غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ما تشهده القدس.. وما يشهده الأقصى

اعتداءات الاحتلال داخل المسجد الاقصى.jpg
بقلم/ خالد صادق

ما تشهده القدس هذه الأيام تحديدا يدل على نوايا الاحتلال الصهيوني المبيتة تجاهها، فالقدس تحولت الى ثكنة عسكرية يصعب التجول للمقدسيين داخلها، وهناك دعوات تحريضية من قبل قطعان المستوطنين الصهاينة لزيادة عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى المبارك، وتشديدات غير مسبوقة على دخول الشبان والمصلين لداخل المسجد الأقصى للصلاة فيه, كما يؤدي قطعان المستوطنين طقوسهم الدينية داخل باحات الأقصى الشريف وهم يحاولون استفزاز المقدسيين وحراس وسدنة المسجد الأقصى وتوتير الأوضاع داخله محتمين بالجنود الصهاينة وعناصر الشرطة التي ترافقهم اثناء الاقتحامات, ولم تتوقف إجراءات سلطات الاحتلال الصهيوني عند هذا الحد انما امتدت لتطال سكان حي الشيخ جراح وحي بطن الهوا في سلوان حيث يحتك المستوطنون هناك بالشبان المقدسيين في محاولة لتوتير الأجواء, بينما تحرس السلطة قطعان المستوطنين وتحميهم من المقدسيين الذين يحاولون التصدي لاستفزازات الاحتلال, وبالأمس هدمت جرافات الاحتلال الصهيوني منزلاً في منطقة «واد الحمص» ببلدة صور باهر جنوب شرق القدس, وذلك بعد ان اقتحمت قوة من جيش الاحتلال يرافقها جرافات كبيرة واد الحمص القريبة وهدمت منزلا مكونا من ثلاثة طوابق, وكانت جرافات الاحتلال ، هدمت في شهر تموز من العام 2019، 11 بناية تضم أكثر من 77 شقة سكنية في واد الحمص التابع لبلدة صور باهر في القدس المحتلة، وتقع معظمها في المناطق المصنفة «أ» التابعة للسيادة الفلسطينية بالكامل, فمن الواضح ان الاحتلال يدفع الى افتعال أزمات داخل القدس وتفجير مواجهة جديدة مع المقدسيين وتمرير مخططاته في إطار اجواء التوتر.

العملية التي نفذها الشهيد فادي أبو شخيدم قرب باب السلسلة احد أبواب المسجد الأقصى المبارك» كانت صادمة للاحتلال ولها مدلولات خطيرة ويخشى الاحتلال من توابعها، إذ بدأت سلطات الاحتلال بمعاقبة ذوي الشهيد فادي وذلك عندما اقتحمت منزل ذوي الشهيد، وقامت بتفتيشه وتدمير محتوياته والتنكيل بأفراد عائلته واعتقالهم والتحقيق معهم, كما نصبت حواجز تفتيش داخل المدينة واخضعت المقدسيون من المصلين والمواطنين المتوجهين للأقصى من التنقل بسهولة والدخول للمسجد الأقصى, وحرمت العديد من التجار داخل البلدة القديمة من فتح محالهم التجارية, وهو ما يوحي بطبيعة المضايقات التي سيتعرض لها المقدسيين في اعقاب عملية باب السلسلة البطولية, والتي وصلت في اجرامها الى حد خطير جدا وغير مسبوق وهو إقرار ما تسمى بلجنة التعليم في الكنيست الصهيوني إلزام المدارس التابعة لوزارة المعارف الإسرائيلية، بإدراج الأقصى ضمن جولاتها التعليمية للطلبة اليهود بزعم أنه «جبل الهيكل», وجاء في نص القرار «يجب تضمين جبل الهيكل في المواقع الإلزامية لجولات وزارة التربية والتعليم», وقد اعتبر الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة, أن قرار إلزام المدارس اليهودية بإدراج الأقصى ضمن جولاتها التعليمية للطلبة، الأخطر في قضية الأقصى ويمكن قراءته من خلال ثلاثة مسارات, أن المسار الأول يتمثل بأن تبقى قضية الاقتحامات حية لدى الجمهور الإسرائيلي, الثاني يتمثل بإحداث تغيير تاريخي في مكانة الأقصى، والمسار الثالث هو إيصال رسالة للعالم العربي والإسلامي «بأن الأقصى لليهود ونحن متواجدون فيه نفعل ما نشاء، وعليكم آلا تطالبوا به أبداً.

سماح المحاكم الصهيونية لليهود بأداء الصلوات الصامتة في المسجد الأقصى شكّل قفزة في إجراءات الاحتلال لتقسيم المسجد زمانيا ومكانيا، حيث تم رصد ميزانيات ضخمة لانضمام الطلبة اليهود إلى هذه الرحلات والجولات», وهو ما يعني ان الجماعات الصهيونية المتطرفة تسعى لإشعال حرب دينية كما يقول ويرى المختص في شؤون القدس المحتلة جمال عمرو، وقد اكد ان قرار إلزام المدارس اليهودية باقتحام المسجد الأقصى، جزء لا يتجزأ من مخطط الحكومة الإسرائيلية منذ سنوات عديدة، وخاصة فيما يتعلق بتهويد القدس وبسط سيادة الاحتلال على المدينة، ومحاولاته لتغيير الواقع بالأقصى, لذا فإن الفلسطينيين يقع على عاتقهم مهمة الدفاع عن اقصاهم بكل الوسائل الممكنة, حتى وان تخلى العرب والمسلمون عن واجبهم, فإن هذا ليس مدعاة للفلسطينيين كي يتخلوا عن القدس والاقصى, فعملية باب السلسلة البطولية يجب ان يبنى عليها فلسطينيا, فقد كان لها مردود إيجابي في نفوس الفلسطينيين وزادت من ثقتهم بقدراتهم الذاتية بأنهم يمكن ان يفجروا ثورة في وجه الاحتلال الذين يتنكر لأبسط الحقوق الفلسطينية, واذا كان الاحتلال يعتقد ان زيادة عدد التصاريح الخاصة بالعمال للدخول إلى الأراضي المحتلة للعمل, او ادخال الأموال القطرية, او توسيع العمل في معبر كرم أبو سالم يمكن ان يؤدي الى اغماض العين عما يحدث في القدس والمسجد الاقصى فهو واهم, لان القدس والاقصى خط احمر, ولا يمكن لشعبنا وفصائل المقاومة الفلسطينية الصمت امام الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى, لقد خبر شعبنا كيف يتعامل مع الاحتلال بالطريقة التي ترغمه على التخلي عن اطماعه, ولا يمكن لهذا الشعب ان يضل الطريق.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".