بعد مرور أكثر من أسبوع على عملية القدس التي نفذها الشهيد فادي أبو شخيدم قرب باب السلسلة، لا تزال الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تواجه تحديًا في كيفية منع وقوع عمليات أخرى مشابهة.
وفي الوقت ذاته، تبدي المحافل الأمنية والسياسية الإسرائيلية قلقها من وقوع أي هجوم مسلح في البلدة القديمة، كونها واحدة من أكثر النقاط حساسية، الأمر الذي يبدو كفيلا بإشعال المنطقة بأسرها.
وقال شلومي هيلر في تقرير على موقع "واللا" العبري، إن "أبو شخيدم الذي نفذ الهجوم في وقت سابق من الأسبوع المنصرم، توفرت لديه كافة الدوافع المعروفة التي من أجلها أتى لتنفيذ العملية، رغم وجود انتشار مكثف لقوات حرس الحدود في المدينة، وتزايد حركة اليهود في المسجد الأقصى، الذين يذهبون للصلاة عند حائط البراق، وهذا محور يكون فيه استعداد الجيش والأمن مرتفعًا للغاية، ولديه اهتمام كبير جدا".
وأضاف "رغم الانتشار الواسع لقوات الأمن في القدس، لكن اليهودي لا يعرف من أين سيأتي الخطر التالي، سواء بعمليات الطعن أو إطلاق النار أو الدعس بالسيارة، ما يدفع الجيش والشاباك لإبداء اليقظة أن حدثا ما قد ينفجر فجأة، ويتحول الوضع الأمني من درجة صفر إلى درجة مائة، وينقلب الروتين القائم إلى توتر سائد في المنطقة، ومما أراه وأسمعه من رجال الشرطة فإنه من المستحيل التصالح مع هذا الوضع الأمني، لأنه خلال ثوان قليلة قد يقتل يهود ويصابون".
ويتخوف الإسرائيليون من تحليل الأحداث الأمنية السائدة، على اعتبار أن "ما سيحدث قد لا تزيد مدته على عشر ثوان أو دقيقة على أبعد تقدير، وفي هذه الفترة الزمنية القصيرة قد يصاب المزيد من الإسرائيليين، رغم أن هناك العديد من العمليات التي تم تجنبها بسبب يقظة شرطي في نقطة معينة، ولكن في معظم الحالات ينجح المنفذون الفلسطينيون بتنفيذ هجماتهم المسلحة، أو الطعن بالسكاكين"، بحسب المقال.
وفي الوقت ذاته، يستعيد الإسرائيليون إخفاقاتهم خلال حرب غزة الأخيرة، التي خلقت أزمة كبيرة للغاية للأمن الإسرائيلي، سواء ما حدث في غزة أو القدس، خاصة أن باب العامود تحول مع مرور الوقت إلى أن يصبح رمزا مهما للفلسطينيين، رغم أن المكان مزدحم من حيث حركة مرور الأشخاص القادمين للمدينة القديمة، ولعل قربه من محطات النقل، واعتباره الطريق الممهد للوصول إلى المسجد الأقصى، قد يشجع الفلسطينيين على تنفيذ هجماتهم وسط هذه الجموع".