شمس نيوز/غزة
قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، والموجود في مصر حالياً في رحلة علاجية، أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط حالياً توني بلير، وجه خمس رسائل لحركة حماس، أثناء زيارته قبل يومين لغزة.
وتناولت الرسائل قضايا عدة، ليس من بينها ما كان يطرحه، أثناء عمله كرئيس وزراء لبريطانيا، واعترافه بخطئه لاحقاً عبر تصريحاته في يناير 2009، والتي أوضح خلالها في حينه اعترافه بمركزية حماس في عملية الصراع والسلام، ولم يتحدث حينها عن شروط الرباعية الثلاثة، الاعتراف بـ(إسرائيل)، ونبذ العنف، والاعتراف بما تم توقيعه فلسطينياً، وإنما تحدث عن ما أسماه حينها شروط مناسبة.
أبو مرزوق أضاف في حديث صحفي، "اليوم يتحدث بلير مرة ثانية باسم المجتمع الدولي، واضعاً سلاح المقاطعة، والحصار، وتجفيف المنابع، جانباً، ليستخدم المأساة التي اقترفها العدو الصهيوني، بتدمير بيوت أهل غزة، وتركهم وأطفالهم في العراء، بل أصبحت بيوتهم مزارات لأمثال توني بلير، فلا إعادة إعمار ولا تحسين لمستوى المعيشة إلا بشروط".
وقال عضو المكتب السياسي لحماس، إن الشروط التي وردت في الرسائل الخمسة هي: المصالحة، والقبول ببرنامج سياسي فلسطيني قاعدته دولة فلسطينية في حدود 67، والتأكيد بأن الحركة هي حركة فلسطينية لتحقيق أهداف فلسطينية وليست جزءاً من حركة إسلامية ذات أبعاد إقليمية، والقبول بأن حل الدولتين نهائي للصراع وليس مؤقتاً، ورسالة طمأنة لمصر بأنها – أي حماس - ليست قاعدة للإرهاب في سيناء، وأنه سيكون هناك تفاوض مع الحكومة المصرية لمنعه.
وتساءل أبو مرزوق، "هل هذه هي شروط قبول المجتمع الدولي، لحركة حماس، الذي يتحدث نيابة عنه توني بلير، وكذلك الشروط للإعمار، وتحسين مستوى معيشة أبناء قطاع غزة؟"، مشيراً إلى أن هذه الشروط ليس معناها أن تتعامل إسرائيل مع "حماس"، ولذا لم يضع بلير ولو شرطاً واحداً على إسرائيل".
وعاد أبو مرزوق لرسائل توني بلير الخمسة ليتحدث عنها واحدة واحدة فقال: "الرسالة الأولى المصالحة الفلسطينية، وقد تم إنجازها، ولا أدري ما هو المطلوب أكثر من حركة حماس (...)، ها هي الاتفاقية التي تم التوقيع عليها، ونحن مع تنفيذ كل بند تم التوقيع عليه وبدون استثناء".
وتابع، "أما الرسالة الثانية، فهو يتحدث عن دولة فلسطينية في حدود 67، ونحن بدورنا نتساءل، هل المشكلة عند الفلسطينيين في هذه القضية تحديداً؟" يجيب ابو مرزوق: " أعتقد أن المشكلة ليست عندنا، ولكن عند الجانب الآخر ويجب أن يوجه توني بلير حديثه (لإسرائيل)، هل تقبل بدولة فلسطينية في حدود 67 والقدس عاصمة لفلسطين؟ هل يقبلون ترك المستوطنات وترك الاستيلاء على أراضي الضفة؟ أم لا زالت اهتماماتهم تتجاوز الضفة الغربية لابتلاعها وفرض سياسة الأمر الواقع عليها".
وعن الرسالة الثالثة التي طالب فيها بلير حماس بأن تكون حركة وطنية فلسطينية، وأن لا تكون ضمن حركة إقليمية أو عالمية: أعاد ابو مرزوق التأكيد "بأن حماس هي حركة فلسطينية، تعمل لتحقيق الأهداف الفلسطينية، وليست جزءاً من حركة إسلامية ذات أبعاد إقليمية، - وبلير هنا يقصد جماعة الإخوان المسلمين العالمية -، فنحن نعلم أن الكثيرين يتخذون من هذه العبارة ذريعة أكثر منها حقيقة للأسباب الآتية:
- أن كل حركة إسلامية قياداتها محلية، وبنت بيئتها ومشهدها السياسي، ولذلك تجد سياسة في اليمن غير المغرب، وسياسة في مصر مغايرة لتونس، وليس هناك من جامع يجمع تلك السياسات المتغايرة والمتناقضة.
- رغم تباين الأنظمة في المنطقة، إلا أن الحركات الإسلامية كلها مشاركة بصورة أو بأخرى بالنظم السياسية لبلادها، فمثلاً هناك نظام ملكي، وهناك نظام جمهوري، وهناك نظام برلماني، وهناك نظام مختلط وهكذا.
- هذا الادعاء بأن هناك حركة إسلامية ذات أبعاد إقليمية، بحاجة لحقيقة تدل على هذا الافتراض مثل خطة وبرنامج وسياسات، فأين هي تلك الخطة والبرنامج والسياسات.
"أما موضوع فلسطينية الحركة فنحن" يقول أبو مرزوق:
- حركة تحرر فلسطينية بحاجة، إلى كل من يساعدنا، من دول وحركات، وليس من مصلحتنا ولا من برنامجنا، معاداة أي طرف مهما كان الاختلاف في الأيدلوجية أو في السياسات، ومساحة عملنا المقاوم فلسطين، ولم نمارس أي عملية خارج فلسطين حتى ولو كانت رداً على اعتداء، كما حدث في حالات الاغتيال لقيادات وكوادر من الحركة عبر العقود الثلاثة الماضية.
- قاعدة برنامج حماس؛ المقاومة ومواجهة الاحتلال، والحركات الأخرى حركات قاعدتها وبرنامجها الأساس، برنامج إصلاحي، ولا يمكن أن نُقارن بين هذين البرنامجين.
- تحالفاتنا وعملنا السياسي مساحته الساحة الفلسطينية، وقواها السياسية، فتم تشكيل تحالف الفصائل العشر، وتحالف القوى الفلسطينية، ودخلنا الانتخابات ملتزمين بالقانون الأساسي الفلسطيني. وتم الاعتراف من قبلنا بـ (م. ت. ف) ونعمل على دخولها والاندماج ببرنامج سياسي متفق عليه".
وبخصوص الرسالة الرابعة التي وجهها بلير إلى حماس، بحسب أبو مرزوق، وهي القبول بأن يكون حل الدولتين نهاية للصراع وليس شيئاً مؤقتاً،
وفي هذا الصدد قال أبو مرزوق، "بالتأكيد يعلم توني بلير بأن أي اتفاقيات ظالمة لا يمكن أن يكتب لها الحياة، وأي اتفاقيات تفرضها موازين القوى الحالية لا يمكن أن تبقى عند تغيير موازين القوة، ويعلم أيضاً أن الآمال والطموحات والهوية والارتباط بالأرض والمعتقد لا يمكن أن تُزيلها أو تُغيرها توقيع زعيم أو موافقة فصيل، وحركة حماس حركة لن ترضى بالظلم، حتى وإن تعايشت معه مرحلة من المراحل، ولن تقبل أن توقع على مصادرة حقوق وآمال شعبنا الفلسطيني".
وتساءل أبو مرزوق: لماذا نطالب (إسرائيل) بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم في وطنهم، وتطبيق قرار الأمم المتحدة بإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم وممتلكاتهم، ثم نطالب حماس فقط وليس فتح والشعبية والديمقراطية والجهاد وباقي الفصائل الفلسطينية، بالتنازل عن حقوق شعبنا، وبشكل نهائي؟!.
وعن الرسالة الخامسة لتوني بلير، والتى وجهها لـحماس وتتعلق بمصر: قال أبو مرزوق "مصر بالنسبة لنا ليست مجرد دولة جارة، وأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، مصلحة فلسطينية مطلقة وقوتها قوة للشعب الفلسطيني، ولا أحد من بين العرب بحاجة لمصر على هذه الصورة، مثل الفلسطينيين، وخاصة سكان قطاع غزة".
وأضاف، "ولا يمكن أن يكون القطاع مكاناً لإيذاء مصر، أو وقوع ضرر لها، ولم نهمل أي اتصال أو لم نتعامل معه بجدية ومسؤولية خاصة حينما يتعلق الأمر بأمن مصر، وقطعاً لن تكون غزة مرتعاً للإرهاب أو موطناً لأية حركات مصرية أو غيرها".
ومضى قائلاً، "أما العلاقة فهي بين طرفين، ويجب أن يقرر هذه العلاقة الطرفان، فكيف الأمر وهناك حملة إعلامية وقانونية على حماس، عبر إدعاءات بإسناد الأعمال الإرهابية ومواجهة الجيش والشرطة لها، وجميعها افتراءات ظلماً وعدواناً، وليس لنا حق الدفاع عن النفس، أو حتى التواصل مع القوى السياسية لإبداء وجهة نظرنا، ورغم ذلك فسياستنا في حماس، هي حفظ أمن مصر واستقرارها، وعدم التدخل في شئوونها الداخلية، والحفاظ على استقرار وحدتها، وهذا أمر مسلم به عند حماس ولا نقاش فيه".
وختم أبو مرزوق حديثه بالقول، "حماس حركة فلسطينية عربية إسلامية مقاومة، تسعى لتحقيق آمال شعبها الفلسطيني بالعودة والحرية والتحرر، وأهم أولوياتها في هذه المرحلة، المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، ووحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، والعمل بتوافق وطني لانسحاب الإحتلال الصهيوني من الضفة الغربية والقدس وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، بكافة الوسائل المتاحة، والسعي لعلاقات متميزة مع كل أشقائنا لا سيما مصر العزيزة".