قائمة الموقع

كيف يكون الرأي والرأي الآخر أداة لتزييف الوعي وطريقة لتسويق الاحتلال؟!

2021-11-08T21:06:00+02:00
عرفات أبو زايد.jpg
بقلم/ عرفات عبدالله أبو زايد

أوردت قناة الجزيرة خبراً عاجلاً عبر شاشاتها اليوم فحواه التالي/

مصادر للجزيرة: إسرائيل تعيد فتح التحقيق في قمع وتعذيب أسرى فلسطينيين في سجن النقب عام 2019

مصادر للجزيرة: إسرائيل شرعت في أخذ شهادات عدد من الأسرى الذين تعرضوا للتعذيب في سجن النقب.

في الواقع نحن امام إعلام يسعى لتبييض جبهة الاحتلال من خلال الايحاء بأننا امام دولة ديمقراطية تؤمن وتراعى قوانين وحقوق الأسرى الفلسطينيين في سجونها.

هذه القناة التي افتقدت إلى أبسط معاني النزاهة خاصة منذ ربيع ٢٠١١ وساهمت بشكل مباشر في زرع الفتنة و لازالت تمارس هوايتها اللاأخلاقية والغير وطنية عبر ترويج مبررات للاحتلال وبالتالي زرع السموم في عقول ووعي الأمة وكأنهم أمام دولة طبيعية تتراجع عندما تخطئ بحق الفلسطينيين وتقوم بإجراءات قانونية في تعاطيها مع حالات التجاوز والتعذيب بحق الأسرى, فمن يقرأ مثل هكذا أخبار ولا يمتلك الاطلاع الكامل على تفاصيل الا٩تلال تجاه فلسطين وبشاعة هذا الاحتلال وهمجيته وعدوانه على شعبنا وأسرانا يعتقد بأنه أمام كيان ومنظومة أخلاقية ترفض ممارسة الظلم بحق الأسرى الفلسطينيين, وبالتالي إسرائيل تفتح التحقيق بما حدث للأسرى الفلسطينيين في سجن النقب 2019 عقب مشاهد بثتها قناة الجزيرة في برنامجها المبتذل "ما خُفي أعظم" المملوء بالتهويل والأكاذيب التي لسنا بصدد نقاشها بالوقت الحالي, ولكن الجزيرة من خلال ما أوردته من أخبار تريد أن توحي لمتابعيها بأنها استطاعت عبر برنامجها ما خُفي أعظم أن تحقق اختراق لدى الاحتلال بدليل أنه فتح تحقيقاً بالمشاهد التي وردت عبر البرنامج سالِف الذِكر.

ثم عن أي شهادات تتحدث قناة الجزيرة التي يريد الاحتلال الاستماع لها من الأسرى الذين تعرضوا للتعذيب, ما هذه السذاجة و درجة الإسفاف و"الاستهبال" التي تُمارس تجاه المتلقي للأخبار, هذا العدو الذي يمارس كل صنوف العذاب ضد أسرانا عبر حرمانهم من العلاج والقيام بمئات التجارب الطبية وذلك من خلال تجارب بالأدوية واعتبارهم حقول تجارب لمختبراته, ورفضه تقديم العلاج للأسرى المرضى بالسرطان والأمراض المستعصية بحيث يُقدم بعد عناء كثير أقراص "الأكامول" كعلاج لكافة أنواع الأمراض التي يعاني منها الأسرى والتي تُعد عمليات إعدام بكل دم بارد بحق اسرانا, بالإضافة إلى تجديد الاعتقال الإداري بحق الاسرى دون أن يوجه إليهم أي "تهمة", مما يؤدي إلى دخول العديد من الأسرى في إضراب مفتوح عن الطعام تصل لأكثر من مائة يوم للضغط على الاحتلال الذي لم يأبه بهم وهم على هذه الحالة, وعندما يقتنع الاحتلال بأن الأسير ذاهب للموت ولن يتنازل وتبدأ قواه تنهار وأجهزته الجسدية في التآكل يرضخ الاحتلال مُرغماً لهم ولا يراعي بذلك أي من حقوق الأسرى وفق اتفاقية جنيف الرابعة حيث أن اسرائيل ترتكب انتهاكات صارخة ضد الاسرى ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.

ثم الأهم أليس لدى الاحتلال كاميرات مراقبة داخل كافة السجون ويرى قادة مصلحة السجون "الشاباص" وقيادة أجهزة الأمن الصهيونية ما يجري داخل السجون من عمليات التنكيل والتعذيب للأسرى التي تتم بالأساس بقرارات وتعليمات من قادة الشاباك والشاباص بهدف تركيع الأسرى وإذلالهم وتحطيم معنوياتهم.

بالعودة إلى قناة الجزيرة فإننا لم ننسى بأن هذه القناة هي التي عرفت جماهير امتنا على اسماء وأشكال متحدثي جيش الاحتلال عندما بدأت في استضافتهم مبكراً عبر شاشتها قبل أن تفكر أي وسيلة اعلامية عربية بمجرد التواصل مع أي مسؤول إسرائيلي, وبدأت قناة الجزيرة باستخدام سياسة تدجين الوعي وتزييف الحقائق من خلال وضع الرواية الإسرائيلية الكاذبة أمام المُشاهد والمُتلقي العربي مقابل الرواية الفلسطينية بذريعة الشعار الكاذب الرأي والرأي الآخر, ألم ترى قناة الجزيرة حجم القوة والضغط للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والغرب وقدرته على تكريس روايته الكاذبة في وسائل الاعلام الغربية, فهل يُعقل أن تكون الجزيرة جسراً أيضاً للرواية الصهيونية الكاذبة لدى جماهير أمتنا, وخاصة في موضوع حساس ودقيق كقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

اخبار ذات صلة