بدأت مؤسسة فلسطينيات في مدينة غزة يوم أمس تدريبًا في المناظرات لعدد من طلبة الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك ضمن دوري مناظرات فلسطين الذي تنفذه المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة أولف بالمة السويدية.
ويتضمن التدريب الذي يستمر ثلاثة أيام بواقع "18" ساعة تدريبية تعريفًا بمفهوم المناظرات وأهميتها، وأنواع المقولات، وبناء الخطاب واستراتيجيات الدحض والتفنيد وأخلاقيات المناظرات، وكيفية جمع المعلومات والتحقق منها.
ورحبت وفاء عبد الرحمن مديرة مؤسسة فلسطينيات في افتتاح التدريب عبر تطبيق زوم، بالمشاركين والمشاركات، مبدية سعادتها بهذه المجموعة من الشباب المنتمين لجامعات مختلفة توحدهم فكرة المناظرات والتغلب على الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا، لافتة إلى أن فلسطينيات تستمر بالتواصل مع الشبان بعد المناظرات.
وأكدت عبد الرحمن إيمانها بالطاقات الشبابية وقدرتهم على الإبداع والتميّز رغم ظروف الحصار الإسرائيلي الذي يلقي بثقله على قطاع غزة، وأن الشباب سيكون لهم دورًا رئيسًا في كسر الحصار والتغلب على المعيقات، مضيفة إن الهدف إن المناظرات ليس الفوز او الخسارة إنما إيجاد متناظرين ومتناظرات جدد قادرين على بناء خطاب قوي قائم على الحجج والبرهان وتنمية مهارات البحث العلمي لديهم.
بدوره قال عبد الرحمن اسماعيل أحد الطلبة المشاركين في التدريب من جامعة الأزهر، إنه لم يكن يتوقع أن يتوسع المدربين في علم المناظرات وبناء الخطابات، إذ تم دمج التعريفات بالجانب العملي وهو ما جعل التدريب مثمرًا، وحفّزهم بشكل أكبر على البحث والتعلّم لبناء حوارات قائمة على الحجة والبرهان.
وتابع إن ما لمسه من إيمان مؤسسة فلسطينيات بقدرات الشباب بعثت الأمل في نفسه ليكون مناظرًا متميزًا، وتوقع أن تكون المنافسة قوية بين فرق الجامعات، آملًا أن يسهم التدريب في صقل مهاراتهم وتزويدهم بالعديد من المعارف والمهارات المفيدة في حياتهم العلمية والعملية.
وقد استقبلت هبة الكفارنة أحد الطلبة المشاركين من جامعة القدس المفتوحة التدريب بحماس كبير، وتوقعت منافسة قوية بين الجامعات، وهذا يتطلب بذل الكثير من الجهد خلال المناظرات، لافتة إلى أنها بالتدرج الذي تم اتباعه في تقديم المعلومات، بدءًا من مفهوم المناظرات وصولًا إلى بناء الحجج وباقي التفاصيل التي أثارت بدخلهم الرغبة في المزيد من البحث والمعرفة.
وقالت هداية حسنين واحدة من المدربين الأربعة الذين نفذوا التدريب وهم من المناظرين السابقين، إن هناك شيء ممتع في تدريب هؤلاء الشبان، وهناك إيمان بطريقة تفكيرهم وأن المناظرة وسيلة يجب استخدامها كوسيلة للتعبير.
تجربة المناظرات مع فلسطينيات- تقول هداية- لا بد أن تؤثر في طبيعة الطلبة مثلما أثرت فيهم كمناظرين سابقين، وها هم اليوم مدربين، معربة عن أملها أن يكون هذا الدوري يليق بالمدربين مع استبشار بأنه سيكون مميز بوجود شبان لديهم القدرة على التناظر بوسيلة مجدية.
يشار إلى أن مؤسسة فلسطينيات تستأنف هذا العام دوري المناظرات بعد توقّف العام الماضي بسبب جائحة كورونا، حيث انهت دوري المناظرات في الضفة الغربية بفوز فريق جامعة النجاح الوطنية.