قائمة الموقع

"طوابير الإعلاميين وقوافل المستثقفين"

2021-11-20T12:15:00+02:00
مايك.jpeg
بقلم/ عصام الشافعي

 لك الله أيها المواطن العربي .. لك الله .. وحُق لك أن تجأر إلى الله قائلاً : يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف .. واصرف عنا دُعاة الإنحراف !! فلم يكد هذا المواطن المسكين يتنفس الصعداء بإنحسار زمرة من الإعلاميين والمثقفين المأزومين .. والمُسممين لكل ثمين بفضل الله عز وجل الذي كتب على الزبد أن يذهب جُفاءأً بعد أن نفثوا تلك السموم في جسد الأمة وبذلوا كل جهد مستطاع للتغريب والتخريب ، ثم مَنَّ الله سبحانه على الامة بألمخلصين الذين أجبروا تلك الزمرة المسيطرة على التراجع والنكوص والذبول ثم الأفول .. وها نحن مرة أخرى تطل علينا وسائل إعلام مختلفة مكتظة بقوافل من الإعلاميين وطوابير من المستثقفين  الجدد أو مُدعين الثقافة الذين لا يملكون من الثقافة إلا قشورها والذين خاضوا بأقلامهم وأفواههم أدغالاً وعرة .. وسلكوا فجاجاً قعرة .. ما أعدوا لها عدةً .. ولا مكثوا بها مُدة .. فأنتجت هذه المغامرات غير المحسوبة العواقب : أقلاما مشؤومة و أقلاما محمومة وأخرى مدعومة وكذلك محسومة .

أما المشؤومة .. فهي لم تنبرِ إلا للتدليس والتلبيس فتراها تقلب الحقيقة.. لترضي الحاكم بأي طريقة .. فلا عجب فهي معتادة على تمشيط اللحى ولو كانت حليقة .. مركبها الشطح في الخيال .. والغوص في الضلال والتزييف والإحتيال .. !!

وأما قوافل الأقلام  المحمومة .. أعاذنا الله وإياكم من شرها .. فالمواطن لا يعرف دورها ..ولا يأمن مكرها .. ولأنها مأجورة .. فهي كالكلاب المسعورة ..دائمة النباح .. كثيرة النواح .. ترى القذى في عين غيرها ولا ترى الجذع في عينها .. لا تعترف بالداء .. وترفض الدواء .. ولا يُرجى لها شفاء .. دائمة الصخب .. وما من عجب لأننا في زمن العجب .. !!

وأما الزمرة المدعومة .. فلا تحتاج لتدليل .... فذيلها طويل .. ميسورة الوسائل .. تراها في المرئيات والصفحات الأولى لتكتب بالخط المائل .. لا يجوز لأحد أن ينقص من قدرها .. ولا أن يطعن في دورها .. وعلينا أن نقبل بكل ماتجود به سواءا كان الغث أو السمين .. وانصافاً لها فهي لا تشكل خطرا لأنها غير مهتمة بالشارع أو الجمهور .. ولماذا تقسو على نفسها وهي صاحبة الحظ الموفور؟؟ .. همها الوحيد رضى الداعمين المانحين .. زوالها قد حان وبالله المستعان ...!!

وأما طوابير الزمرة المحسومة .. فهم – تجاوزاً- إعلاميين .. لأنهم لا يجيدون إلا الترقيع  لكل بالٍ ووضيع .. يرتادون كل الأسواق .. كُتابهم وأعلامهم أبواق يتزاحمون بشراسة .. يدَّعون الفراسة.. وهم معدومي الكياسة .. ما أشبههم بالكتبة على أبواب المحاكم الشرعية .. أو من يمتهنون العمل بتعبئة طلبات الهوية .. كلماتهم جاهزة .. عوراتهم بارزة ينتظرون لا يشغلهم إلا الجائزة .. دائمي التنقل حسب المصلحة يحتفظون بكل الألوان .. فمن زيد إلى زيدان ..ومن فلان إلى علان .. شعارهم الحركة ثم الحركة .. والحركة فيها البركة ...!!

ونظراً لقانون الأفعال وردود الأفعال فستحدث على هؤلاء ثورة .. وسيحتدم السجال ..حال يقهر حال ومقال يصد مقال .. وقصيدة تقمعها قصيدة .. وسيعلو من يعلو وسيرسو من يرسو وسيصمد من يصمد.. وسيرقد من يرقد ...!!

وأخيراً .. لا بد أن يقال أن كثير من هؤلاء الإعلاميين والمستثقفن يتصفون بالإسفاف والضحالة والسطحية والفقر والهزال .. وبعون الله  سيتغير هذا الحال ...!!

اخبار ذات صلة