قائمة الموقع

خبر الحرم الإبراهيمي.. شاهد حي على جرائم المستوطنين

2015-02-17T09:32:57+02:00

شمس نيوز/عمر اللوح-عبدالله عبيد

تحتل المساجد ودور العبادة في فلسطين موقعا متقدما على قائمة الاستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ وجوده على أرض فلسطين، وخاصة في ظل الهجمة الشرسة على المسجد الأقصى المبارك من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة، وسعي الاحتلال لإسقاط تجربة احتلال الأقصى على الحرم الإبراهيمي بالخليل المحتلة.

ويؤكد أهالي الخليل بأن الحرم يتعرض لأبشع الجرائم وسط صمت مريب من الجهات العربية التي تحمل الهوية الإسلامية.

وفي الخامس والعشرين من الشهر الجاري، تصادف ذكرى حرق المسجد الإبراهيمي عام 1994، التي اقترفها المجرم الصهيوني باروخ جولدشتاين بإطلاقه النار على المصلين في صلاة الفجر والذي اعتبر فيما بعد بطلا صهيونيا وأقيم له نصب تذكاري ويتم زيارته من قبل حاخامات المستوطنين .

وقتل في المجزرة التي شارك فيها جنود إسرائيليون بالتواطؤ 29 مصلياً وجرح 150 آخرون قبل أن ينقض المصلون على المجرم غولدشتاين ويردوه قتيلا.

الحياة لا تطاق

ويقول معاذ الشرباتي من سكان الخليل:" كان لوالدي منزل ومحلات تجارية في البلدة القديمة القريبة من الحرم الإبراهيمي ولكن بعد المجزرة المروعة التي وقعت أغلقنا المحل وتركنا المنزل، لأن الحياة لا تطاق من رعب المستوطنين الذين لا يكفون عن الاعتداء على كل من يجاور الحرم بهدف تهجيرهم من محيط الحرم.

وتابع بالقول: عندما تنظر للحرم الإبراهيمي، تراه وكأنه يشير إلى المعاناة التي يتعرض لها، من انتهاكات يومية، ولا مجيب لنداءات الاستغاثة" مشيرا إلى أن ما يقارب من ثلاثة آلاف محل تجاري أغلقت أبوابها من المحيطين بالحرم نتيجة تضييق المستوطنين على تلك المحلات واقتحامها ليلا ونهارا دون وجود رادع لهم.

عرضوا علي بيع بيتي

في حين ذلك، لفت المواطن "محمد مسودة" إلى أن الاحتلال حاول عشرات المرات شراء منزله المحيط بالحرم ولكنه رفض العرض. وقال لـ"شمس نيوز": رغم العذابات التي تعرضت لها على يد المستوطنين، لا يمكنني أن أبيع وطني لأجل بعض الدولارات الفانية في الدنيا".

وأكد مسودة أن فساد وعربدة المستوطنين في الحرم الإبراهيمي ما زاد إلا عندما رأوا صمت سلطة رام الله ومن قبلها العالم العربي والمجتمع الدولي.

واستطرد في حديثه: لا يمكن إخفاء حقيقة أن المستوطنين تمكنوا من شراء بعض المنازل في محيط الحرم من خلال خداع السكان، بواسطة بعض العملاء الذين يشترون البنايات ثم يبيعونها لليهود" داعيا السلطة الفلسطينية إلى الاهتمام بسكان الحرم الإبراهيمي من خلال إبراز قضيتهم أمام العالم.

رعب يومي

أما المواطن جهاد الجعبري، فأوضح أن المستوطنين لا يكفون عن المضايقات العنصرية بحق سكان الحرم وخاصة المصلين، مضيفا: عندما نذهب إلى الصلاة يبدأ التحرش بالناس من قبل المستوطنين على مقربة من باب الحرم".

وقال الجعبري لـ"شمس نيوز": تزداد الشعائر الدينية اليهودية عند رفع الأذان وحتى الانتهاء من الصلاة بهدف التشويش على المصلين".

وأشار إلى أن كل هذه الأفعال تهدف لإشعار الناس بأنهم يعيشون في وضع مذل يحتم عليهم مغادرة محيط الحرم، مستدركا:  لكننا الحمد لله نزداد قوة وصلابة في التشبث بأرضنا، لأننا نيقن أن الحق باقٍ والباطل ومن والاه إلى زوال".

يحاولون منع الصلاة

وفي السياق، بيّن الشيخ حفظي أبو سنينه، أحد أئمة الحرم الإبراهيمي أن الاحتلال يحاول جاهدا في كل صلاة منع رفع الأذان وعدم السماح للمصلين بالدخول للمسجد للصلاة، موضحا أن أياما وأسابيع كاملة تمر على الحرم الإبراهيمي دون رفع الأذان.

وقال أبو سنينه لـ"شمس نيوز":  ما كان لهذا التغطرس ليحدث لولا موت أمتنا العربية وغيابها اللامبرر".

وتابع: لا يتوانى المستوطنون المحيطون بالحرم عن الدخول بأحذيتهم للمسجد وتكسير وتخريب محتوياته وحرق المصاحف، وعندما يهب أهل المنطقة للدفاع عن المسجد، يتدخل جيش الاحتلال وينصب الحواجز ويعتقل العشرات" مشيرا إلى أنه في فترة الأعياد اليهودية يتم حظر التجوال ولا يسمح لأحد بالخروج من المنزل.

وأشار أبو سنينه إلى أن الاحتلال يهدف من كل ذلك إلى تهجير السكان الفلسطينيين من البلدة القديمة واستبدالهم بالمستوطنين تمهيدا للاستيلاء على الحرم الإبراهيمي وتحويله إلى كنيس ليقيموا فيه شعائرهم "ولكن بفضل صمود أهله لن يحدث هذا الأمر مطلقا بإذن الله سبحانه وتعالى رغم التخاذل عن نصرته من القريب والبعيد" بحسب تعبيره.

نتنياهو يستعد لاقتحام الحرم

وفي سياق ذي صلة، يستعد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لاقتحام الحرم الإبراهيمي، في إطار الترويج لنفسه ضمن حملته الانتخابية للظفر بولاية جديدة.

وتعقيبا على هذه الأنباء، أكدت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة التغير والإصلاح، سميرة الحلايقة أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نيته اقتحام الحرم الإبراهيمي في الخليل، تكريس واضح للاستيطان في البلدة القديمة، ودلالة على دعمه للمستوطنين بالخليل.

وقالت الحلايقة لـ"شمس نيوز": نتنياهو يستغل حالة البرود في الشارع العربي والإسلامي والفلسطيني، حتى على مستوى الشارع الخليلي، لعدم وجود ردة فعل من قبل السلطة الفلسطينية لدعم مدينة الخليل أو لمنع مثل هذه الزيارات".

وأضافت: مدينة الخليل حالياً تتحول تدريجياً، خاصة البلدة القديمة، إلى مستوطنة كبيرة"، مشيرة إلى أن نتنياهو ليس أول مسؤول إسرائيلي يدخل البلدة القديمة، ويستخدم المقدسات الدينية كدعاية للانتخابات.

واعتبرت الحلايقة أن زيارة نتنياهو للحرم الإبراهيمي رسالة طمأنة للمستوطنين في الخليل، مشددة على أن المدينة مدونة على قائمة الأهداف للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

وتابعت النائب في التشريعي: أولاً وأخيراً يستخدمونها كمادة دعائية لانتخاباتهم الداخلية، وبغض النظر عن وجود انتخابات من عدم وجودها، دائماً مدينة الخليل على قائمة الأهداف الصهيوينة وعلى قائمة أهداف المستوطنين والحكومات الإسرائيلية، كونها مدينة تاريخية عريقة وهي من أكبر محافظات الوطن".

وكانت مصادر مقربة من نتنياهو، قالت إن رئيس وزراء إسرائيل يسعى لكسب أصوات المستوطنين في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، حيث سيقتحم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل خلال أيام، ضمن جولة سيقوم بها في المدينة تشمل التجمع الاستيطاني "جوش عتصيون" جنوب بيت لحم.

 

اخبار ذات صلة