أكد الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، اليوم الخميس، أن "إسرائيل" تسعى من خلال التطبيع ألا تكتفي بأن يكون هناك تطبيعاً سياسياً ودبلوماسياً فقط، بل تريد تحويل هذا التطبيع إلى حلف أمني عسكري تحت قيادتها، وبالرعاية الأمريكية في المنطقة.
وقال لافي لـ "شمس نيوز" :" زيارة غانتس للمغرب لم تأت إلا لتنسيق المواقف العسكرية والأمنية بين الاحتلال والمملكة المغربية، وهو من أهم الأهداف الرئيسية لدى اسرائيل من وراء اتفاقيات التطبيع، التي تهدف في أساسها لتشكيل حلف عسكري أمني ".
وعن استباحة الأمن القومي العربي من خلال هذه الاتفاقيات، أوضح لافي أن الأمن القومي العربي عدوه الرئيسي والمركزي هو "إسرائيل"، وأن تحالفها مع بعض الدول العربية يعمل على اختراق الوعي والأمن العربي، إذ تكون الاتفاقات على حساب توفير علاقات صهيونية عربية، واستهداف أخرى بجانب تقسيم العرب على أساس أنه مع مقاومة الاحتلال الإسرائيلي أو لا.
وأشار لافي إلى، أن هذا التقسيم سيولد خلافات، ويغير في التركيبة العربية لصالح الاحتلال، ما يؤدي إلى توتر العلاقات ما بين المغرب ودول الجوار العربية، لافتاً إلى أنه سيبعد المغرب عن القضية الفلسطينية، والتي تعتبر قضية مركزية لدى الشعب المغربي، وتخالف المبادئ والفكر والقيم التي نشأ عليها هذا الشعب.
وتابع الكاتب والمحلل السياسي: كل هذه الأمور ستؤثر على الاقتصاد المغربي، لأن إسرائيل أتت إليها من أجل توقيع اتفاقيات قومية تستبيح المال المغربي، من خلال وهم العسكرة في الوقت الذي تحتاج فيه هذه الشعوب التنمية والاقتصاد"، مؤكدًا أن ذلك لا يأتي إلا من خلال التعاون العربي وليس التعاون مع الاحتلال.
ووصل وزير حرب الاحتلال بيني غانتس، أمس الأربعاء، نحو الساعة الثانية بعد منتصف الليل إلى المغرب، في زيارة ستستغرق يومين.
وتعتبر هذه أول زيارة رسمية لوزير حرب الاحتلال إلى المغرب، وهي الثانية لوزير "إسرائيلي" كبير منذ توقيع اتفاقية التطبيع “أبراهام” منذ نحو عام لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، بحسب ما ذكر قناة "ريشت كان" العبرية.
ووصف غانتس قبيل مغادرته "تل أبيب"، الزيارة إلى الرباط بأنها "تاريخية ومهمة"، مشيرًا إلى أنه سيوقع على اتفاقيات تهدف لتعزيز التعاون الأمني.
وسيلتقي غانتس، مع وزيري الدفاع والخارجية المغربيين، ويبحث معهما العلاقات الثنائية خاصةً الأمنية.