في مثل هذا اليوم قبل 17 عامًا، غاب الشهيد ياسر عرفات بجسده عن فلسطين، لكن إرثه النضالي لايزال راسخا لدى أبناء شعبه، الذين زادوا تمسكًا بخيار مقاومة المحتل بعد أن اغتالت "إسرائيل" الرجل الذي مد يده للسلام، فكان اغتيال أبو عمار الضربة القاضية لـ"حل الدولتين".
تسلّم محمود عباس رئاسة السلطة ومنظمة التحرير خلفًا للزعيم الراحل عرفات، لكنه لم يتعلم الدرس ولم يفهم ان الاحتلال لم يعد يقبل بـ"حل الدولتين، ولا يعترف بوجود الفلسطيني، فتودد عباس للعالم ولـ"إسرائيل" محاولًا انعاش مشروعه الميت (مشروع أوسلو)، فتجاوز كل المعقول ولم يفهم الدرس بعد.
يرى مسؤولون ومحللون سياسيون، أن محمود عباس خليفة الراحل عرفات، أضرّ بدرجة كبيرة بحركة فتح والوحدة الفلسطينية والقضية الوطنية، كما أنه وسلطته يحاول القضاء على المشروع الوطني، وذلك بتقديم كل ما يريده الاحتلال.
جاء من يُفرق
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في فلسطين د. مريم أبو دقة، تقول: "إن الراحل الرمز ياسر عرفات كان جامعًا للكل الفلسطيني، لا يفرق بين أحدًا، وهو أمر لم نعرفه بعد وفاته".
وأضافت أبو دقة لـ "شمس نيوز"، أن منظمة التحرير في حالة تفرد بالقرارات التي تخص فلسطين وقضيتها وشعبها، من قبل بعض الأشخاص، وبالتالي لن ينتصر أي فصيل فلسطيني طالما يوجد تهميش للآخر".
وأشارت أن الفلسطينيين بحاجة إلى منهج ياسر عرفات لتوحيد الكل الوطني في إطار منظمة التحرير، على أساس تمثيل الكل، وهذا يحتاج إلى ترتيب البيت الفلسطيني من جديد وإجراءات انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني.
وتابعت: "علينا بالاتحاد والسير على نهج الشهيد عرفات لتحقيق النصر، كون التفرد بالقرارات واستمرار الانقسام الفلسطيني، سينهي الأمل بإقامة دولة فلسطينية".
تجاوز المعقول
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، يشير إلى أن عباس تجاوز كل المعقول، وقدم للاحتلال أكثر مما يريد، فقد كان سببا بتقسيم الشعب الفلسطيني، وحركة فتح، وأعطى للاحتلال ٧٨% من أرض فلسطين، وحارب المقاومة، واعتقل المقاومين، وقتل منهم لكي ترضى عنه الحكومات الإسرائيلية.
وأضاف الصواف لـ "شمس نيوز": "أن عباس وسلطته افتعلت أمورًا كثيرة لا تمت للوطنية بصلة، ورفضها الشعب الفلسطيني، وثار ضدها، إلا أن الفلسطينيين لا يستطيعون التخلص منه على الأقل في هذا الوقت، كون الاحتلال يشكل درع أمان له".
وحول رحيل عرفات قال: "خسارة قائد مثل أبو عمار وغيره من القيادات الفلسطينية، له تأثير على القضية، ولكن هذا التأثير قد يكون مرحلي، ويواصل الشعب الفلسطيني مشواره في النضال والكفاح، ولا يتأثر كثير بقتل أو اغتيال قادته كون أن الشعب يعرف طريقه ويواصل السير فيها".
احتلال الأماكن
وحول سبب موت ياسر عرفات، قال: "نعم عرفات مات مسموما وهذا الأمر يعرفه كل الناس والكل يعلم أن الاحتلال متسبب بوفاته، ولكن بأيدي فلسطينية، هذه الأيدي حتى الآن ليست معروفة للشعب الفلسطيني".
وأضاف: "الأيدي التي شاركت في قتله، كان هدفها أن تحتل أماكن كانت محرومة منها في هرم السلطة، أو أماكن كانوا يطمعون فيها".