في ظهور نادر من نوعه، طلَّ مسؤول الدائرة العسكرية في حركة الجهاد الإسلامي أكرم العجوري، خلال وثائقي بثته قناة "الميادين" بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القيادي في سرايا القدس بهاء أبو العطا.
الوثائقي حمل اسم "بتوقيت التاسعة" في إشارة إلى رد سرايا القدس على الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة المحتلة، بإشراف ميداني من الشهيد أبو العطا.
العجوري وخلال حديثه عكس مدى التزام الجهاد الإسلامي وكوادرها وجمهورها بضرورة مقارعة العدو، وما يخدم مشروع تحرير فلسطين.
وبين أن الردود التي قامت بها سرايا القدس على إيغال الاحتلال في دماء أبناء شعبنا، كانت تحتكم خلالها للشعب كونه الأكثر والأقدر على تحسس المعاناة والألم، والأقدر على تمييز من الأكثر قُرباً له ولمعاناته.
ولفت العجوري إلى أنه لم يكن أمرًا مستغربًا أن تخرج الجماهير للشوارع مطالبةً قادة "الجهاد" و"السرايا" بالرد على اعتداءات العدو.
الشعب الفلسطيني كله مقاوم
وفي تعقيب على ما أدلى به العجوري وإشارته إلى أن سرايا القدس تستمد قوتها في الرد على جرائم العدو من مطالب الشعب، أوضح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن الشعب الفلسطيني كله مقاوم.
وقال الصواف في حديث مع "شمس نيوز": "الشعب الفلسطيني بأكمله مقاومة، إن لم يكن بنفسه، فهو يقاوم بحبه للمقاومة وحمايتها".
ولفت إلى أن أي عمل مقاوم يجد تأييد شعبي له، كونه يلبي طلبات الشارع بالتحرير ومواجهة الاحتلال، مضيفًا "ما تحدث به العجوري لا يختلف عن هذه المواقف".
وتابع الصواف: "لا أحد يستطيع لوم الشهيد أبو العطا أو سرايا القدس بضرب المحتل"، مشيرًا إلى وجود توافق وطني على ذلك من خلال الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة.
وأكمل حديثه "عندما يسد أحد العاملين في المقاومة ويرد على الخروقات الإسرائيلية تكون المقاومة بأسرها معه ومساندة له، وهو ما كان يقوم به أبو العطا".
وذكر الصواف أن الكل مع المقاومة سواء كانت بتوافق أو بدون، متابعًا "في النهاية الجميع يلتزم بما يتفق عليه الكل الفلسطيني".
الرد مطلب شعبي والجهاد الإسلامي لباه
من ناحيته الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو يرى أن حديث العجوري كان واضحًا وقويًا عبر خلاله عن تمسكه بالقضية الفلسطينية وثوابتها وخيار المقاومة كخيار ثابت للجهاد الإسلامي.
وقال عبدو في حديث مع "شمس نيوز": "عبر العجوري وبشكل جلي عن أن العمل العسكري للجهاد الإسلامي مرتبط ارتباطًا جذريًا بنبض الجماهير وتوجهها".
وأشار إلى أن سرايا القدس والشهيد بهاء أبو العطا كانوا يعبرون في ردودهم على جرائم الاحتلال عن صوت الجماهير، ورغبتها بضرورة الرد وعدم السماح له بالتمادي.
وذكر عبدو أن رد سرايا القدس على الجرائم المرتكبة بحق السلميين في مسيرات العودة على وجه الخصوص كانت مطلبًا أساسيًا، سيما وأن أحد تلك الجرائم استدعى جلسة عقد طارئة لمجلس الأمن لما نتج عنها قرابة الـ70 شهيدًا في يوم واحد.
وأضاف "في نظر الجهاد الإسلامي لا معنى للصمت والردود كانت في إطار حجم الخروقات التي كان يرتكبها العدو، وليس عدم التزام في التهدئة المبرة".
وأوضح عبد أن تصريح القائد العام لسرايا القدس بأن الشهيد أبو العطا يعمل وفق رؤية محدد من قياد الحركة، فيه رد على كل من ادعى غير ذلك، وزعموا أنه كان منفلتًا.
وأردف عبدو "الجهاد الاسلامي أخذ على عاتقه ضرب المستوطنات والمدن المحتلة ردًا على المساس بالمشاركين السلميين سواء في مسيرات العودة أو في الضفة المحتلة".
وعاد عبدو إلى الوراء، تحديدًا يوم اغتيال الشهيد أبو العطا، مذكرًا بأنه في ذات الوقت حاولت صواريخ الاحتلال اغتيال العجوري في دمشق.
ولفت إلى أن الهدف من اغتيال أبو العطا ومحاولة اغتيال العجوري كانت واضحة بأن المستهدف هو الجهاد الإسلامي وخطوط إمداده، لما شكلته هذه الحركة من استنزاف للاحتلال وحكومته.