غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

إسرائيل بمن ينوب عنها.. والمغفلون كثر

خالد صادق.jpg
بقلم/ خالد صادق

لا يكاد ينقطع صوت طائرات الاستطلاع «الزنانات» التي تحوم في سماء قطاع غزة على مدار الساعة وبكثافة كبيرة, ويتزامن ذلك مع تجارب صاروخية لفصائل المقاومة الفلسطينية يبدو أنها أقلقت الاحتلال ودفعته للحديث عن ضرورة تقييد قدرات المقاومة الفلسطينية في تطوير سلاحها, خاصة تلك «المسيرات» التي باتت تشكل خطرا كبيرا على الاحتلال الصهيوني حسب تقديرات خبراء امنيين وعسكريين صهاينة, صحيفة يديعوت احرونوت العبرية أكدت بالأمس ان جيش الاحتلال أوصى خلال التقييم السنوي «للجيش عدم السماح بتعاظم قوة حمـاس والجهـاد الإسلامي في قطاع غزة، وهذا يعني أن أي معلومات استخباراتية موثوقة تشير إلى مكان أو أشخاص يشاركون في تعاظم القوة العسكرية في غزة، مثل إنتاج القذائف والصواريخ أو حفر الأنفاق أو إنتاج الطائرات المسيّرة، ستُترجم إلى عمل عسكري لإحباطه, وبينت يديعوت ان النية في القرار هي العمل ضد تعاظم القوة العسكرية في غزة حتى لو لم يكن ذلك ردا على استفزازات سابقة من قبل حماس أو الجهاد, ومن الأمثلة على ذلك تفعيل القبة الحديدية ضد طائرة مسيرة من غزة قبل نحو أسبوع, وأوضحت ان هذا تغيير مهم في سياسة العمل في جبهة غزة قد يشعل فتيل التوتر ولكن له ما يبرره من الناحية الأمنية خاصة -توقعات- ظروف افتتاح المواجهة الكبرى القادمة, فالاحتلال يدرك ان المعركة قادمة لا محالة, وأنه ليس هو المتحكم في بداياتها او نهايتها, لان المقاومة باتت اليوم تملك زمام المبادرة, وأن تأجيل المعركة مرتبط بممارسات الاحتلال.

الاحتلال يرى بعينه الأخرى ان هناك محور ممانعة يقف في وجهه ويسعى لعزل «إسرائيل» وطردها من المنطقة, لذلك تدور عيناه بين ثلاث جبهات اخطرها الجبهة الشمالية حيث حزب الله والمقاومة اللبنانية, وما محاولات العبث في الساحة الداخلية اللبنانية الا وسيلة لخلط الأوراق, وعدم الاستقرار الداخلي, واثارة النعرات الطائفية, لتشتيت المقاومة اللبنانية وحرف انظارها عن «إسرائيل» بغرض تأجيل المعركة العسكرية في هذه المرحلة حتى تتمكن «إسرائيل» من إقامة تحالف عربي إسرائيلي قوي لمواجهة مشروع المقاومة المتنامي, والجبهة الثانية التي ينظر اليها الاحتلال الصهيوني بقلق بالغ هي الجبهة السورية, ومحاولات منع أي نفوذ إيراني على الساحة السورية ومنع تمركز قوات إيرانية كما تزعم «إسرائيل» في مناطق القريبة من الجولان المحتل, لان «إسرائيل» تخشى تهديدات ايران التي ترفع شعار «إبادة إسرائيل» كما يروج الاحتلال, خاصة مع تصريحات قيادات إيرانية حيث هدد قائد القوى الجوية والصاروخية بالحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، بـ»تدمير إسرائيل في حال شنت أي هجوم على إيران». وذلك ردا على الجنرال في الجيش الصهيوني المكلف بالملف الإيراني، طال كالمان، الذي صرح في مقابلة مع «صحيفة الأيام» البحرينية، إن «اتفاقات إبراهام فتحت الطريق لتحالف معتدل بين «إسرائيل» والبحرين والإمارات والأردن ومصر ودول أخرى قد تنضم في المستقبل ضد ما أسماه بالمحور المتطرف في المنطقة بقيادة إيران التي لها وكلاء في لبنان وسوريا واليمن والعراق».

كالمان اعرب عن أمله في العمل على المدى القصير بشكل أوثق مع الخليج لمواجهة إيران، كما أعرب عن «أمل بلاده على المدى الطويل في توسيع هذا التحالف ليشمل دولا أخرى في الخليج، بما في ذلك سلطنة عمان وقطر والمملكة العربية السعودية، لإنشاء سلسلة من الدول ذات الأهداف نفسها، والتي تسعى إلى السلام والاستقرار والازدهار من أجل الشرق الأوسط», فهذا بات اليوم هدفاً استراتيجياً للاحتلال الغرض منه تمكين إسرائيل لتعزيز نفوذها في المنطقة وفرض سطوتها وتحقيق مأربها العدوانية, اما الجبهة الثالثة التي باتت تخشاها إسرائيل فهي الجبهة الجنوبية حيث المقاومة الفلسطينية التي رفعت من قدراتها الصاروخية الى حد كبير, فقد فاجأت «إسرائيل» في ملحمة «سيف القدس» وقد طورت من سلاحها وبدأت تستخدم سلاح المسيرات ضد الجيش الصهيوني, وهو الامر الذي خلق حالة من الرعب والفزع لدى الجيش, وقدرت أوساط عسكرية صهيونية ان أشخاصاً يشاركون في تعاظم القوة العسكرية في غزة، مثل إنتاج القذائف والصواريخ أو حفر الأنفاق أو إنتاج الطائرات المسيّرة، وانه يجب التصدي لهذه المحاولات التي قد تكبد الجيش الصهيوني خسائر كبيرة في حال وقعت أي مواجهة عسكرية مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, وقد تعددت تدريبات الجيش الصهيوني على حرب الجبهات المتعددة خوفا من تزامن اندلاع المواجهات العسكرية في اكثر من جبهة, ما يسمى بقائد المنطقة الجنوبية في قيادة الجبهة الداخلية قال: «التحدي الحقيقي هو في الجبهة الشمالية، لكننا نتوقع أن «التنظيمات الإرهابية» في الجنوب سترغب هي أيضا بتحدي «إسرائيل» حين يحدث تصعيد في الشمال».

التوتر يوجد حيث توجد «إسرائيل» وهي كيان دموي إرهابي مجرم سفاك، لا يؤمن بالسلام والتعايش والامن والاستقرار، «إسرائيل» بمعتقداتها التوراتية تريد ان تسود وتحكم العالم وتسخر الجميع لخدمتها، وهي لا تعتمد في تمرير مخططاتها على نفسها، انما تعتمد على عوامل خارجية مثل أمريكا وحلفائها والمجتمع الدولي، فهي في ذاتها لا تملك عناصر القوة، انما دائما ما تحاول ان تدفع بمن ينوب عنها لتحقيق مأربها.. والمغفلون كثر.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".