غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

سياسة تهويد المقدسات مقامرة غير محسوبة

خالد صادق.jpg
بقلم/ خالد صادق

ما يشهده الحرم الابراهيمي الشريف من أحداث هو بمثابة تجربة وتمهيد لما سيشهده المسجد الأقصى المبارك من احداث مماثلة، فالاحتلال الصهيوني الذي يسيطر على الحرم الابراهيمي ويفرض واقعا مأساويا داخله, يهدف من وراء ذلك لتحقيق نفس الامر في المسجد الأقصى المبارك, والفلسطينيون يدركون ذلك جيدا, ويعلمون خطورة ما يحدث الان في الحرم الابراهيمي, لذلك فقد حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، من اقتحام مرتقب للرئيس الصهيوني إسحاق هرتسوغ، للحرم الإبراهيمي الشريف للاحتفال بما يسمى عيد «الأنوار», وانه لا بد من التعامل بقوة وحزم مع هذه الخطوات التصعيدية,  التي يتحمل الاحتلال تداعياتها الخطيرة، التي تشجع قطعان المستوطنين على تكثيف ومواصلة اقتحاماتهم واعتداءاتهم على المقدسات سواء المسجد الأقصى المبارك أو الحرم الإبراهيمي او قبر يوسف عليه السلام او قبة راحيل وغيرها من المقدسات, وقد دعت لجنة المدافعين عن حقوق الإنسان في مدينة الخليل ، لأداء صلاة الظهر في المسجد الإبراهيمي والرباط فيه للتصدي لاقتحام المسجد من قبل الرئيس الصهيوني المتطرف إسحاق هرتسوغ, بينما أبلغت قوات الاحتلال وزارة الأوقاف بقرار إخلاء المسجد من المصلين والسدنة استعداداً لاقتحام هرتسوغ للحرم الابراهيمي, وتأتي هذه الخطوة في سياق محاولات تهويد الحرم الابراهيمي والاستيلاء عليه بالكامل، بعدما سيطرت سلطات الاحتلال على معظم باحاته وغيرت من معالمه التاريخية، في وقت تتصاعد فيه إجراءات الاحتلال للسيطرة على الأرض والمقدسات الفلسطينية الإسلامية والمسيحية، وخاصة ضد المسجد الأقصى، وحائط البراق، والمسجد الإبراهيمي.

وبسبب رباط أهلنا في الخليل بالحرم الابراهيمي الشريف قامت سلطات الاحتلال الصهيوني باستنفار المزيد من القوات وعناصر الجيش الصهيوني في البلدة القديمة بالخليل، وفرضت إجراءات أمنية مشددة بغرض تأمين زيارة الرئيس الإسرائيلي واقتحامه للحرم الإبراهيمي. وبهذا الإجراء، يقلد هرتسوغ الكثير من الرؤساء السابقين الصهاينة، الذين شاركوا بإيقاد أول «شمعة حانوكاه»، وهي المشاركة الأولى لهرتسوغ بمناسبة دينية توراتية بالضفة الغربية المحتلة منذ أن تولى منصبه كرئيس ومن شأن هذا الامر ان يؤدي الى مواجهات عنيفة بين المصلين المرابطين داخل الحرم الابراهيمي وجنود الاحتلال، وان تتكرر مذبحة الصهيوني المجرم باروخ غولدشتاين مجددا وان يؤدي ذلك الى مواجهة مع الاحتلال, ولا شك ان «إسرائيل» تخشى من تفجر الأوضاع في الخليل على خلفية هذا الاقتحام السافر للحرم الابراهيمي فقد هاجمت صحيفة «هآرتس» العبرية في افتتاحيتها، «قرار الرئيس الصهيوني، الاحتفال بعيد «الأنوار» اليهودي بالحرم الإبراهيمي في الخليل، وقالت: «من بين كل الأماكن، اختار هرتسوغ مدينة الخليل، تلك المدينة التي تجسّد بشاعة ووحشية الاحتلال وعنف المستوطنين», وأضافت: زيارة هرتسوغ إلى هذا المكان الذي اضطر معظم سكانه الفلسطينيين إلى هجر منازلهم ومحلاتهم فيه بسبب إرهاب المستوطنين، هي شرعنه رسمية للظلم الذي يُرتكب هناك كل يوم، بما فيه المجزرة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين وراح ضحيتها 29 من المصلين في الحرم الإبراهيمي في عام 1994», ويبدو ان «إسرائيل» تتعجل مواجهة جديدة مع الفلسطينيين لإرضاء اليمين الصهيوني المتطرف وكسب وده.

ما يمارسه الاحتلال الصهيوني في الخليل يدل على عنصريته ونازيته وارهابه, وهو برهان عملي يدل على عقلية الاحتلال الصهيوني الاستعمارية في التعامل مع الفلسطينيين, لذلك قالت صحيفة هآرتس العبرية انه «لا يوجد مكان آخر في الضفة تتضح فيه معالم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي بهذا الشكل المرعب: شوارع معزولة يُحظر على الفلسطينيين السير فيها, حظرٌ على دخول سيارات الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون هناك نقاط تفتيش للفلسطينيين عند كل مفترق العنف والإذلال هما الصفة اليومية لكل مواطن فلسطيني على أيدي المستوطنين وأطفالهم، وكذلك على أيدي أفراد الجيش وحرس الحدود المنتشرين في كل زاوية», هذا الواقع الصعب الذي تعيشه الخليل يواجهه أهلها الصامدون بقوة وثبات, وهم يتشبثون بأرضهم ويرفضون ترك مدينتهم امام عنصرية سلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين ويصرون على المواجهة, وبالتأكيد ستكون لهذه الخطوة الاستفزازية توابع حذرت منها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وقالت: إن اقتحام المسجد الإبراهيمي من قبل رئيس الكيان الصهيوني، يندرج في سياق مخططات التهويد التي تستهدف المسجد الإبراهيمي ومدينة خليل الرحمن، وهو عمل عدائي يستوجب علينا جميعاً التصدي له بكل قوة. وحملت الحركة العدو الصهيوني كامل المسؤولية عمّا سيترتب عليها، وذكرته بانتفاضة الأقصى التي جاءت رداً على اقتحام الهالك «شارون» للمسجد الأقصى المبارك في سبتمبر من العام 2000، فالشعب الفلسطيني لا يسمح بأن تمر محاولات المساس بمقدساته دون أن يتصدى لها رجاله وأحراره»، ويبدو ان الاحتلال يقامر مجددا بخطواته لقياس ردات الفعل الفلسطينية.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".