شمس نيوز / عبدالله عبيد
دشن وزير الخارجية الإسرائيلي طبيعته العنصرية، بتهديدات فاشية تمس مباشرة حياة الأسرى الفلسطينيين، والتي توعد من خلالها بطرح مشروع قانون في الكنيست عقب الانتخابات المرتقبة يجيز إعدام الأسرى.
تصريحات وتهديدات ليبرمان هذه لم تكن الأولى خلال الفترة الحالية التي تشهد سباقا انتخابيا بين الأحزاب الإسرائيلية، فقد سبقتها تهديدات بشن هجوم عسكري على المقاومة بغزة أكثر فتكا من الحرب الأخيرة في صيف 2014.
وكان أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي، وزعيم حزب (إسرائيل بيتنا)، أوضح أن حزبه سيعمل في الكنيست (البرلمان) القادم، على إقرار إنزال عقوبة الإعدام بحق الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات ضد إسرائيل".
واعتبر ليبرمان، خلال كلمة له أمام مؤتمر لمعهد "دراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أن "الإفراج عن إرهابيين في عمليات تبادل أسرى يعطي المجموعات الإرهابية، الأمل بأن إسرائيل ستستسلم" بحسب تعبيره.
وحتى الآن تصدر إسرائيل أحكاماً بالسجن مدى الحياة ضد الفلسطينيين المتهمين بقتل إسرائيليين.
حروب الكراهية
رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، بيّن أن دولة الاحتلال الإسرائيلي يحكمها قادة مثل ليبرمان مصابون بالجنون العنصري ويعشقون الدموية، وأنهم يقودون إسرائيل إلى مصاف الدول العنصرية في المنطقة، وإلى إشعال حروب الكراهية والانتقام.
وقال قراقع: هناك أفواه مليئة برائحة الدم والموت في إسرائيل وعلى رأسهم ليبرمان المشبع بالعداء للسلام العادل وللتعايش، وهو يشكل وصمة عار للمجتمع الإسرائيلي ولكل الداعين إلى السلام والاستقرار"، مشيراً إلى أن هذه تصريحات رجل المجازر والمذابح، الذي يجعل من الأسرى ضحايا لأفكاره المسمومة في حمى وصرع الانتخابات".
ودعا المجتمع الدولي بكافة مؤسساته إلى التدخل لمنع انتشار الفساد الدموي في القيادة الإسرائيلية، والتي تسبب انهيارا تاما لمفهوم العدالة الإنسانية، وتجعل الأسرى في وضع خطير جداً، وتحت رحمة قيادات عنصرية تستهتر بالقانون الدولي وشرائع حقوق الإنسان.
واختتم قراقع حديثه بالقول: ليبرمان يتحدث عن قتل الأسرى بقانون، ونحن نتساءل: أين مجلس الأمن؟ وأين المجتمع الدولي من هذا الإرهاب العلني؟ لقد طفت هذه الوقاحة الحاقدة والانتقامية البشعة على كافة القوانين والاتفاقيات الدولية، وحان الوقت لكي تمارس هيئة الأمم والمجتمع الدولي بأسره صلاحياته وسلطته على هذه العصابة الإسرائيلية المتطرفة".
خطورة كبيرة
في هذا الصدد، شدد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس على أن هذه التصريحات تنطوي على خطورة كبيرة، " لكنها بنفس القدر هي تصريحات سخيفة من شخص مهزوم، ينطلق من أزمة الحزب وأزمته كشخص بسبب الانتكاسات المتكررة التي يتعرض لها حزبه العنصري اليميني".
وقال فارس لـ"شمس نيوز": يعتقد ليبرمان أن تصريحات من هذا النوع من شأنها أن تسترضي قطاعات مأزومة في المجتمع الإسرائيلي، على ذلك يقود إلى حالة من التوازن بما يمكنه من استعادة قدرة الحزب على الفوز بالانتخابات".
وأضاف: دائماً الدم والموضوع الفلسطيني يصلح لأن يكون مادة انتخابية تحريضية ترفع أسهم الأحزاب الإسرائيلية، ومثال ذلك حزب (إسرائيل بيتنا) كما يسمونه، هو حزب يعيش على الفساد وعلى الخطاب السياسي الشعاراتي، الذي يستند على ثقافة عنصرية تقوم على كراهية العرب والفلسطينيين.
ولفت فارس إلى خطورة هذا القانون -لو قدر له أن يشرع في إسرائيل- على حياة الأسرى، مبيّناً أن ليبرمان يتماشى مع التوجهات القائمة في المنطقة، والتي تحكمها ثقافة الكراهية وتوظيف الدين والمعتقدات والتاريخ.
وذكر رئيس نادي الأسير الفلسطيني أن العالم يتوجه الآن نحو القيام بحملات لإلغاء عقوبة الإعدام في الدول التي مازالت تعتمد هذا النوع من العقوبة، مستدركاً: لكن ليبرمان بعنصريته يعود بالمنطقة إلى الوراء".