قال أستاذ الجغرافية السياسية بجامعة الأزهر في غزة البروفيسور جهاد أبو طويلة: "إن فلسطين والقدس وتحريرهما العنوان الوحيد لنضال شعبنا ومقاومته، هذا ما أجمله حديث الأمين العام لحركة الجهاد القائد زياد النخالة في لقائه الأخير على قناة (الميادين)، ولم يفته تشخيص الحالة التي وصلنا إليها، من خلال انتقاده لبعض المسالك الخاطئة للحكومة هنا أو للحكومة هناك، بهدف تصحيح المسار".
وأضاف أبو طويلة في تصريحات صحفية: "كما انتقد القائد النخالة بعض الأنظمة العربية، التي هرولت وراء التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وانقلبوا على المواقف والشعارات التي كانوا يرددونها عقوداً طويلة، ليَثبت أنها بالأصل خداع ونفاق".
وشدد على أن حديث النخالة يضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية والدينية والوطنية، وهو دافع لمراجعة كل الأطراف لسياساتها وبرامجها ومواقفها.
وتابع: "لفت نظري أن النخالة يتحدث باسم الجماهير، ويعتبر الشعب الفلسطيني رأس حربة الشعوب العربية والإسلامية الحيّة والوفية والباقية على عهدها، وإن خذلت بعض أنظمتها فلسطين".
وأشار إلى أن "إسرائيل" وُجدت في المنطقة العربية من قبل الغرب، وإزالتها لن تتم طالما الواقع الفلسطيني بهذا الحالة التي وصل إليها من الانقسام والاستجداء من أجل إدخال الأموال والسلع والمنتجات الاستهلاكية اليومية في مقابل حالة الهدوء.
ومضى بالقول: "علينا كفلسطينيين تقييم التجربة النضالية والمُقاومِة، وأن نعود مجتمعين إلى الفعل الحقيقي من أجل إرباك كل الحسابات فى المنطقة، والإصرار على صوابية الرؤية الجهادية، والتي تأتي حركة الجهاد الإسلامي في مقدمتها، وهي التي لم تغير مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، وحتى العربية والإسلامية، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على الوعي الفكري لقيادة الحركة منذ التأسيس بقيادة الدكتور الشهيد فتحى الشقاقي، والدكتور الراحل رمضان شلَّح، وصولاً للقائد زياد النخالة، الذي حافظ ويحافظ على الخط الذي رسمته الحركة، وعلى إرث الشهداء، وأعتقد أن مواقفه تُعبر عن رأي كل أحرار العالم، وليس أحرار شعبنا وأمتنا فحسب، لأن المصداقية والثبات والإخلاص أهم شيء في أي حركة مُقاومة، وخاصةً أننا أمناء على أقدس قضية".