍ على المقاومة بمعناها الروحي.
وعبر عساف عن أسفه من إغلاق أبواب جامع النجاح في وجه القيادي المحرر خضر عدنان، قائلاً: "الجامعات التي توجهنا إلى الفكر وترشدنا إلى الصواب تمنع مفجر معركة الأمعاء الخاوية من دخولها فهذا هبوط مريع للقيم الوطنية والأخلاقية والديمقراطية"، مشيراً إلى أن عدنان لا يمثل حالة وطنية داخلية، بل حالة عالمية وأيقونة في الإضراب عن الطعام، إذ يعتبر هذا الفعل مؤلم ويوحي بدلالات خطيرة.
وعن زج اسم الشيخ خضر عدنان في التحقيقات مع المعتقلين السياسيين، أوضح عساف أن هذا الأمر توريط لعدنان وهو يعلم أنه مستهدف من قبل السلطة والاحتلال، مشيراً إلى أن الكثيرين من النخب الوطنية يريدون تغييب صوته.
وأكد أن الاحتلال يريد تغييب صوت الشيخ عدنان، معبراً عن أسفه أن يكون تغييب صوته من قبل أبناء فلسطين واصفاً إياه بالمؤلم.
وطالب رئيس تجمع الشخصيات المستقلة بالضفة الغربية بإنهاء الانقسام، للخروج من دائرة الخطر التي يمر بها الشعب الفلسطيني، داعياً إلى إجراء انتخابات نزيهة وتجديد الشرعيات لتتعامل شعوب العالم والوطن العربي مع القضية الفلسطينية بكل قوة.