حذرت الإدارة الأميركية، اليوم الاثنين، "إسرائيل" من عدم جدوى قصفها للمنشآت النووية الإيرانية في المدى البعيد، وأنه بالرغم من أن هذه الهجمات "مُرضية من الناحية التكتيكية"، إلا أنها تلحق ضرراً بالهدف الأكبر، وهو وقف البرنامج النووي الإيراني.
ووفقاً لما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مسؤولين أميركيين قولهم خلال محادثات مع نظرائهم "الإسرائيليين"، فإن أمريكا و"إسرائيل" مختلفتان حيال نجاعة النشاط الدبلوماسي تجاه إيران، مقابل ممارسة القوة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين "إسرائيليين" قولهم لنظرائهم الأميركيين إن "إسرائيل" لا تعتزم التوقف عن عملياتها في هذا المجال.
وجاءت أقوال المسؤولين بالرغم من التحذيرات من أن الهجمات تسرّع إعادة بناء وتحسين المنشآت النووية في إيران، وفقاً للصحيفة.
وقالت الصحيفة: إن "إسرائيل" نفذت سلسلة هجمات ضد البرنامج النووي الإيراني، خلال العشرين شهراً الأخيرة، وبينها اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، وتفجيرات في أربعة مصانع ومنشآت، تُصنّع فيها صواريخ وأجهزة طرد مركزي.
وأشارت الصحيفة إلى تعاون أميركي – "إسرائيلي"، قبل عشر سنوات، حول عملية أطلقت عليها تسمية "الألعاب الأولمبية"، التي كان هدفها شن هجمات سيبرانية لإلحاق أضرار في صنع أجهزة طرد مركزي في منشأة نطنز.
إلا أن جهات رسمية أميركية و"إسرائيلية" أشارت، في السنوات الماضية، إلى أن القدرات الإيرانية من أجل صد هجمات كهذه تحسنت وأن بحوزة إيران حالياً قدرات في المجال السيبراني، وتم استخدامها ضد أهداف أميركية أكثر من مرة.
وأضافت الصحيفة: أن مصادر في أجهزة الاستخبارات الأميركية، وكذلك مراقبين دوليين، أشاروا إلى أن الإيرانيين نجحوا في ترميم المنشآت النووية بشكل سريع بعد هجمات استهدفتها في الفترة الأخيرة. وشملت الترميمات وضع أجهزة جديدة، بالإمكان بواسطتها تخصيب اليورانيوم بنسبة ووتيرة أعلى.
ولفتت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018، وإلى أنه بعد ذلك بسنة بدأت إيران تتراجع عن التزاماتها في الاتفاق الموقع في العام 2015، وبدأت تخصب اليورانيوم بحجم ومستوى يتجاوزان شروط الاتفاق.